«إلى جميع المعتصمين بالميدان.. نرجو منكم الخروج من خلال الممر الآمن باتجاه طريق النصر مع التعهد بعدم التعرض لأى منكم أثناء عملية الخروج.. نكرر مع التعهد بعدم التعرض لأى منكم أثناء عملية الخروج» بهذه الكلمات بدأت عملية فض اعتصامي رابعة العدوية، والنهضة اللذين مثلا تحديًا سافرًا لإرادة الشعب المصري، وسيادة الدولة. بهذه الكلمات بدأت قوات الشرطة عملية فض اعتصام تنظيم الإخوان الإرهابي، الذى روع المواطنين وهدد أمنهم وسلامتهم، ومثل تحديًا سافرًا لسيادة القانون والدولة. وحرصت وكالة أنباء الشرق الأوسط في ظل اقتراب الذكرى الأولى لأحداث فض الاعتصام على لقاء اللواء هانى عبداللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، والذي سيكشف عن تفاصيل عملية الفض، ويزيح الستار لأول مرة عن اجمالى أعداد شهداء الشرطة الذين استشهدوا خلال تلك الأحداث، وكذلك المنشآت العامة والشرطية ودور العبادة التي قام عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي بالاعتداء عليها في أعقاب عملية الفض. وأكد اللواء هانى عبد اللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أن يوم 14 أغسطس سيمثل إحياء لذكرى 114 من رجال الشرطة الذين استشهدوا خلال معركتهم ضد أرهاب جماعة الإخوان في أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. وقال اللواء عبداللطيف إن رجال الشرطة سيحيون هذه الذكرى من خلال اليقظة، والاستنفار الأمني، والتعامل مع أية تهديدات بقوة وحسم، مؤكدًا أنه لن يسمح بأى شكل من الأشكال بالخروج عن القانون أو محاولة تكدير أمن وسلامة المواطنين. وشدد على أن شهداء الشرطة الأبرار الذين ضحوا بحياتهم خلال أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية، والنهضة صنعوا ملحمة تاريخية، وحموا بأجسادهم الشعب المصري من تهديدات جماعة الإخوان الإرهابية، وحلفائها، مؤكدًا أن ذكراهم ستظل حافزا لرجال الشرطة على مدار التاريخ لبذل التضحيات من أجل حماية إرادة الشعب المصري العظيم ومقدراته. وأكد اللواء عبداللطيف أن اعتصامي رابعة العدوية، والنهضة كانا جريمة ترتكب وسط العاصمة، وتستوجب التعامل الأمني منذ اللحظات الأولى، ولكن الحكومة المصرية في هذا الوقت قامت بمحاولات مضنية لفض الاعتصامين المسلحين من خلال المفاوضات؛ وذلك حماية لمواطنين داخل الاعتصامين غررت بهم الجماعة الإرهابية باسم الدين. وقال اللواء هانى عبداللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية إنه طوال شهر أغسطس من العام الماضي لم يكن يهتم سوى كيفية فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة بأقل الخسائر، خاصة بعد تعدد بلاغات المواطنين القاطنين في المنطقتين من تعرضهم للايذاء البدني والنفسي، والتعدى على ممتلكاتهم من خلال ممارسات جماعة الإخوان الإرهابية، إلى الحد الذى وصل ببعضهم إلى هجر منازله إلى حين فض الاعتصام حفاظًا على سلامتهم وأمنهم، وهو ما تزامن مع إصدار النائب العام قرارات بضبط وإحضار عدد من المعتصمين المتهمين بارتكاب جرائم خطف، وتعذيب، وقتل بحق عدد من المواطنين، ورجال الشرطة، وكذلك قرار النائب العام بفض الاعتصامين. وأشار إلى أن عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة مرت بعدة مراحل، بدأت المرحلة الأولى منها من خلال الأسلوب السلمي؛ وذلك عبر مناشدات مستمرة أطلقتها الحكومة، وكذلك وزارة الداخلية لإقناع المعتصمين بفض اعتصامهم