المترو : 150 مليون جنيه إجمالى خسائر الشركة نتيجة غلق محطتى "السادات والجيزة" حتى الآن! 300 يوم على غلق محطتى «السادات والجيزة» .. والداخلية والنقل تتحججان بالدواعى الأمنية!! مدير معهد النقل: لا يوجد شئ فى الخارج اسمه غلق محطة مترو .. و«شركة المترو » مستعدين لتشغيل المحطتين والداخلية ترفض! "هل يأمر الرئيس عبدالفتاح السيسى بفتح محطتى مترو السادات والجيزة" ، سؤال يتردد على لسان ما يقرب من 3 مليون مواطن يستقلون مترو الأنفاق يوميا بخطوطه الثلاثة فى رحلة الذهاب والعودة من وإلى عملهم ، فبعد تسليم السلطة من الرئيس السابق عدلى منصور إلى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى خلال حفل تنصيب عالمى شهده العالم أجمع ازدادت طموحات المصريين وآمالهم على الرئيس الجديد ، ونظر للمعاناة اليومية التى يتكبدها ركاب المترو بعد غلق محطتى السادات والجيزة فطان أول مطلب لهؤلاء فتح المحطتيين أمام جمهور الركاب. ما يقرب من "عام " على غلق المحطتين بعد مرور ما يقرب من "عام" على إغلاق محطتى مترو أنور السادات "التحرير" والجيزة، وتحديدًا منذ فض اعتصامات الإخوان بميدانى رابعة العدوية والنهضة فى منتصف أغسطس الماضى وحتى الآن ، لازالت الجهات الأمنية ووزارة النقل ترفض فتح المحطتين أمام الجمهور بحجة الدواعى الأمنية، رغم كل الوعود التى أطلقها وزير النقل المستقيل إبراهيم الدميرى عن قرب فتح المحطتين، فإن الوعود لم تنفذ كالعادة. ورغم تصريح رئيس شركة المترو الجديد المهندس على فضالى، الذى أكد فيه فتح محطة السادات أمام الركاب كمحطة تبادلية بين الخطين الأول والثانى فى أول مايو الجارى فإنه تراجع أيضًا عن هذا التصريح بعد اتصال وزير النقل به، ومطالبته بعدم التصريح مرة أخرى لوسائل الإعلام فى هذا الشأن. غضب شعبى من الغلق وركاب المترو يستغيثون أعرب عدد من المواطنيين عن مدي استيائه من غلق محطة مترو السادات, وقال عبد المنعم متولي موظف بمجمع التحرير, أنه يضطر لاستقلال أكثر من وسيلة نقل لكي يصل في أسرع وقت لعمله, بدلاً من السير على قدميه محطة كاملة، ما يعرضه لجزاءات بالعمل ، مشيرا أن غلق مترو السادات أسفر عن معاناة كبيرة، موضحًا أنه يأتي من منطقة المطرية إلى التحرير في أكثر من ساعتين بعد أن كان يقطع المسافة في نصف ساعة فقط ، وأضاف أن غلق المترو يزيد من الأعباء المالية بسبب اضطرار المواطنين إلى استقلال أكتر من وسيلة نقل حتى يصلون لمكان عملهم بعد أن كانت وسيلة واحدة وهى مترو الأنفاق, مستنكرًا مدى التكدس داخل عربات المترو بسبب وقت الحظر خاصة في التوقيت من الخامسة حتى السابعة مساءً, بالإضافة إلى التزاحم الشديد في محطة مترو الشهداء. وأوضح "إبرهيم عبدالحميد" موظف بالشهر العقارى ، أنه يستقل المترو يوميا فى الذهاب إلى عمله وبسبب غلق محطة السادات والزحام الشديد برمسيس يتأخر عن موعده فى الوصول إلى مكان عمله صباحا ، بسبب تكدس الركاب على الأرصفة ، ويحكى موقفا مضحكا حدث له، ويقول "خرجت من المترو فى محطة رمسيس بدون حذائى، مع الازدحام خرج من قدمى دون أن أشعرفكيف يحدث لنا هذا، الأمن عليه أن يقوم بدوره ويؤمن المحطات المغلقة حتى تفتح مرة ثانية لراحة المواطنين". وأضاف "عبدالحميد " أنه رغم نداءات المواطنين التى لا تنقطع سواء عبر وسائل الإعلام المقروءة أو المشاهدة، لا يسمع لهم أحد، ومع دخول المدارس والجامعات زاد الأمر سوءا، وعلى الجانب الآخر وقع الباعة المحيطون بمحطتى السادات والجيزة فى الديون، نتيجة توقف أعمالهم