«سبحان مغيِّر الأحوال»، بعد أن كان الثنائى يدا واحدة فى صفوف القلعة الحمراء، والأقرب إلى بعضهما البعض فى معسكرات النادى الأهلى والمنتخب الوطنى، انقلب السحر على الساحر، وأصبح الثنائى مشتتين متفرِّقين غاضبين لا يتحدَّثان. وائل جمعة ومحمد أبو تريكة، لاعبا الأحمر المعتزلان حديثا، ثنائى حقَّق نجاحات كبيرة للأهلى، وصالا وجالا فى الملاعب دفاعا عن اسم القلعة الحمراء، ودافع جمعة كثيرا عن تريكة فى المواقف التى كانت تشهد هجوما عنيفا عليه، كما ردّ الأخير بدفاع مستميت عن «الصخرة» فى أوقات تناوله إعلاميا بكبر سنه وأنه غير قادر على العطاء وتدعيم فريقه والدفاع عن مرمى شريف إكرامى وتواصُل أخطائه الدفاعية. الثنائى جمعة وتريكة لم يدم طويلا، خصوصا بعد اعتزال اللاعبيْن لكرة القدم، وتفرّغ كل منهما لعمله، ف«الصخرة» أعلن اعتزاله اللعب وحجز مكانه كمدير للكرة بالنادى الأهلى برفقة الجهاز الفنى، بقيادة الإسبانى خوان كارلوس جاريدو، ومعه أحمد أيوب وعلى ماهر وطارق سليمان وعلاء عبد الصادق مشرفا على قطاع الكرة، أما أبو تريكة فرفض تولِّى أى مناصب فى الأهلى، وفضَّل التعاقد مع «بى إن سبورت» لتحليل مباريات مونديال البرازيل 2014. «الصخرة» اعتقد أنه سيجد دعما كبيرا فى منصبه الجديد من زملائه السابقين لتسهيل مهمته ومساعدته على النجاح فى سنة أولى مدير كرة، إلا أنه وجد العكس وأكثر. تريكة يحرض فتحى على جمعة جمعة فى بدايته كمدير للكرة اصطدم بتجديد عقد أحمد فتحى الذى انتهى بنهاية الموسم الماضى، إلا أن «الجوكر» رفض التجديد للأهلى، وماطل فى فرض شروطه وأوامره، فقال إنه يرغب فى قضاء فترة معايشة فى أرسنال الإنجليزى، ثم فشل وعاد إلى الأهلى ليفرض شروطه، مطالبا بأعلى سعر، ثم ظهر فى الأفق بوادر اتفاقه مع اتحاد جدة السعودى، وأخيرا سفره إلى قطر للتوقيع لأم صلال لمدة موسمين مقابل مليون و200 ألف دولار فى الموسم. ورغم كل الوقت الذى أخذه فتحى فى مماطلة الأهلى فإن مسؤولى الأحمر وقفوا موقف المتفرِّج، تاركين الكرة فى ملعب «الجوكر» من ناحية، ومعتمدين على صداقته لمدير الكرة الجديد، وائل جمعة، باعتباره الأقرب إليه، وزميل ملعب من ناحية وأصدقاء خارج الملعب من ناحية أخرى، إلا أن فتحى ضرب عرض الحائط بصداقته وزمالته لجمعة، رافضا أن يكتب له النجاح فى أول اختبار له فى منصبه الجديد. وما زاد الأمر صعوبة على مدير الكرة ما تردَّد عن أن زميله السابق محمد أبو تريكة يحرّض اللاعب على الرحيل عن القلعة الحمراء دون الالتفات إلى إنجاح «الصخرة» فى مهمته، خصوصا أن الأخير كان يتوقَّع وقوف زملائه بجواره فى منصبه ومساعدته على النجاح. مصادر مقرَّبة من وائل جمعة قالت إن «الصخرة» مستاء جدا من تصرفات أبو تريكة، خصوصا أنه كان يأمل فى وقوفه بجواره فى مهمته بالنادى الأهلى فى منصب مدير الكرة ومساعدته على النجاح فى المهمة حتى يظهر بموقف جيد أمام إدارة الأهلى، برئاسة محمود طاهر، التى أبدت ثقتها فى المدافع المعتزل حديثا لتنصيبه مديرا للكرة. ورغم ما تردد حول أن محمد أبو تريكة عُرض عليه من قِبل إدارة الأهلى تولِّى منصب فى الجهاز الفنى كمدير للكرة أو مدير تسويق بالنادى فإن مقرَّبين من اللاعب المعتزل أكدوا أن الإدارة الحمراء لم تعرض عليه أى مناصب، وأنهم اضطروا للخروج للإعلام والقول برفض أبو تريكة تولى مناصب بالنادى، خوفا من