قصص وحكايات رفض أصحابها اللجوء للقضاء وفضلن الصبر على مرارة "التحرش" اتهامات متبادلة.. الشباب: الفتيات يتعمدن الإثارة وتحريك الغرائز والفتيات ترد: يتم التعامل معنا بالمنطق الغرائزي خالد كمال : التأثر بالقيم الغربية من الدوافع المتسببة في انتشار التحرش الجنسى في عام 2008 خرجت دراسة التي أجراها المركز القومي لحقوق المرأة بالقاهرة عام 2008 تشير إلى أن 83% من المصريات و93% من الأجنبيات يتعرضن للتحرش الجنسي سواء باللمس أو بالإساءة اللفظية أو بالتعقب. عندما خرجت هذه الاحصائية إلى أوساط الدراسة والبحث اتهم بعض خبراء الإجتماع أن أصحابها يسعون إلى نشر "الفاحشة" ويحاولون تصوير الشعب المصري على أنه قطيع من المرتزقة الذين يبحثون عن طريق لقضاء شهوتهم تارة من خلال "التحرش" وتارة من خلال العلاقات المحرمة شرعا؛ ومع مرور الوقت كشفت الدراسة "القديمة" عن حجم المأساة ليس في مصر فقط ولكن في الوطن العربي بعد تعدد حالات التحرش التي طفت على السطح بخلاف الذي يرفض أصحابهن الإفصاح عنه لتجريم المجتمع؛ نحاول من خلال التحقيق الإستقصائي الإقتراب من ظاهرة التحرش الجنسي التي تتعدد صوره ما بين معاكسات وتعليقات ربما يكون الغرض منها التحرش طبعا أو كلام يعلق به البعض عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة التي بدأت تنتشر على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" مثل برامج الدردشة وغيرها بإيحاءات جنسية ولا يفهم منه إلا أنه تحرش جنسي مما جعل البعض يبتكر طريقة لإبلاغ الفتاة في حال تعرضها للتحرش الجنسي عبر جهاز بحوزتها على اتصال بجهاز حاسوب يقدم لها النصيحة والعون في ذات الوقت للقبض على المتحرش وكيفية التعامل معه. نغوص في عالم الشباب لبحث هذه الظاهرة بالتحليل من خلال قصص وحكايات واقعية ونعلق عليه برأي الدين بعد تفسير الظاهرة من الناحية الإجتماعية. اتهامات الشباب والفتيات لبعضهن البعض زاد من الطين بلة فبينما يبرر الشباب أفعاله المشينة يتهم الفتيات بأن ملابسهم المثيرة وراء زيادة حالات التحرش والتي تظهر مفاتن الجسد بما يشجع بمزيد من "التحرش"؛ هذا في الوقت الذي تنظر فيه الفتاة لتبرير الشباب بأنه دعوة لممارسة "الفاحشة" تحت غطاء شرعي وتبرير إجتماعي يسمح لهم ببمارسة الرذيلة فيما بعد ويصفن ذلك بأنه مرض نفسى أصحابة يضعون الفتاة فيه ككبش فداء. قصص وحكايات يتهم معتزمحمد21عام طالب بكلية الهندسة؛ معظم الشباب بأنهم يمارسون التحرش الجنسى, فيرى ان ممارسة التحرش تختلف من شاب لاخر فهناك من يتحرش بالألفاظ وهى ظاهرة منتشرة ومنهم من يتعرض للفتيات فى الشوارع والأماكن العامة باللمس ويظهر ذلك بشكل واضح فى المواصلات العامة وفى المقابل يقول معتز, هناك بعض الفتيات يتحرشن بالشباب بعكس ما هو سائد من خلال النظرة التى تثير وتخاطب الغريزة الجنسية. وتضيف هبة على23عام خريجة كلية الأداب, أن التحرش الجنسى لا يقتصر فقط على المعاكسات والألفاظ التي يتوجة بها بعض الشباب للفتيات محاولة لمسهن فقط؛ فالتقدم التكنولوجى ساعد هو الأخر على تفاقم هذه "الظاهرة" فزادت معه حالات "التحرش". وتحكى، كثيرا ما تعرضت للتحرش الجنسي منذ كنت طفلة بأنواعه المختلفة، أخرها ما قام به أحد الأشخاص المجهوليين بطلب إضافة على برنامج الدردشة وبعد فترة قام بمساومتى بعد أن قام بالتلاعب باحدى الصور التى تخصنى بأستخدام احدى البرامج المتقدمة "فوتو شوب" وكان غرضه من هذا الإتصال أن أتواصل معه من خلال كاميرا الويب فلم أتردد من قطع الإتصال به بعدما حاول التحرش بي من خلال ألفاظ جارحة. واستكملت، أتعرض لبعض المضايقات أثناء أستخدامى وسائل المواصلات المختلفة فالبعض يتعمد الأقتراب بهدف التحرش وملامسة جسدي، مما يثير غضبى ويجبرنى أن أضع شئ فاصل بينى وبين المتحرش والأكتفاء بجزء صغير من المقعد. وأتذكر وأنا فى الثامنة