كتب: هبه بسيوني فى عالم الفتيات أنا أحبك طالما لم تخل بالشروط الأربعة: لستِ أنجح، لستِ أسعد، لستِ أجمل، ولاتمتلكين شريكاً أفضل. أنا من أشد المناصرات للنساء بصفة عامة وللفتيات بصفة خاصة دائماً أصفهن ب«السحر» هن كائنات سحرية لاشك وإن لم يكن فكيف يمتلكن كل هذا الألق والجمال والذكاء والقدرة على الإحتواء؟ كيف يمكن لكائنات عادية أن تمتلك كل تلك القدرة على العطاء والحب؟. كنت ومازلت رغم كل شئ فى أى قصة – متجنية أو لا- أتعاطف مع الفتاة وفى صفها إذ كيف لكائن رقيق مثلها أن يؤذى الطرف الأخر؟ حتى وإن فعلت فهو بالتأكيد فعل شيئاً يستحق!حتى عندما يقف أمامى الطرفين لرواية ماحدث أجدنى أحاول سوق المبررات لها لم يكن عليك فعل هذا أو ذاك..كان عليك أن تحترم مشاعرها أكثر..أنت الأقوى عليك أن تتنازل وهكذا.. وبالرغم من عدم حياديتى الأكيدة نجحت نصائحى لذلك قلت لنفسى بالتأكيد أنا أقوم بشئ بصورة صحيحة. كان هذا حتى توالت المشاهدات كنت خارج أوساط معينة رغم إهتمامى بالفنون والأدب الدائم كنت ألاحظ من بعد من خلف الزجاج لذلك بدا كل شئ مثالياً حتى إقتربت وإذا إقتربت إحترقت. مع الإقتراب والتعامل المستمر بطبيعة الحال كنت صديقة للجميع ولذلك شاهدت الكثير من المواقف لدرجة أفزعتنى، كيف يجد البعض كل هذا الوقت للتفكير الملتو والتدبير المعقد وتحين الفرص وتصيد الأخطاء وإعداد الخطط و.....التجسس؟! الحقيقة بما أننى فزت بلقب " الصديقة الفضلي" للعديد من الفتيات أعرف أن هذا المقال سيفتح على أبواب الجحيم ولاأبالغ مع ذلك أعرف أن كل فتاة فى قرارة نفسها عندما تقرأه سترى أننى لم أجانب الحق فى أى جزء منه. أولاً دعنى أعرفكم بالتدابير اللازمة لكى تصبحى (الصديقة الفضلى): 1- أن تكرسى وقت بغض النظر عن ظروفك الصحية والإجتماعية أو أنشطتك لكى تكونى تحت الطلب. 2- ألا تعتذرى أبداً فأى إعتذار هو تهرب من مسئولياتك الجسيمة وإنسحاب من المعركة ! 3- أن تكونى بجانبها فى كل موقف ثم لاتجدينها بجانبك لأتفه سبب –ربما تريكِ وجهها لخمس دقائق ثم تختفى – وليس لديكِ حق العتاب. 4- أن تكلمك وتكلم قطتها مثلاً -فى نفس الوقت- وأنتِ تسردين لها شئ يهمك مع ذلك عليكِ الإستماع بإنصات المرتل لكل كلمة تافهة تتفوه بها. 5- أن تجهزى نفسك لإختبارات من نوع " ماذا كنت أقول؟ " " لم تكونى تستمعين؟ ". 6- ألا تخطأئ أبداً وإذا فعلتِ عليكِ تحمل التبعات التى هى عبارة عن إجراءات تتخذ ضدك لضمان عدم تكرار الموقف. 7- أن يكون أى نقد لها بمثابة تعدى على ذاتها العليا ولايؤخذ من جانب الحرص والخوف. 8- أن تسردى لها كل شئ فى حياتك على هيئة تقرير يومى مسلسل تاريخياً وزمنياً وألايفتكِ حدث أو تقع منكِ كلمة فهذا بمثابة خيانة عظمة لثقتها الغالية. الملخص: ألاتكون لكِ حياة ! إذن كيف نجوت؟ أو كيف كانت لى حياة وإحتفظت بهن فى نفس الوقت؟ الأمر لم يكن سهلاً أبداً فهو يتضمن العديد من التفاصيل المرهقة جسدياً وذهنياً ونفسياً والكثير من الساعات المهدرة والتى تكفى لإعداد دكتوراة وإنكار الذات ( أذكر أننى كنت أنظم جدول مواعيدى مع صالات العرض من الساعة كذا لكذا "س" ثم "ص" بعدها "ع" الأمر الذى كان يرهقنى جسدياُ ويمتصنى مادياً ويعرضنى للمسائلات العائلية الدائمة. السؤال البديهى لماذا لاتجمعى الفتيات مع بعضهن؟ حسناً لقد حاولت وكان الأمر أشبه بجمع سمك " البيرانا". وحتى وإن حدث"إنسجام" - مرات قليلة- دائما ينتهى اليوم بعبارة "هى شخصية لطيفة لكنى صديقتك أنتِ أرجو ألايتكرر ذلك مرة أخري") أو الأسوأ أن تعامل الفتاة الأولى الثانية بصلف وجفاء وتحرجها وتحرجنى وفى هذة الحالة أعرف شعور الزوج الخائن وهو يحاول إرضاء الإثنين. تخيل هاتف يدق عشرات المرات فى اليوم أوقات نومك وصحوك وكل وقت لتحكى صاحبته شئ يمضها ولاتستطيع الإنتظار حتى الصباح أو شئ يزعجها لاتستطيع معه الإنتظار حتى المساء.. تخيل أن يدق هاتف منزلك الساعة الواحدة وأنت فى بيت ينام من العاشرة..تخيل الجهد فى أن تسمعى وتسمعى وتسمعى وأن تبدى رأى ورأى صحيح إياكِ والخطأ ! أن تعتذرى بشكل لطيف عن الرد أو تغلقين هاتفك فيستمر الإلحاح ساعتها تدركِ أن هناك شيئاً جنونياً يحدث!. نعود للفتيات فى مجال العمل أو مجال إهتمامك حدث ولاحرج إذا حدث وحققتِ نجاح بعدما كانت سابقاً جملتك المأثورة: «Girls Stick Together» تجدين الصديقات المقربات اللاتى أخذن من روحك ولم يكتفين بل عبئن فى برطمانات للحفظ غير موجودات وآخريات بعيدات هن اللائى بجانبك !تجدين فتيات يبخلن بكلمة "مبروك" وأخريات يكتفين بالكلام المعسول بجرعات ثابتة لكنهن لايردن أن يكن جزء من حياتك أبداً ومن تبتلعكِ على مضض وتقبلك وهى تود أن تركلك ومن تقتطع من وقتها لكى تتصل بكِ لتسألك عن أخرى وماذا تفعل؟ ولماذا كنتما معاً؟ ومن هى مستعدة لخسارتك فى لحظة بسبب خيال أو بسبب غيرة على شخص غير موجود أصلاً –هناك قصة طبعاُ تحاك فى ذهنها فقط - أو شخص موجود ولكنه خارج دائرة إهتمامك لذلك فور أن يبدى إهتماماً بكِ تهرع إليك لتفضى إليكِ أنها تحبه وبذلك أى إهتمام منكِ يعد خيانة لها – مع أنكما لستما صديقتين أصلا- ومنهن من تأتى إليك لتخبرك أنها إختارتك لكى تكونى صديقتها بعد أن كشفت عنكِ جنائياً ومدنياً وعرفت أنكِ ذات سمعة جيدة وعاقلة وغير مرتبطة عاطفياً –نعم كل هذا حدث بالفعل -:)) ساعتها تلعنين كل لحظة كنتِ فيها " ساذجة " تؤمنين أن المجتمع يضغط على الفتاة وعلينا أن نحمى ظهور بعضنا البعض وأن علينا كأمهات فى مرحلة لاحقة أن نربى فتياتنا على أن تكن واثقة بنفسها مؤمنة بذاتها..تنجح وتشجع غيرها على النجاح..وكل لحظة حلمتِ فيها بأنه يمكننا أن نسكت الصوت العالى داخل رأسنا والذى يخبرنا طول الوقت أننا لانستطيع وبأننا خلقنا لكى نشد على أيدى بعضنا البعض لنصل جميعاً. كنت أظن ومازلت أعتقد أن البشر بصفة عامة فى الأصل طيبون لكن ظروف الحياة تخدشهم وتجعلهم يكونون قشرة صلبة لتحميهم لكن ماعرفته وخبرته أنهم بقشرتهم الصلبة سيقتربون منك ويحاولون الدق حتى تكون قشرتك الخاصة وإن لم تفعل فيسخدشونك بخاصتهم.. نعم وتمتلك الفتيات النوع الأشد قسوة !