بشكل سلمي، وهو ما كان يقابله قيادات الجماعة الإرهابية بالمزيد من الشحن والادعاءات بقرب الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى من ناحية، والتلويح بأن المعركة مع الجيش والشرطة هى لنصرة الشرعية من ناحية أخرى، وكذلك نصرة الدين الإسلامي ضد من وصفوهم ب(الكفرة)، فى إشارة لضباط الشرطة والجيش، في محاولة منهم لإطالة أمد الاعتصامين والضغط على القيادة السياسية، أملا منهم فى إمكانية التفاوض حول عودة المعزول مرة أخرى. وأضاف أن المرحلة الثانية من عملية فض الاعتصامين بدأت بعد تكليف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بالتعامل مع الاعتصامين لفضهما، وهى المرحلة التي شهدت العديد من الاجتماعات التي عقدها وزير الداخلية مع مساعديه لوضع خطة الفض، والتي حرص وزير الداخلية خلال وضعها على تطبيق منهج أمني احترافي يمكن رجال الشرطة من فض الاعتصام بأقل الخسائر البشرية الممكنة، خاصة بعد أن أكدت التحريات وجود العديد من الأسلحة، والذخيرة داخل مقري الاعتصامين، وكذلك اعتزام قيادات الجماعة الإرهابية الاحتماء بالنساء، والأطفال، والدفع بهم فى الصفوف الأولى لمواجهة قوات الشرطة حتى يتمكنوا من الهروب إذا ما نجحت القوات في فض الاعتصامين، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن وزير الداخلية عقد عدة اجتماعات أيضًا مع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان لاستعراض الأوضاع الأمنية المتردية بمحيط الاعتصامين، والذين أكدوا جميعًا ضرورة فض الاعتصامين، حفاظًا على أرواح المواطنين. وتابع اللواء عبداللطيف قائلاً «فى مساء يوم 13 أغسطس الماضي، طلب اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية من مساعديه الحضور إلى ديوان عام الوزارة لمراجعة الخطة النهائية لعملية الفض؛ وذلك بعد أن ألقيت بيانًا مصورًا عبر التليفزيون المصري أناشد فيه المعتصمين للمرة الأخيرة بفض اعتصامهم بشكل سلمي، وأعلنت عن توفير ممرات آمنة لخروج المعتصمين، مع التعهد بعدم التعرض لأى منهم؛ حيث أكدت تخصيص طريق النصر بالنسبة لمعتصمي رابعة العدوية، وشارع الجيزة باتجاه الميدان بالنسبة لمعتصمى النهضة». وأضاف اللواء عبداللطيف أن وزير الداخلية حرص على المبيت بمكتبه في تلك الليلة لمتابعة عملية فض الاعتصامين لحظة بلحظة، بينما انطلق مساعديه كل إلى موقعه لمراجعة الخطة بشكل نهائي مع ضباطه، وفي الساعة الخامسة فجرًا بدأت القوات في التحرك من معسكراتها باتجاه ميداني رابعة العدوية، والنهضة؛ حيث وصلت القوات في حوالي الساعة السادسة والنصف صباحًا، وقامت بفرض كردون أمني حول محيط الاعتصامين بعد قيام الجرافات التي رافقتها بإزالة الحواجز التي وضعها المعتصمون بمحيط الاعتصامين، ودعوة المعتصمين عبر مكبرات الصوت لفض الاعتصامين والخروج عبر الممرات الآمنة، وهو ما استجاب له البعض، ونقلته القنوات الفضائية على الهواء مباشرة. وأشار إلى أن قوات الأمن بدأت في حوالي الساعة الثامنة صباحًا بمداهمة ميداني رابعة العدوية، والنهضة لفض الاعتصامين، وبدأت بميدان النهضة من خلال إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين، في الوقت الذي تقدمت فيه مجموعات أخرى لإزالة الخيام واللافتات المؤيدة للرئيس المعزول؛ وتم العثور على كمية من الأسلحة والذخائر داخل نعوش بمحيط الاعتصام، ولم تستغرق عملية فض الاعتصام في البداية سوى ساعتين تقريبًا، قبل أن