من عمرى وبينما كنت أستخدم مصعد الركاب "الأسانسير" الخاص بالعمارة التى أسكن بها وكان بصحبتي بنت خالتى اذ بأحد الجيران وأثناء ركوبة معنا حاول ملامستنا فتجمع سكان العمارة وأنهالوا علية ضربا. وعبرت عن إستيائها من بعض الرجال الذين يتعمدون ركوب العربات المخصصة للنساء من أجل التحرش بهم. تحكى سمية محمد 31عام تعمل مهندسة, تعرضت للكثير من المواقف في "أماكن" مختلفة؛ ففى المواصلات العامة دائما ما أتعرض لألفاظ غير أخلاقية وهى نوع من أنواع التحرش الذي تتعرض له معظم الفتيات وهذه الألفاظ تستفزنى وتثير غضبى كما أتعرض أنا وأصدقائى في الأماكن العامة لكثير من المعاكسات. وأضافت، التعرض هناك صور أخطر في التحرش الجنسي من خلال وسائل الأتصال الإلكتروني فهناك من يستخدم ألفاظ سيئة للغاية مما يجرح شعور الفتيات ويدخل في باب التحرش الجنسي الذي تتعرض له الفتاة يوميا. تحكى دعاء محمد 24عام خريجة كلية الحقوق, فى إحدى الأيام وبينما أنا فى المواصلات العامة إذ بشخص يجلس بجانبى محاولا تلمس جسدي وفى هذه اللحظة تولد لدى أحساس بالقلق خصوصا وأن جميع المقاعد بالعربة كانت خالية تماما إلا أنا وهذا المتحرش. حاول "المتحرش" الأقترب منى شيئا فشيئا مما أثار غضبى في البداية فطلبت منه أكثر من مرة الإبتعاد عني إلا أنه حاول الإقتراب مني الأقتراب مني بين الحين والأخر وبينما كنت أضع يدى على الكرسى المقابل لى اذ بيده يضعها على يدى فقمت بسحبها على الفور وأمرته بالأبتعاد عن طريقى لأترك العربة وبينما كنت أحاول المرور اذ به بصتطدم بى فلم أتمالك نفسى وصرخت فى وجهه فأوقف السائق العربة وأمره بالأعتذار لى فرفضت اعتذارة وقمت بصفعه على وجهه مما أكسبنى بعض من الراحة النسبية . وتعاود، تعرضت من فترة قريبة لإهانة أثارت غضبى وذبحت أنوثتى حيث تعرفت على شخص من خلال برامج الدردشة على النت أخبرنى في البداية أن اسمه أحمد ويعمل مهندس ديكور وكان يتحدث معى بأحترام شديد وطلب مني تشغيل كاميرا الوب لرؤية غرفته التى صممها بنفسه فقبلت وكانت الصدمة عندما قمت بتشغيل الكاميرا فلم أرى الا شخص عار من ملابسة فأصابنى بعقدة وما عادت أقوم بتشغيل كاميرا الوب مرة ثانية مع أشخاص لا أعرفهم خوفا من التحرش الجنسي . غياب القيم وراء الظاهرة ومن جانبة يقول خالد كمال، خبيرنفسى، "هناك مجموعة من الأسس الفسيولوجية تتحكم فى الأنسان وتحرك الغرائز الجنسية لديه قبل وأثناء فترة المراهقة؛ ففى هذه الفترة يقوم الجسم بأفراز هرمونات تجعله يميل بشدة للجنس الأخر مما يكون له عظيم الاثر على التحرشات الجنسية التي نسمع عنها" . واستطرد قائلا، المجتمع الإسلامي بعاداته وقيمه يحاول ترويض هذه الغريزة والسيطرة عليها بطرق مختلفة أولها وأهمها من خلال الأوامر الدينية كغض البصر بحيث لا يتم التعبير عنها الا بشكل مقبول أجتماعيا من خلال الزواج الشرعى . وأضاف، فى السنوات الأخيرة وبسبب الأنفتاح والانفلات الإعلامي ومظاهر العولمة المختلفة تأثر عدد كبير من الشباب المسلم بالقيم الغربية وظهر ذلك بوضوح؛ فنجد الفتايات يرتدين ملابس تثير غرائز الشباب أو يطلون علينا من خلال القنوات الفضائية من خلال الفيديو كليب بشكل مستفز مما يفجر هذا الدافع عند الشباب فيسعون لإشباعة إما بطرق شرعية أو غير شرعية تبدأ بالمعاكسات وتصل للتحرش الجنسى وأحيانا الأغتصاب . وأبان، تأخر سن الزواج يساعد على زيادة ظاهرة التحرش الجنسى في المجتمعات فهي نتيجة الكبت الجنسي الذي يعيشه بعض الشباب وهى ظاهرة نفسية خطيرة تولد الانفجار الذى يجعل هؤلاء الشباب يتصرفون بتهور . وأكد، أن الدراسات التى أجريت على الشباب الذين يقومون بعملية الأغتصاب والتي تعد ظاهرة تابعة للتحرش الجنسي أثبتت أنهم يكونون فى حالة من غياب الوعى النسبى وعدم التركيز والقدرة على التفكير فى العواقب الناجمة أثر قيامهم بالتحرش الجنسى .