هناك ومنازلهم أصبحت هى المأوى الوحيد لهم، وأصبحت المنطقة التى تحيط بسلالم المحطتين أشبه بالمهجورة خاصة محطة الجيزة التى ينقطع عنها الصوت سواء بالليل أو بالنهار. أحد البائعين خارج محطة مترو الجيزة "إبراهيم عطية " يحكى أنه منذ غلق المحطة ولم يأت أحد إلى هنا، لأن المحطة هى المكان التى كانوا يمرون علينا من خلالها ويشترون ما يلزمهم، تركنا جميعا الهياكل التى نضع عليها بضائعنا وذهبنا للبحث على مصدر رزق آخر". وأضاف، لا يمكن أن نذهب للعمل فى أى محطة أخرى، لأن كل محطة لها الأفراد التى تعمل بها، ولا يمكن أن نأخذ أماكنهم، بالإضافة إلى أن محطة مترو الجيزة تتميز بشارعها الواسع الذى يؤدى إلى المترو، لهذا كان يقف هنا أكثر من 90 أسرة للبيع الحلال، نريد جميعا أن يعيدوا فتح المحطة حتى نعود إلى رزقنا مرة أخرى. المترو : الجهات الأمنية ترفض فتح المحطتين أحمد عبد الهادى، المتحدث الرسمى لشركة المترو، علق على غلق المحطات بقوله " الجهات الأمنية هى صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فى فتح المحطات المغلقة، هم يعرفون كيف يحافظون على أرواح المواطنين" ، ورغم ذلك طالبناهم كثيرا بما ينادى به المواطنون، وقمنا بتقديم أكثر من حل لراحة المواطنين، منه فتح محطة السادات داخليا فقط للنقل عبر الاتجاهات الأخرى دون الخروج إلى شارع التحرير، أو العمل على تنظيم الأمن داخليا، ونحن على أتم الاستعداد لفتح المحطتين فى أى لحظة يتم إعطاؤنا إشارة البدء وأضاف عبدالهادى "للتحرير" أنه بعد تولى المشير السيسى رئاسة الجمهورية ، بات من المتوقع فتح المحطتين فى أقرب وقت بعد إصداره توجيهات بذلك لوزارة النقل وشركة المترو من جانبه قال المهندس على فضالى رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو ، إن قرار تأجيل افتتاح محطة السادات كمحطة تبادلية فقط لا يرتبط بعدم جاهزية المحطة للتشغيل من عدمه، إنما هو فى الأساس «قرار أمنى بحت»، بمعنى أن الجهات الأمنية دون غيرها هى المخول لها قرار فتح المحطة وتأمينها، حتى لا يتم تعريض حياة الركاب للخطر، مؤكدًا فى الوقت نفسه أن هناك جهات سيادية تدرس حاليًّا السماح للركاب بنزول المحطة دون الخروج منها واستخدامها فى التحويل إلى الخط الثانى فقط، وذلك لاعتبارات أمنية وحفاظًا على أرواح المواطنين. المحطتين جاهزتين للتشغيل فورا المهندس عبدالله فوزى رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو السابق ، قال أن غلق محطتى مترو السادات والجيزة جاء بالتزامن مع فض الأمن لإعتصامات الإخوان فى رابعة والنهضة بناء على تعليمات الجهات الأمنية ، لكى لا يتم إستغلال المحطتين فى أعمال عنف أو اعمال تخريبية وأكد "فوزى" على جاهزية المحطتيين للعمل والتشغيل ، لافتا إلى أنه أثناء توليه رئاسة الشركة كان قد انتهينا من عمل كافة الصيانات اللازمة للمحطة وأن الشركة هى المتضرره من غلقها فهى المحطة التبادلية الوحيدة بعد محطة الشهداء وغلقها انعكس على محطة الشهداء ، حيث انها تخفف العبء والضغط من قبل الركاب على "الشهداء" بالاضافه إلى الخسائر المادية التى تتكبدها الشركة جراء غلق تلك المحطة وأضاف رئيس شركة المترو السابق "للتحرير" أن أزمة فتح محطة السادات تحديدا أكبر من الشركة ومن وزارة الداخلية! ، لان قرار تشغيل المحطة ليس بيد الداخلية ، إنما بيد جهات أمنية أعلى وهى التى تقرر تشغيل المحطة أو غلقها حفاظا على الامن القومى للبلد ، وتلك الجهات السيادية هى صاحبة القرار الأول والأخير 150 مليون