إنه لقاء الأرجنتين والبوسنة في الماراكانا. لكن ما رأيناه في المدرجات كانت مبارزة بين خصمين تاريخيين بين: الأرجنتينوالبرازيل. كما أنها كانت بين اثنين من اللاعبين الشباب الزملاء في برشلونة: ميسي ونيمار. وقالت أكثر وسائل إعلام بيونيس آيرس تفاؤلا أن 40 ألف مشجع كانوا متواجدين في الملعب، ولكن بصورة أكثر واقعية ما كان موجودا حوالي 20 ألف متفرج فقط. والحقيقة أن الملعب الذي سيستضيف نهائي مونديال 2014 قسم بين القمصان الزرقاء وأولئك الذين يرتدون القمصان الصفراء على استعداد لفعل أي شيء لدعم البوسنيين. كلما كانت الكرة تدورعلى أرض الملعب، ويسير المنتخب الأرجنتيني وأبناء أليخاندرو سابيلا للفوز، كان القسمين والحشدين يتبادلان الهتافات والاستفزازات. هل ذلك مجرد معاينة وتجربة لما يمكن أن نراه يوم 13 يوليو؟ منذ الصباح الباكر، والمنطقة التي تحيط بالماراكانا كانت ممتلئة بالأرجنتينيين (المباراة لم تبدأ إلا في السابعة مساء). وكانوا يكررون أغاني عديدة تتغنى بأمجاد التانجو، وفوزهم المتكرر على البرازيل، وتحاول بالأساس إقناع الناس بأن "مارادونا أعظم من بيليه". كانت صور "دييجو أرماندو" في كل مكان، على الأعلام والقمصان وعلى الملصقات، وفي بعض الأحيان يختلط عليك الأمر لتظن أن مارادونا وميسي هما نفس الشخص. وقال الأرجنتينيون إن دييجو هو "ديوس" (إله) وميسي هو "ميساس". وغنوا أغنية جديدة تم تلحينها خصيصا لكأس العالم، تتذكر نصر عام 1990، ويتوقعون أن يكون ميسي هو البطل الآن، في البرازيل، ليأخذ الكأس إلى بيونيس آيرس. ووفقا للأرقام المنشورة من قبل الفيفا "فقط 55 ألف مشجع أرجنتيني اشتروا تذاكر مباريات كأس العالم. لكن وفقا للضوضاء الكبيرة التي حدثت يبدو أن جميعهم كانوا في الماراكانا. كان الاستعراض الأول للقوة داخل الملعب، خلال عزف النشيد الوطني. وهو الأمر الذي يذكر بعرض المشجعين البرازيليين في نهائي كأس القارات، وحقيقة، أظهر جيراننا ليونيل ميسي ورفاقه أنهم كانوا بجانبهم وعلى استعداد للقتال من أجل بلادهم. النتيجة كانت جميلة، وأتت بعد ثلاث دقائق، هم رأوا سعيد كولازينتش يتعرض للضغط ويسجل هدفا في مرماه، وانطلقت صيحات البهجة الجنونية من الجانب الذي يكتسي باللونين الأزرق والأبيض، والموسيقى بدأت تدق في كل المدرجات مرة أخرى قائلة: "فولفيرموس.. فولفيرموس..فولفيرموس.. فولفيرموس أورتا فيز، فولفيرموس بي كامبيونس إن إل 86" (شيء من قبل: سنعود لنكون أبطال العالم مثل ما حدث في 1986). ومع ذلك، أيقظ الهدف البرازيليين من النوم والسبات، كما هو الحال مع تاهيتي في كأس القارات، حيث امتلكت فجأة "البوسنة" أكبر حشد جماهيري. وغرق الملعب في صيحات "أولي أوليه بوسنة بوسنة" لتخرج بعدها هتافات وأغاني متبادلة، يتلو الأرجنتينين أغنية، فيرد عليهم البرازيليين بأغنية أخرى. بدأ الشوط الثاني، وكانت المدرجات أكثر برودة. مع بداية أفضل للبوسنة في وسط الملعب، وكان البرازيليون لا يزالون يساندونهم مغنيين "أولي أوليه أوليه بوسنة بوسنة"، لكن الأرجنتنيين قرروا أن يلعبوا جنبا إلى جنب مع فريقهم، وعادت هتافاتهم للقوة مرة أخرى، في محاولة لدفع أولا أليخاندرو سابيلا لتسجيل الهدف الثاني. وكان من أقوى هتافاتهم التي قالوها: "هيا هيا أرجنتين.. نحن ذاهبون للفوز.. من أجل المشجعين الصاخبين.. لن نتوقف لن نتوقف سنقوم بتشجيعكم". وكانوا عليهم من سيكون لزاما عليهم تشجيعه، وهو "ميسي". تدريجيا، بدأت كتلة جماهير التانجو في الهتاف "أولي أوليه أوليه ميسي ميسي". وكانت تلك الهتافات ردا على كلمات أخرى وجهتها الجماهير البرازيلية للنجم رقم 10 (نيمار). فجأة، ومثل السحر، على صدى الأغنيتين المتلاحقتين على نفس الإيقاع غنت جماهير الأبيض والأزرق أولي أوليه أوليه ميسي ميسي"، وقالت جماهير البرازيل "أولي أوليه أوليه نيمار نيمار".. ثم كان الهدف! في تلك اللحظة التي كانت فيها مبارزة نجمي برشلونة الشابين مستمرة في المدرجات، وسجل أفضل لاعب في العالم بين أعوام 2009 و2012 الهدف الثاني للأرجنتين، فانفجرت جماهير التانجو. الحفلة كلها تحولت إلى رقص التانجو. وظل البرازيليين يحاولوا أن يغنوا "نحن أبطال العالم خمس مرات!"، ولكنهم أدركوا أن الوقت كان لمنافسيهم. كانوا يعرفون كيفية الانتظار؛ حتى في حالة الهزيمة، وأخيرا ضحكوا جميعا: بعد هدف إيبيسيفيتش في الدقائق الأخيرة، وجعلت اليوم بالنسبة للبرازيليين بمثابة احتفال عمل عنوان: الآن، ومن يدري، قد يكون احتفالنا الحقيقي بعد المباراة النهائية، وفي نفس ملعب الماراكانا. ولكن ستكون القصمان الصفراء داخل الملعب. والمبارزة حقيقية بين ميسي ونيمار. فرنسا × هندوراس.. صناعة التاريخ وكان هدف ليونيل ميسي في الماراكانا مدهش. لكن مباراة أخرى أيضا صنعت التاريخ أول من أمس. فلأول مرة في كأس العالم تساعد تكنولوجيا خط المرمى الحكم في تأكيد هدف. حدث ذلك، خلال فوز فرنسا على هندوراس في بورتو أليجري. إنه أمر مهم جدا، خاصة وأن البطولة بدأت بمشاكل عديدة وأخطأ حكام أكثر. فمن يستطيع أن ينسى هدف لامبارد ضد ألمانيا قبل أربع سنوات؟ كانت تلك المباراة بداية تغييرات حدثت فيما بعد. فالفيفا لديها الآن وسائل لتجنب تلك الأخطاء التي يمكن أن تغير مسار وتاريخ اللعبة. كما قلت في بعض الأحيان: دعوا النجوم الحقيقيين يتألقون على أرض الملعب، لا يجب على الحكم أو الإدارة تعكير صفو الحدث الرئيسي. نحن هنا لرؤية نيمار، وميسي، وكريستيانو رونالدو، وبنزيمة، وسواريز.