تفاجأ القوات بوابل من الأعيرة النارية من داخل حديقة الأورمان، وكذلك مبنى كلية هندسة القاهرة. وأضاف أنه بالنسبة لميدان رابعة العدوية، فلم تمر سوى ساعة واحدة من بداية دعوة المعتصمين للخروج عبر الممرات الآمنة، حتى بدأ عناصر جماعة الإخوان في ممارساتهم الإرهابية من خلال اعتلاء الحواجز الرملية التي تم وضعها على مداخل اعتصام رابعة العدوية وإطلاق النيران بكثافة على قوات الأمن التي كانت متمركزة ببداية شارع النصر مع تقاطعه مع شارع عباس العقاد، وكذلك بشارع أنور المفتي خلف مسجد رابعة العدوية، حتى سقط أول شهيد من رجال العمليات الخاصة، وتلاه بدقائق 3 آخرين من زملائه، وبدأت معركة شرسة بين قوات الأمن والمعتصمين المسلحين على أطراف الميدان استغرقت أكثر من سبع ساعات، فى الوقت الذي قام فيه عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بالهجوم، والاعتداء على المنشآت، والمواقع الشرطية، والكنائس في حوالي 14 محافظة، وهو ما أدى إلى إصدار قرارًا بإيقاف حركة القطارات في جميع المحافظات، وأعلان حظر التجول. بينما بلغت حصيلة شهداء الشرطة في اليوم الأول من أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية، والنهضة 62 شهيدًا، شملوا 24 ضابطًا، و38 فرد ومجند شرطة بثمان محافظات، ضحوا بحياتهم لحماية إرادة الشعب المصري الذي خرج بالملايين في ثورة 30 يونيو. الإخوان قتلوا 114 شهيدًا وهاجموا أكثر من 180 منشأة شرطية، و22 كنيسة، و55 محكمة، ومنشأة عامة لإشاعة الفوضى في البلاد. واستعرض اللواء هاني عبداللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أمثله لما قام به عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي يوم 14 أغسطس الماضي، ففي محافظة القاهرة قاموا بحرق مقر الإدارة العامة للمرور، واقتحام قسم شرطة التبين وسرقة بعض الأسلحة وتهريب 14 متهمًا، والتعدي على قسم شرطة حلوان، وتهريب 170 متهمًا، والاعتداء على مبنى وزارة المالية، واضرام النيران بالدور الأول به، وكذلك 6 سيارات تابعة للوزارة، و3 سيارات شرطة، وبمحافظة الجيزة قاموا باقتحام مركز شرطة كرداسة، وارتكاب مجزرة بشعة من خلال قتل وسحل 14 من رجال الشرطة، واضرام النيران في 3 كنائس، وبالقليوبية قاموا باقتحام فرع البحث الجنائي بالخانكة، واقتحام نقطة شرطة أبوزعبل، وحرق سيارة تمركز، و4 سيارات متحفظ عليها، وسرقة بندقية آلية و50 طلقة. وبالإسكندرية قاموا باقتحام نقطتي شرطة الغبراهيمية والشاطبي، ومكتب مرور الجامعة، ومبنى المجلس الشعبي، والتعدي على واجهة مكتبة الإسكندرية، وحرق سيارتي شرطة، و3 سيارات محجوزة، و6 سيارات ملاكي. وفي البحيرة قاموا باقتحام مركز شرطة حوش عيسى، وحرق مبنى المحافظة، وسرقة 3 طبنجات، وبمطروح بالتعدي على إدارة مرور مطروح، وقسم شرطة المرافق، ومحكمة مطروح، واستراحة الضباط، وبالمنيا قاموا باقتحام مراكز شرطة العدوة، ومغاغة، ومطاى، وسملوط، وأبوقرقاص، ودير مواس، ونقاط شرطة الحوصلية، ودلجا، وكمين دلجا الصحراوى واتلاف محتوياتهم والاستيلاء على ما بهم من أسلحة، وذخائر، وتهريب المحجوزين بهم، واقتحام مركز معلومات الأحوال المدنية، وحرق وحدة إطفاء العدوة، والتعدي على 10 كنائس، وجمعيتين، ومدرستين، وإحراق مجلس مدينة سمالوط، ومحكمة بنى مزار، ومحكمة مغاغة، ومحكمة ملوى، ومجلس مدينة دير مواس، والبنك الزراعي بمطاي، وبعض المحلات التجارية. وأضاف أنه فى اليوم التالي الموافق 