التنظيم يجبرهم على الاستيقاظ مبكرًا وتلقينهم الأفكار الجهادية .. ومشاهدة عمليات الإعدام والعمليات الانتحارية طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بالإفراج الفوري عن ما يقدر ب133 صبيًّا كرديًّا أخذتهم كرهائن في شمال سوريا لمدة شهر. وقالت المنظمة إن داعش اختطفت 153 طفلاً، تترواح أعمارهم بين 13 و14 عاماً، من بلدة عين العرب (أو كوباني بالكردية) ذات الأغلبية الكردية في 29 مايو 2014 بينما كانوا عائدين من تأدية امتحانات آخر العام بمدينة حلب. فر 5 من الصبية وأفرجت داعش عن 15 آخرين في 28 يونيو، في مقابل الإفراج عن 3 من أفراد داعش المحتجزين لدى قوات كردية على ما يبدو. وقال اثنان من الصبية الفارين لوسائل الإعلام إن داعش ترغم الأطفال على تلقي دروس في الشريعة والأيديولوجية الجهادية، وقال أحد الصبيين إن داعش تضرب الأطفال الذين يسيئون التصرف. وقال فريد آبراهامز، المستشار الخاص ل هيومن رايتس ووتش: "اختطفت داعش هؤلاء الأطفال أثناء عودتهم من تأدية امتحان. ويتسم احتجازهم كرهائن بالقسوة، وبمخالفة قوانين الحرب في عين الوقت". هذا ويعد احتجاز الرهائن، واستغلال الأطفال وتجنيدهم الطوعي أو الإجباري في نزاع مسلح، من جرائم الحرب. تحدثت هيومن رايتس ووتش مع آباء ثلاثة من الصبية المختطفين، علاوة على ثلاثة مسؤولين محليين من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو الحزب الحاكم في عين العرب. وقال الآباء الثلاثة جميعاً إن مجموعة كبيرة من الطلبة الذكور والإناث كانت قد سافرت في 29 مايو إلى حلب، على بعد 110 كيلومترات إلى الشمال من عين العرب، لتأدية امتحاناتهم المدرسية الرسمية، لأن الحكومة السورية لا تقيم الامتحان في بلدتهم. واضطرت الرحلة الأطفال إلى المرور عبر أراض تسيطر عليها داعش. ونقلت المنظمة عن أرفع مسؤول تعليمي في عين العرب، وهو حسين محمد علي، أن ما لا يقل عن ألف طالب، تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً، سافروا إلى حلب بالحافلات وعربات الميني باص، إضافة إلى بعض المعلمين. سمحت داعش للقافلة بالمضي إلى حلب، لكنها استوقفت أول مجموعة عائدة البالغة أعمار أفرادها 13 و14 عاماً من الصف الثالث الإعدادي في بلدة منبج الخاضعة لسيطرة داعش، كما قال علي ومسؤولان محليان آخران. قام مقاتلو داعش هؤلاء بفصل الصبية عن الفتيات وأعادوا الفتيات مع السائقين. وعادت نحو 100 فتاة من الدفعة إلى عين العرب، بحسب علي. أما بقية الأطفال فقد بقوا في حلب وعادوا في النهاية سالمين إلى عين العرب عبر طرق أخرى، لكن 153 من صبية الصف الثالث الإعدادي أرغموا على البقاء في منبج. وقال والد صبي مختطف عمره 13 عاماً: "عرفنا بخطفهم في اليوم التالي من عائلات الفتيات اللواتي أخلي سبيلهن. تم إخلاء سبيل الفتيات مع أحد سائقي الحافلات، وقد أقلهن إلى منزل مدني نلن فيه بعض الراحة واتصلن بعائلاتهن". بعد أيام قليلة تمكن اثنان من الصبية المختطفين من الفرار، بحسب الآباء وأحد المسؤولين المحليين. قال الصبيان لمسؤولين محليين إن داعش تحتجز بقية الأطفال في منبج وتقدم لهم كفايتهم من الماء والغذاء. قال أحد الصبية الفارين لشبكة "سي إن إن" إن داعش توقظ المجموعة في الصباح المبكر كل يوم للصلاة ثم حضور دروس في الشريعة. وفي الليل يلقنهم مقاتلو داعش أيديولوجية الجهاد المتطرفة ويعرضون على الأطفال مقاطع فيديو عنيفة لتفجيرات انتحارية وعمليات إعدام ميدانية. وقد وثقت هيومن رايتس ووتش مؤخراً قيام داعش بتجنيد أطفال للقتال مع البالغين، ومطالبة الأطفال بالمشاركة في تفجيرات انتحارية، رغم أن حقيقة حدوث هذا لم تتضح في هذه الحالة. وقال فريد آبراهامز: "إن اختطاف الطلبة الأكراد يذكرنا بالثمن الفادح الذي يدفعه أطفال سوريا، وبأن انتهاكات داعش لا تقتصر على العراق".