رائحة الموت تحيط بنا من كل جانب.. طلقات المدافع وأزيز الطائرات والجثث الملقاة على الأرض والعصابات المسلحة والجماعات الإرهابية كانت عنوانًا للمأساة التى عاشها مصريون كل ذنبهم أنهم خرجوا من وطنهم بحثًا عن الرزق فى ليبيا رحلة الفرار من الموت والسرقة والنهب رواها عدد من العائدين من رحلة الجحيم من أبناء القليوبية الذين رووا ل "التحرير" الأهوال والمصاعب خلال عودتهم لوطنهم كانوا يخافون فيها من كل شىء حتى من النوم. يقول السيد مجدى محمد -30 سنة وحاصل على دبلوم زراعى إنه خرج من وطنه بحثًا عن رزقه ورزق ولديه، وقال إنه كان يعمل فى صناعة الرخام، مضيفًا بقوله إنه بعد تزايد أعمال العنف وتردى الأحوال الأمنية وانتشار السلاح فى يد الشعب الليبى مثل الكلاشينكوف واف وان الخاص بالقنص، ويستخدمها الجيش الأمريكى والتى أصبحت فى يد عامة الشعب. وتابع: "ما زاد الأمر سوءًا هو ما تردد فى ليبيا من دعم مصر لعملية الكرامة ودعمها لحفتر، مما تسبب فى قيام المعارضين لحفتر ولعملية الكرامة بمهاجمتنا وسرقة الأحواش التى نسكن فيها، مضيفًا أن الأحداث تفاقمت من يوم 7 رمضان عندما بدأ القصف على مطار طرابلس من قبل قوات مصراتة المدعومة من المليشيات المناهضة لحفتر". وقال إن "أحوال المصريين ازدادت سوءًا بسبب غياب دور السفارة والقنصلية المصرية وإغلاقها بشكل دائم والأرقام المعلنة للتواصل كانت أرقامًا وهمية لدرجة أننا عجزنا عن إعادة جثة أحد المصريين فدفناه فى مقابر الصدقة مما دفعنا لمحاولة العودة لمصر من خلال عمليات الهروب غير الشرعى فى محاولة للهروب من الموت والتى تدعمها تركيا وقطر، وأضاف أن أعمال السرقة والنهب ومعدلات الجريمة زادت باستخدام الأسلحة التركية والقطرية". واستطرد السيد مجدي: "تعرضنا لحالة من الضغط النفسى والذعر والجوع بسبب نقص الأغذية والبنزين وغياب الأمن، حيث سافرنا لمسافة 45 كيلو من منطقة أورشوفانا مسرح الأحداث إلى طرابلس واضطررنا لدفع مبلغ 500 دينار عن كل فرد للسيارة، وانتقلنا إلى الحدود التونسية ولم نجد من يعيدنا فالدور المصرى كان غائبًا واضطررنا للعودة لطرابلس وخلال الهروب من الموت داهمتنا إحدى العصابات المسلحة واعتدت علينا وسرقت كل أمتعتنا إلا ما نجحنا فى إخفائه فى نعول الأحذية وقيام بعضنا ببلع النقود بعد وضعها فى أكياس ولفها جيدًا وإرجاعها من خلال التبرز". وأضاف قائلا: "رحلة العودة كانت مأساة ووجود بوابات حدودية وهمية صنعتها العصابات المسلحة لتسهيل عمليات سرقتنا زادت الأمر سوءًا، حيث تعرضنا للسرقة والنهب والضرب حتى وصلنا للحدود المصرية ورأينا الأعلام المصرية التى أعادت الأمل إلينا". وطالب السيد مجدي بعودة المصريين العالقين على الحدود التونسية وباقى المصريين فى ليبيا وعودة كرامة المصريين، وإيجاد دور حقيقى للسفارات والقنصليات المصرية بالخارج.