لا أعتقد أن فصيلاً سياسيًّا سيسجل اسمه فى تاريخ مصر بهذا القدر من الانحطاط الذى أصبح سمة لجماعة «الإخوان»!! هناك عديد من التنظيمات التى مارست الإرهاب، وهناك من هذه التنظيمات من خان الحركة الوطنية وانحاز إلى أعدائها، وهناك من احترف خداع الناس ومن تاجر بالدين.. لكن أن تجمع بين كل هذه الخطايا والآثام فى حق الدين والوطن والناس فهذا ما لم يفعله إلا «الإخوان»، ولن يستطع أحد أن يحاربهم فى ما فعلوا.. ويفعلون!! بعيدًا عن كل نقاط الخلاف يأتى الموقف من 25 أبريل ليؤكد كل ما قلناه فى السطور السابقة، تستعد مصر للاحتفال بعيد تطهير آخر بقعة من أرضها الطاهرة من دنس الاحتلال الإسرائيلى، ويتضاعف الإحساس بقيمة هذا اليوم، ونحن نخوض المعركة الحاسمة ضد إرهاب حقير أراد أن يأخذ سيناء رهينة، وأن يجعل منها قاعدة لعصابات تدَّعى الجهاد فى سبيل الله، وهى لا تجاهد إلا فى خدمة أعداء الدين وأعداء الوطن.. تخوض مصر «شعبًا وجيشًا وشرطة» حرب تحرير جديدة لسيناء العزيزة التى أعلن «الإخوان» من على منصة «رابعة» أن الإرهاب لن يتوقف فيها إلا بعودة حكمهم الفاشى.. خاب مسعاهم، فقد سقطوا فى بئر الخيانة وانتهى أمرهم إلى الأبد.. ومع ذلك فهم ما زالوا يصرون على أن تكون فضيحتهم كاملة وعارهم لا يزول!! تستعد مصر لعيد تتوحد فيه إرادتها وتؤكد فيه ما أكدته فى تحرير طابا، وهو أن كل شبر فى أرض الوطن هو وطن كامل لا يجوز التفريط فيه، ولعل هذا ما يثير غضب «الإخوان» الذين اعتبروا التنازل عن أرض سيناء أو حلايب أمرا يثابون عليه.. ليس عند الله بالطبع، ولكن عند من يسّروا لهم سرقة الثورة والاستيلاء على الحكم قبل أن يسقطهم الشعب العظيم فى 30 يونيو!! قرر «الإخوان» أن يحتفلوا بعيد تحرير سيناء هذا العام بصورة مبتكرة، لم يكتفوا بما يرتكبه تحالفهم مع عصابات الشر من جرائم فى طول البلاد وعرضها، يقولون إنهم سيحتشدون أمام مقرات الجيش ومراكز الشرطة، لا أعرف إن كانوا سيرفعون شعارهم الأثير الذى أطلقه مرشدهم السابق «طظ فى مصر»!!.. أم أنهم سيطالبون بتنفيذ ما طالب به مرشدهم «البديع» من إقامة معسكرات للفلسطينيين فى سيناء كمرحلة أولى من مخططات أمريكية صهيونية رفضتها مصر ورفضها الفلسطينيون منذ النكبة، لكن «الإخوان» كانوا قادمين لتنفيذها.. لولا أن جيش مصر وشعبها كانا لهم بالمرصاد!! أرجو أن لا يخرج علينا «أحدهم»!! ليقول إننا «نخترع» كل ذلك، كما قال إننا «نخترع» خطرًا وهميًّا على حدودنا مع ليبيا (ولا أعرف لماذا ننسى المخاطر على حدودنا مع السودان أو مع غزة!).. وكأننا نحن الذين بدأنا الحديث عن «جيش حر» على غرار ما حدث فى سوريا المنكوبة!! وكأن هذا ال«أحدهم» لم يسمع على منصة «رابعة» التى تسكن قلبه، التهديدات بهذا الجيش المزعوم!! وكأنه لم يعرف كم مليون قطعة سلاح تم تهريبها من ليبيا لتكون فى خدمة إرهاب يتزعمه «الإخوان» ويقودونه!! كأنه لم تصله أنباء عمن يتدربون فى ليبيا (كما فى غزة والسودان!!) على العمليات الإرهابية!! وكأنه كان فى غيبوبة حين تم أسر المصريين فى ليبيا والتهديد بقتلهم إذا لم يتم الإفراج عن «إرهابى»، يقول لنا إنه جاء إلى مصر من أجل العلاج واستكمال الدراسة التى لا نعرف إن كانت فى الدراسات الإسلامية أو فى الإرهاب الإخوانى!! نحن نحتفل بتحرير الأرض وانتصار الإرادة، بينما «الإخوان» يهاجمون الجيش الذى انتصر، ويهددون الشعب الذى أسقطهم!! نحن نخوض الحرب الثانية لتحرير سيناء من إرهابهم، بينما «إخوان طظ فى مصر» يواصلون جرائمهم، ويحاولون إحراق وطن لم يشعروا يومًا بالانتماء إليه!! ولا يبقى إلا الاعتراف بأن «الإخوان» تفوقوا فى ما نذروا أنفسهم له، جمعوا بين الإرهاب والاتجار بالدين وخيانة الوطن، وها هم فى يوم الاحتفاء بتحرير آخر شبر من أرض مصر، يقولون -بأعلى الصوت- إنهم يقاتلون من حرروا الأرض، ويعادون من استعادوا الثورة، ويقفون فى صف واحد مع المتآمرين على شعب مصر.. بدءًا من «الكبار» فى أمريكا، وحتى «الأقزام» على حدود مصر، أو «الأطول» فى قطر الذى يعرف جيدًا مصير أوراق «الكلينكس» بعد استخدامها!!