15 أغسطس الماضي، واصل عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي اعتداءاتهم على المواقع الشرطية، والمنشآت الهامة، والحيوية، والكنائس ردًا على فض الاعتصامين، أما في اليوم الثالث الموافق 16 أغسطس الماضي، دعا ما يسمى ب «التحالف الوطني لدعم الشرعية» إلى تنظيم مظاهرات أطلق عليها «مليونية الغضب»؛ وذلك بعد صلاة الجمعة على أن يتجمع المتظاهرون في ميدان رمسيس بوسط القاهرة، بينما دعت حركة تمرد المواطنين إلى تشكيل لجان شعبية، والنزول في جميع الشوارع لحماية المنازل، والمساجد، والكنائس. وكشف اللواء عبداللطيف لأول مرة النقاب عن أجمالي حصيلة شهداء الشرطة خلال فترة أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية، والنهضة خلال الفترة من 14 إلى 31 أغسطس 2013، والتي بلغت 114 شهيدًا، شملوا 30 ضابطًا، و82 فرد شرطة ومجند، وموظف مدني واحد، وخفير واحد، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن جملة اعتداءات عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي خلال تلك الأحداث على المنشآت العامة، والشرطية بلغت أكثر من 180 موقع، ومنشأة شرطية، و22 كنيسة، ونحو 55 محكمة ومنشأة عامة، فضلاً عن حرق أكثر من 130 سيارة شرطة متنوعة. وأضاف أن قوات الأمن نجحت خلال تلك الفترة أيضًا فى إلقاء القبض على عدد من أخطر قيادات عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي بعد هروبهم من اعتصام رابعة العدوية، وكذلك بعض المعاونين لهم؛ حيث تم إلقاء القبض بداية يوم 17 اغسطس الماضي على محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة، ثم المرشد العام لتنظيم الإخوان الإرهابي محمد بديع في 19 أغسطس الماضي، والقيادي الإخواني صفوت حجازي في 21 أغسطس الماضي، والقيادي الإخواني الدكتور حسن البرنس في 22 أغسطس الماضي، والقيادي الإخواني أسامة ياسين في 26 أغسطس الماضي، والقيادي الإخواني محمد نوح في ذات اليوم، وسعد نجل نائب المرشد العام لتنظيم الإخوان الإرهابي خيرت الشاطر، وسعيد زكى محمد عيسى زوج ابنه القيادي الإخواني محمد البلتاجي في 28 أغسطس الماضي، وخالد الأزهري وزير القوى العاملة الأسبق على سيد فتح الباب عضو مجلس الشورى السابق عن حزب الحرية والعدالة، ومحمد محمد إبراهيم البلتاجى، وجمال عشرى، وعامر عبدالرحيم، ومحمد توفيق صالح أعضاء مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة فى 29 أغسطس الماضي، ونجلي القياديين الإخوانيين سعد الحسيني، وسعد عمارة في 30 أغسطس الماضي، والقيادي الإخواني صبحي صالح في 31 أغسطس الماضي، فضلاً عن ضبط كوادر التنظيم الإرهابي الذين تم إلقاء القبض عليهم في فترات لاحقة، ومن بينهم خيرت الشاطر، وحلمى الجزار، وباسم عودة. وأكد اللواء هانى عبداللطيف، المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية أن استدعاء تلك الأحداث، ومواجهة مخطط تنظيم الإخوان الإرهابي، وحلفائه من التنظيمات الإرهابية على مدار العام الماضي، ومنذ سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي، يؤكد حجم التضحيات التي بذلها رجال الشرطة من أجل الوصول إلى الحالة الأمنية، والاستقرار الذي يشهده الشارع المصري الآن. وشدد اللواء عبداللطيف على أن رجال القوات المسلحة، والشرطة سيواصلون معركتهم في مواجهة تلك المؤامرة الخبيثة التي تكشفت كافة ابعادها مهما كلفهم ذلك من تضحيات، حماية لمصر والأمة العربية.