ثورة الجماهير الحمراء. وترددت أنباء عن رفض تولى أبو تريكة أى مناصب بالقلعة الحمراء، بسبب انتماءاته السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، مما دفع مجلس محمود طاهر إلى رفض عرض أى مناصب على اللاعب المعتزل. الماجك يحرج جمعة على تويتر الصراع بين أبو تريكة وجمعة لم يتوقَّف عند قضية التجديد لفتحى، بل ذهب إلى أكثر من ذلك، بعدما وضع «القدّيس» زميله فى ورطة وفى موقف محرج بإعلانه الاعتذار عن المشاركة فى دعوة بابا الفاتيكان لنشر السلام بين الأندية، مؤكدا عبر حسابه الرسمى «تويتر» أنه اعتذر عن دعوة البابا بسبب وجود لاعب إسرائيلى يشارك فى المباراة، رغم وجود أبرز اللاعبين فى العالم، وعلى رأسهم ميسى ورونالدو. موقف أبو تريكة ليس غريبا، إنما الأغرب أنه اتخذ القرار دون التنسيق مع زميله وائل جمعة الذى تلقَّى نفس الدعوة للمشاركة فى المباراة، مما وضع «الصخرة» فى موقف مُحرج، خصوصا أنه فى حال موافقته على الدعوة سيتم اتهامه بأنه خائن لاتخاذه موقفا غير موقف تريكة، وأنه موافق على المشاركة فى المباراة فى وجود لاعب إسرائيلى، رغم المذابح التى تقوم بها إسرائيل ضد شعب غزة مؤخرا. تريكة يقف مع الأولتراس موقف أبو تريكة أثار غضب كثيرين، خصوصا أنها ليست المرة الأولى التى يقوم بها تريكة باتخاذ موقف دون الرجوع إلى زملائه، مما يضع الباقين فى موقف محرج، ونتذكَّر هنا ما فعله أبو تريكة فى مباراة السوبر المحلى أمام إنبى، ورفضه لعب المباراة بناءً على رغبة جماهير الأهلى «أولتراس أهلاوى»، ورغم موافقة جميع اللاعبين على المشاركة فى المباراة، بعدما وصل الأمر إلى تحدّى الدولة، وإصرار «أولتراس أهلاوى» على عدم إقامة لقاء السوبر المحلى بين الأهلى وإنبى، قبل القصاص لشهداء «مجزرة بورسعيد» التى راح ضحيتها 72 مشجعا من «أولتراس أهلاوى». لاعب الأهلى المعتزل استمرّ فى مواقفه، ورفض الذهاب إلى الإسكندرية للمشاركة فى المباراة، مما دفع مجلس إدارة الأهلى، برئاسة حسن حمدى وقتها، إلى اتخاذ قرار بتغريم اللاعب ربع مليون جنيه وإعارته إلى نادى بنى ياس الإماراتى لمدة 6 أشهر، فضلا عن وضع أبو تريكة زملاءه بالفريق فى موقف محرج، خصوصا أنه اتخذ القرار بشكل فردى دون الرجوع إلى باقى اللاعبين، مما سبَّب أزمة كبيرة بين اللاعبين وبينه وقتها، حتى وصل الأمر إلى حالة من الخصام بين اللاعبين بسبب موقف تريكة، خصوصا أن بعض لاعبى الأهلى تعرضوا لهجوم من قِبل «أولتراس أهلاوى» بالشرقية فى أثناء وجودهم لافتتاح أحد المحلات، وعلى رأسهم: أحمد فتحى وشريف إكرامى وحسام غالى وعماد متعب، وهو ما دفعهم إلى اتخاذ قرار بمقاطعة «الماجيكو» فى التدريبات، حتى وصل الأمر إلى اتخاذ الإدارة حينها قرارا بتغريمه ماديا وإعارته إلى أحد الأندية الخليجية لحين زوال الجفاء بينه وبين باقى اللاعبين. تريكة يرفض دعوة بابا الفاتيكان «القدِّيس» لم يتعلَّم من أخطائه السابقة، واتخذ قرار رفض دعوة بابا الفاتيكان دون الرجوع إلى زميله وائل جمعة، بعدما نشر على صفحته صورة من الدعوة التى تلقَّاها من الفاتيكان، معلِّقا على الدعوة بالقول «صورة من الدعوة للمباراة، ورفضى لها بسبب الكيان الصهيونى.. عفوا نحن نربِّى أجيالا»، فى إشارة إلى أنه رفض المشاركة فى المباراة التى تدعو للسلام بسبب وجود اللاعب بن عيون الإسرائيلى، مما وضع وائل جمعة فى مأزق كبير.