فى كل مناسبة وغير مناسبة أيضًا نجد جنرالات «معاشات» المجلس العسكرى يحذرون من انهيار الدولة، وأن هناك مخططات لإشعال الحرائق وإثارة الفوضى.. كما جاء فى البيان الذى صدر على لسان المسؤول رفيع المستوى عن رصد جهات أمنية سيادية، تحركات واتصالات من قبل عناصر داخلية مع جهات أجنبية خارجية لتنفيذه يوم 25 يناير المقبل من خلال إشعال ثورة أخرى جديدة.. وهو ما أكده المجلس العسكرى فى بيانه «الغبى» رقم 92 على «فيسبوك». ويزيد البيان الذى يسير على طريقة بيانات عصابة حسنى مبارك أن الثورة الجديدة هدفها الدخول فى اشتباكات دامية مع عناصر القوات المسلحة بعد استفزازهم فى أماكن حيوية وسقوط قتلى، بالإضافة إلى التجهيز لإشعال الحرائق وإثارة الفوضى فى الشارع، إلخ. هذا البيان الذى يعتبره المجلس الأعلى مبررا لإبقائه ومحاولة ترويع المواطنين على غرار ما كان يفعله مبارك وعصابته الإعلامية، الذين تحولوا الآن ويكررون نفس السيناريو مع المجلس العسكرى، محاولة جديدة من جنرالات المعاشات لإجهاض الثورة. إنهم يريدون بذلك أن تنتهى الثورة، وهم فعلوا كل ما يملكون لإجهاضها.. باتفاقات مع قوى سياسية ودينية.. ومع فلول النظام المخلوع. لم يفعلوا شيئا من أهداف الثورة. لم يحاكموا أحدا إلا بعد ضغط من قوى الثورة وميدان التحرير وميادين مصر.. وصارت بعد ذلك محاكمات هزلية.. فهل ما يحدث مع مبارك وأبنائه.. وعصابته فى الداخلية برئاسة حبيب العادلى.. يُعتبر محاكمات؟! لم يعملوا على استعادة أموال الدولة المنهوبة سواء التى تم تهريبها إلى الخارج -وهى مرصودة ومعروفة لدى البنك المركزى ورئيسه فاروق العقدة كل التفاصيل- أو التى سيطر عليها رجال أعمال النظام المخلوع من اغتصاب الأراضى والاحتكارات على حساب المصريين الغلابة. أشاعوا الفتنة بين القوى السياسية المختلفة باستفتاء هزلى على «ترقيعات دستورية» مخالفين بذلك مطالب الثورة بوضع دستور جديد للبلاد.. ليفاجئوا الجميع بأن هذا الاستفتاء على شرعيتهم لإدارة البلاد. تعمدوا الإبقاء على نفس مظاهر النظام السابق ورجاله فى جميع المؤسسات.. ليتحولوا إلى منافقين وموالسين لهم! لم يتم تطهير مؤسسات الدولة من فلول النظام المخلوع.. وتركوهم ليسيؤوا إلى الثورة. عملوا بكل ما يملكون على تشويه الثورة وأنها وراء تخلف البلاد اقتصاديا.. وإشاعاتهم للرأى العام أن الاقتصاد أصبح فى خطر بعد الثورة رغم أنهم هم الذين يديرون البلاد ويتحكمون فيها! لم يتركوا شباب الثورة إلا وأهانوهم.. واتهموهم بالخيانة والعمالة.. واصطنعوا ائتلافات مزيفة من أجل ضرب شباب ائتلاف الثورة الأصلى! اعتدوا على الشباب المتظاهرين وضربوهم وسحلوهم وقتلوهم وعروا الفتيات! لم يسمعوا لطلبات الثوار الذين قاموا بالثورة ضد الطغيان والاستبداد والديكتاتورية بعد فشلهم فى إدارة شؤون البلاد وفى الحكم.. فليس لديهم أى خبرات فهم مجموعة من جنرالات المعاشات الذين سعدوا بالسلطة وبالأضواء على حساب مستقبل هذا الوطن الذى أضاعوه.. ولكن يمكن إنقاذه من غيرهم.. ولكنهم لا يسمعون الكلام أو النصائح ويصرون على غيهم.. فرفضوا حكومة إنقاذ بقيادة شخصيات لها علاقة بالثورة.. وفضلوا أن يأتى أحد تابع لهم لا علاقة له بالثورة مثلهم تماما.. من أجل إجهاض الثورة. لقد حاول مبارك إثارة الفوضى خلال ال18 يوما من الثورة من خلال الانفلات الأمنى.. وترك المنشآت الحيوية والسفارات الأجنبية والكنائس دون حراسة.. وقد فشل فى ذلك حيث لم يتعرض أى من تلك المنشآت لأى عبث أو هجوم.. وقد أخرجت الثورة أفضل ما فى المصريين من عمل جماعى واحترام متبادل.. لكن المجلس العسكرى وجنرالات معاشاته هم الذين يثيرون الفوضى الآن ويحرّضون عليها ولا يريدون للشعب المصرى أن يحتفل بالذكرى الأولى للثورة. يا أيها الذين فى المجلس العسكرى.. اتركوا البلد للثوار.. وعودوا إلى ثكناتكم.. سيكون أفضل لكم.