«قبل 25 يناير بقليل» عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن «الدار المصرية اللبنانية»، لعبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار السابق، الذي كان شاهدًا على أحداث الثورة المصرية في يناير بحكم موقعه في التليفزيون الرسمي، وأحد الشخصيات المثيرة للجدل بشأن موقفه من التغطية الإعلامية لأحداث الثورة منذ اندلاعها في الخامس والعشرين من يناير، حيث تباينت المواقف والآراء بين اتهامات له بالانحياز السافر للنظام السابق وبين آراء مدافعة رأت أنه كان له دور وطني في الأيام الأخيرة قبل إعلان تنحي مبارك، وعزت ذلك إلى تمسك المجلس العسكري به ودفاعه عنه بل والإشارة إلى دور لم يتم الإفصاح عنه بعد خلال الساعات الأخيرة قبل إذاعة خطاب التنحي. يقع الكتاب في عشرة فصول، تضم عشرات المقالات التي كتبها المناوي في الفترة ما بين يناير 2010 ويناير 2011، وفيها خلاصة موقفه مما كان يجري على أرض مصر، ورؤيته لطرق الحل والنهوض بالوطن، وهي رؤى ومواقف كانت مكتوبة ومعلنة ومنشورة في الصحف، رأى أن يضمها كتاب واحد، لتظهر مجتمعة كدليل على رؤيته الوطنية، وكيفية الخروج من المأزق الذي كانت تعانيه. يوضح المناوي في كتابه أنه لا يحاول نفي تهمة، أو إبراء ذمة، لكن المناخ العام المليء بالتوترات والأقاويل، وتناقض المواقف، وتبدلها بين عشية وضحاها، ورمي الآخر المختلف بتهم الخيانة والعمالة، واستبدال أقنعة بأخرى دفعته لكشف موقفه، حيث يقول في مقدمة الكتاب: «هذه المرة وجدت أن إعادة نشر هذه المقالات التي يضمها هذا الكتاب – في هذا التوقيت – ضرورة تفرضها عليَّ الظروف الحالية، وتلك التحولات البهلوانية في المواقف التي سادت بر مصر خلال الأشهر الأخيرة، بعد ثورة الشباب، وتزامن مع هذا تلك الحالة من التربص غير المسبوق من أطراف عدة، وبدا الأمر كأن الزمن نجح لفترة طويلة في أن يضع أقنعة على وجوه الكثيرين، ومع طول الزمن بدا الأمر وكأنه حقيقة، وكأن هذه الأقنعة باتت وجوهًا حقيقية». الكتاب في مجمله عرض كاشف لآراء المناوي، قبل الثورة وأثناءها، الذي يقول في ختام مقدمته: «فرغم أنني – يقول المناوي – كنت المسؤول عن الأخبار والشؤون السياسية في إعلام الدولة، فإن ذلك لم يؤثر في مواقفي المكتوبة، التي هي في النهاية التعبير الحقيقي عن مواقفي الحقيقية، لأن الكلمة المكتوبة تبقى دائمًا وثيقة دائمة لصاحبها أو عليه، وعندما راجعت ما كتبت خلال العام الأخير ازدادت قدرتي على الوقوف أمام المرآة ناظرًا بشكل مباشر إلى عينيَّ، فلقد وجدت الشخص الذي كنته دائمًا.