مساء أول من أمس استضاف الإعلامى القدير إبراهيم عيسى فى برنامجه 25/30 المهندس شريف حبيب، رئيس نادى المقاولون العرب، فى حوار توالت خلاله الأفكار والاقتراحات التى تصلح كخارطة طريق من أجل إصلاح حال المنظومة الكروية المصرية. ثقافة إبراهيم عيسى الرياضية -خصوصا فى مجال كرة القدم وتحديدا فريق الزمالك- لا تقل عن ثقافته فى جميع النواحى الأخرى، أما ضيفه فهو واحد من أكفأ رؤساء الأندية وأنجحهم إداريًّا وماليًّا بعد أن حقق العام الماضى فائضًا فى الميزانية قدره 33% دون أى دعم من الشركة الأم ، فضلًا عن الطفرة الفنية لفريقه على مستوى الأداء والنتائج، مما جعل كبرى الأندية المحلية والعالمية تتهافت على شراء نجومه المميزين. من هنا جاءت أهمية وقيمة هذا النقاش الذى دار بين اثنين على أعلى مستوى من الوعى والإدراك. سؤال الحلقة الرئيسى كان: كيف ننتقل من لعب كرة القدم إلى صناعة كرة القدم؟ المهندس حبيب وضع يده بحرفية على مواطن الداء التى تجعلنا دائما (محلك سر) ثم قام بعدها بوصف خطوات العلاج: 1- إبعاد وزارة الشباب والرياضة عن التدخل فى عمل مجالس إدارات الأندية، ما دامت تسير وفقًا للخطط الموضوعة وتؤدى ما عليها من التزامات مادية لصالح الدولة. 2- تطبيق مبدأ الاحتراف على كل عناصر المنظومة بدءًا من اتحاد الكرة ومرورًا بالأندية التى يجب أن تتحول إلى شركات خاصة، تخضع لقوانين الاستثمار، ويتولى إدارتها مجموعة من المحترفين الذين يتقاضون أجرًا -كى يمكن محاسبتهم على المكسب والخسارة- بدلًا من الإدارات الحالية المكونة من أشخاص هواة متطوعين لا يجيدون التخطيط ولا يحسنون التطبيق. 3- الاهتمام بقطاع التسويق الرياضى الذى هو عصب هذه الصناعة ومحركها الأول. ويجب أن يضم كوادر مدربة ومتخصصة فى كل الفروع مثل العقود التجارية والتعاقدات الفنية. 4- إقامة دورى حقيقى للمحترفين على نفس النهج العالمى فى إنجلترا وإسبانيا مع إنشاء رابطة قوية للأندية المحترفة، تكون لها اليد العليا فى الإشراف على كل النواحى الإدارية والمالية لهذه المسابقة. 5- التعاقد مع رعاة رسميين من الشركات والمؤسسات الكبرى، تتولى الإنفاق على الفرق مقابل حصولها على حقوق الإعلانات داخل الملاعب وعلى قمصان اللاعبين، بالإضافة إلى إشراكهم فى الأرباح التى تتحقق مع نهاية الموسم. 6- الأندية غير الشعبية التى لا تملك مشجعين عليها أن تنقل نشاطها إلى خارج العاصمة وتتجه إلى المحافظات، حيث ستجد الفرصة هناك لبناء قاعدة جماهيرية عريضة، ترتبط بها وتساندها خلال المنافسات. 7- التنقيب عن الناشئين الموهوبين الموجودين غالبًا بعيدًا عن المدن الكبرى. العناية بهم ستتحول إلى مشروع استثمارى ضخم عندما ينضجون ويشاركون مع الفريق الأول أو يتم بيعهم إلى أندية عالمية بمبالغ طائلة. فى نهاية الحوار وجه عيسى سؤالًا مباشرًا إلى ضيفه: هل تعتقد أن هناك أحدًا من المسؤولين عن الكرة المصرية يقوم بعمل أبحاث أو دراسات لتطبيق مثل هذه الأفكار؟ فرد شريف حبيب بهدوء: ماعتقدش!