عقد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مؤتمرا صحفيا اليوم أعلن فيه عن وثيقة الحريات الجديدة وقال الطيب ان هذه الوثيقة إمتداد لوثيقة الأزهر مشيرا الى انها تعتمد على القواسم المشتركة للحريات وان هذه الوثيقة تبدأ من منطلق مراعاة الأزهر للصالح العام في مرحلة التحول الديمقراطي وبما لا يسمح بإنتشار بعض الدعوات المغرضة بكل أشكالها والتي تدخل في حريات الناس العامة والخاصة مشيرا الى ان أهم بند في هذه الوثيقة هو حرية العقية التي أعلن انها مكفولة بثوابث النصوص الدينية القطعية وصريح الأصول الدستورية اذ يقول المولى لا اكراه في الدين ويترتب على ذلك تجريم أي مظهر للاجرام في الدين أو الاضطهاض فلكل فرد ان يعتنق ما يشاء دون ان يمس حق المجتمع للحفاظ على العقائد السماوية فاللأديان جميعها قداستها وللأفراد حرية إقامة شعائرهم دون عدوان ويترتب على حق حرية الاعتقاد حرية التعدد ورعاية حق الإختلاف، مراعاة كل مواطن مشاعر الآخرين ويترب على ذلك ربط نزاعات الاقصاء والتكفير والتوجهات تدين عقائد الآخرين، البند الثاني حرية الرأي والتعبير التي قال الطيب انها من أهم الحريات وهي مظهر للحريات الاجتماعية التي تتجاوز الأفراد وتشمل غيرهم مثل تكوين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وحرية الصحافة والاعلام المسموعة والمرئية وحرية الحصول على معلومات مشيرا الى ان المحكمة الدستورية العليا بمصر قد إستقرت على توزيع مفهوم حرية التعبير في القضايا العامة يشمل النقد البناء ولو كان حاد العبارات فلا يجوز ان تكون حرية التعبير في القضايا العامة مقيضة بعدم التجاوز فمن الضرورى ان نتنبه الى وجوب إحترام عقائد الاديان السماوية الثلاثة وشعائرها بما في ذلك من خطورة على الأمكن القومي وليس من حق احد ان يثير الفتن الطائفية والمذهبية بإسم حرية التعبير واضاف الطيب ان المجتمعون من علماء الازهر والمثقفين قد اعلنوا ان حرية الرأي والتعبير المظهر الحقيقي لليمقراطية وطالبوا بضرورة تنشئة الأجيال الجديدة وتربيتها على ثقافة الحرية وحق الإختلاف كما أهب المثقفون العاملين في مجال الخطاب الديني والثقافي والسياسي مراعاة هذا البعد وتوفي الحكمة في تكوين الرأي العام وإستحضار التقاليد الحضارية للفكر الاسلامي السمح واضاف ان البند الثالث هو حرية البحث العلمي وقال ان النصوص القرآنية حثت على النظر والتفكر والاستنباط والقياس والتأمل في الظواهر الكونية والانسانية لإكتشاف سننها وقوانيها لانها مهدت لأكبر نهضة علمية في تاريخ الشرق وان حرية البحث العلمي تشترط اندماج المؤسسات البحثية والعلماء المتخصصون حرية اكاديمية تامة في إجراء التجارب وفرض الفروض والاحتمالات واختبارها بالمعايير العلمية الدقيقة وتطرق الطيب الى حرية الابداع وقال ان اللغة العربية امتازت بتراثها الادبي والبلاغي. وقال الطيب تتضمنت الوثيقة حرية الإبداع الادبي والفني لتستهدف بذلك تنمية الوعي وتنشيط الخيال وتثقيف الحواس الانسانية مع مراعاة القيم الدينية العليا والفضائل الاخلاقية وقد تميزت اللغة العربية بثراءها الادبي وجاء القران الكريم في الذروة من البلاغة والاعجاز فزاد من عبقريتها وتغذت منه فنون الشعر والحكمة وانطلقت مواهب الشعراء من جميع الاجناس التب بانت بالاسلام والدليل ان الكثيرين من علماء الثقافة العربية والاسلامية كانوا شيوخ وائمة من رواة الشعر واضاف ان القاعدة الاساسية التي تحكم حدود حرية الابداع قابلية المجتمع وقدرته على استيعاب التراث الابداع الفني والادبي الذي هو من أهم الاذدهار منظومة الحريات الاساسية.