حال الفيتو الروسي والصيني دون صدور قرار عن مجلس الأمن، أمس، الخميس، لتحويل الملف السوري إلى التحقيق في جرائم الحرب لدى المحكمة الجنائية الدولية، وكان البلدان هما الوحيدان اللذان صوتا ضد القرار. الخطوة لم تكن مفاجأة في الصراع السوري، الذي استخدمت فيه كل من الصينوروسيا الفيتو عدة مرات لمنع صدور قرار ضد النظام السوري، ودعت الولاياتالمتحدة ودول أخرى إلى اتخاذ خطوات بهذا الاتجاه. وقالت سامانثا باور، سفيرة الولاياتالمتحدة لدى المنظمة الدولية، أمام المجلس: «بسبب قرار الفيدرالية الروسية دعم النظام السوري، بغض النظر عما يفعل، فإن الشعب السوري لن يرى العدالة اليوم، سيرون جرائم ولكن دون عقاب». وأضافت باور أن «الفيتو اليوم منع ضحايا الأعمال الوحشية من الشهادة في لاهاي حتى الآن، ولكن رغم ذلك فمن الضروي لنا اليوم سماع نوع من الشهادة التي يمكن أن تدلي بها كل من روسياوالصين، اللتين لم يرفعا إيديهما لمعارضة الجرائم التي لا تحصى ضد الإنسانية». وأشارت إلى أحد الحضور، واسمه قصي زكريا، الذي وصف بأنه أحد ضحايا الرئيس السوري، بشار الأسد، وروت قصته التي شارف فيها على الموت جراء العنف الذي يمارسه النظام. مارك ليال غرانت، سفير المملكة المتحدة لدى الأممالمتحدة، قال إنه كان «من المخجل لروسياوالصين أن يختارا حجب الجهود لتحقيق العدالة للشعب السوري». ودافع السفير الروسي، فيتالي تشوركين، عن موقف بلاده، قائلاً إن التوقيت خاطئ، وإن الجهود الدولية يجب أن تركز على إيجاد حل سياسي للأزمة، لا تصعيدها. وقال: «ما نوع العدالة التي يمكن أن ينشدها المرء عندما يتم القضاء على السياسة بهدف تصعيد الصراع؟»، وأضاف في خطابه للمجلس أن «رفض مسودة القرار اليوم يكشف عن محاولة مجلس الأمن إضفاء مزيد من الاشتعال وإذكاء العواطف السياسية، ووضع أساس للتدخل العسكري الخارجي».