جنيه خسائر شركة المترو "بهاء مطاوع" رئيس مكتب اشتراكات المرج القديمة ، قال أن الموظفين والعاملين بالمترو ضد غلق محطة مترو السادات ، وقد طالبوا مرارا وتكرارا بفتح المحطة امام الجمهور ، إلا أن الجهات الأمنية ترفض فتحها لإعتبارات أمنية ، لافتا إلى أن شركة المترو قد أرسلت خطابا إلى وزارة الداخلية طالبتها بالموافقة على فتح المحطة إلا أن الداخلية لرفضت طلب الشركة وأوضح "مطاوع" أن غلق محطة السادات أضاع على الدولة 400 ألف جنيه يوميا ، هى إجمالى الإيرادات التى كانت تحصل عند التشغيل ، حيث أن إيراد الوردية الواحده جراء تشغيل المحطة 200 ألف جنية ، بالإضافة إلى أن غلق محطة الجيزة أضاع أيضا 100 ألف جنيه حيث ان ايراد الوردية الوحده بالمحطة بلغ 50 ألف جنيه يوميا ، وبذلك يكون إجمالى خسائر الشركة والدولة من غلق المحطتين حوالى 500 ألف جنيه يوميا ، وبذلك يكون إجمالى الخسائر للشركة قد وصل إلى حوالى 150 مليون جنيه منذ غلق المحطتين شرطة النقل تتنصل من مسئوليتها عن غلق المحطتين من جانبه قال العميد هشام فاروق مدير شرطة المترو ، أن الاستمرار في غلق محطة السادات حتى الوقت الحالي جاء بطلب من الجهات الأمنية وليس من إدارة المترو، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا بين وزارة الداخلية وإدارة المترو حول غلق المحطات فيما عدا محطة السادات لأن غلق تلك المحطة يتعلق بالأمن القومي وهذا ليس من اختصاصنا. وأشار مدير شرطة المترو ، إلى أن القرار بفتح المحطة سيأتي من الأمن القومي وليس من وزارة الداخلية ، واستطرد " بالفعل هناك العديد من المشكلات والتكدس الذي يحدث في محطة الشهداء بسبب غلق السادات ولكن إدارة المترو غير مسؤولة عن ذلك" ، مؤكدا أن الجهات الأمنية تتخذ القرارات دون التنسيق مع الإدارة العامة لشرطة المترو، والإدارة العامة ترسل مقترحاتها إلى وزارة الداخلية ويتم النقاش فيها وموافقتها أو رفضها ، ولفت إلى أن هناك مقترحًا قدم منذ أكثر من شهر لفتح المحطة لكن رفض لأسباب أمنية ، وطالبت وزارة الداخلية بضرورة تكثيف تواجدها في المترو وتكثيف البوابات الإلكترونية، خاصة بعد الكشف عن عدد من الأشخاص الذين دائمًا ما يحاولون زرع متفجرات داخل المحطات وخاصة المحطات الحيوية. وزارة النقل جاهزة للتشغيل الدكتور خالد عباس مدير المعهد القومى للنقل ، أكد أن منظومة عوامل الأمن متعلقة بالداخلية ، مشيرا أن وزارة النقل مستعده من الناحية الفنية لتشغيل المحطتين إلا أن الرفض يأتى دائما من الجهات الأمنية لأسباب تتعلق بالحالة الأمنية للبلاد وأوضح مدير المعهد القومى للنقل فى تصريحات "للتحرير" أنه فى الدول المتقدمة لا يوجد شئ اسمه إغلاق محطة مترو ، وإن حدث فيكون لمدة يوم او يومين مع توضيح أساب الغلق ، لافتا أن القصة الرئيسيه تتمثل فى "هل الجهات الامنية لديها عوامل السيطرة على المحطة أم لا ؟ فمن المفترض ان يكون لديها تلك العوامل ، ولابد ان تتبع التقنيات الامنية الحديثة لفرض سيطرتها على الوضع الامنى وقال "عباس" ان يتوجب على الدولة زرع كاميرات بمحطات المترو المختلفة ، أن يكون هناك وحدات تدخل سريع وكلاب بوليسية لرصد أى محاولة تخريب قد تحدث داخل محطات المترو ، مؤكدا " انا ضد الغلق لكن مش مع الفتح إلا حينما اكون جاهز امنيا" ، وأشار إلى أن الدولة حاليا لا تملك إمكانيات عاليه ، حيث أن امكانياتها ضعيفة ولديها مشاكل كتيرة فى كافة النواحى ، والجهات الأمنية ترى أن سياسة الغلق هى الحل الوحيد لمواجهة معضلة المشكلة الأمنية .