أطلقت محافظة القاهرة، اليوم الأحد، حملة نقل الباعة الجائلين بحى وسط القاهرة بمنطقة القصر العينى ومجمع التحرير والشوارع الرئيسية التى ينتشر بها الباعة، إلى جراج الترجمان بالقرب من ميدان الإسعاف بصفة مؤقتة، لحين الانتهاء من إنشاء مجمع أسواق أرض وابور الثلج. يأتي في إطار جهود أجهزة الدولة لإعادة المظهر الحضاري لشوارع العاصمة، وتوفير أسواق عصرية وحضارية للباعة الجائلين، إلا أن الباعة أعلنوا رفضهم لقرار المحافظ، وأكدت المحافظة من جانبها أنها ماضية فى تنفيذ قرارها. دفعت مديرية أمن القاهرة، ب45 تشكيل أمن مركزي، لتنفيذ قرار محافظ القاهرة برفع الإشغالات والباعة الجائلين من مناطق طلعت حرب والإسعاف و26 يوليو وعبد الخالق ثروت وميدان التحرير ومحمد فريد وكورنيش النيل وبولاق أبو العلا، كمرحلة أولى، تحسبًا لرفض الباعة الجائلين الانتقال إلى موقف الترجمان، في الوقت الذي تزامن فيه انتشار قوات التدخل السريع التي طافت حول منطقة وسط القاهرة. وأهاب مدير أمن القاهرة بالباعة الجائلين، الالتزام بالقرار الصادر من محافظة القاهرة، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية ستتخذ إجراءاتها فى تأمين مسئولى محافظة القاهرة المعنيين بالتنفيذ، وستتعامل مع أى نوع من أنواع الخروج على القانون بحزم وحسم ووفقا للقانون. نقل الباعة الجائلين إلى منطقة جراج الترجمان بعد انتهاء كافة التجهيزات الخاصة باستقبالهم، ورفع كفاءته من رصف وإضاءة ومظلات، وتزويده بدورات مياه حديثة ونقاط للشرطة والإطفاء، والتعاقد مع شركات أمن ونظافة لخدمة الباعة والرواد من المواطنين، ويسع حوالى 1750 مكانا، وتنظيم عملية دخول رواد السوق من خلال توفير أكثر من مدخل بشارع الجلاء وشنن وآخر من شارع الصحافة. تم ترتيب كافة الأمور المتعلقة بعملية النقل مع الباعة وتوزيع الأماكن عليهم، المرحلة الأولى مخصصة للباعة المنتشرين والمحتلين لمنطقة وسط المدينة، كما لن يسمح بتواجد أى بائع بالشارع الذى يتم نقل الباعة الجائلين منه. يذكر أنه قد سبق عقد العديد من الاجتماعات مع الباعة الجائلين للوصول لأفضل الحلول لتنفيذ آلية مناسبة لنقلهم إلى الأماكن الجديدة بمنطقة جراج الترجمان. وكانت الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة، قررت تسليم الباعة الجائلين بمناطق وسط القاهرة، الأماكن المستحدثة التي تم تخصيصها لكل منهم، بدءاً من غد اليوم، لنقلهم إليها بشكل رسمي باعتبارها المرة الأولى التي يتم فيها تقنين أوضاع الباعة الجائلين فعلياً لتجنب التأثيرات السلبية التي يسببها تواجدهم بشوارع وسط المدينة من اختناقات مرورية. وقال طارق فؤاد، نقيب الباعة الجائلين، إنهم غاضبون منذ صدور تصريحات الدكتور جلال مصطفي سعيد، محافظ القاهرة، بشأن نقلهم إلى سوق الترجمان بالقوة، مع العلم أنه يعلم جيدا رفضهم التام لهذه الفكرة التي ستقتص رزقهم، مؤكدًا أن سوق الترجمان لم يخضع لدراسة دقيقة، وغير مناسب تماما لنقل الباعة. واعتبر أن هذا القرار فردي وغير مدروس، قائلا:"مش هنمشي ولو ضربونا بالرصاص". وأضاف: "نحن ثلاثة آلاف بائع في أربع أحياء مختلفة هي حي عابدين، والأزبكية، وغرب وبولاق أبو العلا، فأين سيذهب كل هؤلاء الباعة؟ ومن المسؤول عن تجويع أطفالهم؟"، موضحًا أن نقلهم في الترجمان سيعمل على ركود الحال تماما. وتابع فؤاد: "لم نقف نهائيا في وجه مصلحة بلادنا ولم نرد يوما الفوضى أو نحب العبث.. وإنما ظروفنا هي التي أجبرتنا علي ذلك فليس لدينا أي مانع من الانتقال إلى سوق واحد يضمنا جميعا ويستوعب كل أعدادنا ويجب أن السوق مهيئا ومدروسا جيدا ولا يؤثر على رزقنا .. فإن اومرنا أن ننتقل غدا إلى أرض وابور التلج، فلن نتأخر ثانية واحدة ليس هذا فقط .. بل نحن على أتم الاستعداد على أن يتبرع كل بائع منا بخمسة آلاف جنيه، بحيث نقدم خمسة عشر مليون جنيه مجمل تبرعات الثلاث آلاف بائع وذلك مساهمة منا في الإسراع بتجهيز الأرض، أما ما يقوله محافظ القاهرة فلا يرضي أحد مطلقا ونحن لن نقبل الظلم فزمن الاستبداد انتهى".