رئيس الأركان الوحيد مع اللواء العصار الذى احتفظ بمقعده فى المجلس العسكرى فى عهد المشيرين طنطاوى والسيسى اللواء محمود حجازى، رئيس الأركان الجديد، كان الوحيد مع اللواء محمد العصار الذى احتفظ بمقعده بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وذلك عندما أعيد تشكيله عقب الإطاحة بالمشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان، حيث خرج كل القادة الكبار، الذين كان أغلبهم قد تجاوز سن التقاعد منذ سنوات. عندما جلس الفريق أول عبد الفتاح السيسى على رأس المجلس ونائبه صدقى صبحى تم تغيير كل قادة الأفرع الرئيسية والهيئات المختلفة للقوات المسلحة، وبقى محمد العصار مساعدا للوزير، بينما تحرك اللواء أ ح محمود حجازى بطريقة الشطرنج حركة مثلت مفاجأة لكثير من المتابعين، فنقل من رئيس هيئة التنظيم للقوات المسلحة ليترأس جهاز المخابرات الحربية خلفا للرجل الأول آنذاك عبد الفتاح السيسى، لتظهر علامة استفهام عند البعض من احتفاظه بمقعده وعدم التخلص منه مع قادة المجلس القديم، لكن عند البعض الآخر ارتسمت ابتسامة تؤكد أن وراء هدوء الرجل يتخفى دهاء وحنكة يدركها القائمون على المؤسسة العسكرية بعيدا عن المظاهر الخادعة. اللواء أركان حرب محمود إبراهيم حجازى تمت ترقيته بقرار جمهورى أمس الخميس إلى رتبة الفريق، ليتم تعيينه بقرار جمهورى أيضا رئيسا لأركان الجيش المصرى ليتقاسم بذلك الجيش الثالث والمنطقة الغربية مقعدى الرجل الأول وزير الدفاع والقائد العام الذى فاز به صدقى صبحى القائد السابق للجيش الثالث والرجل الثانى رئيس الأركان الذى فاز به حجازى القائد السابق للمنطقة الغربية العسكرية. الفريق حجازى من مواليد عام 1953، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1977 ضمن الدفعة 65 حربية، وتدرج فى الوظائف القيادية بسلاح المدرعات من قائد فصيلة وحتى قائد لفرقة مدرعة، وعين ملحقا للدفاع المصرى فى لندن، كما عمل مساعدا لقائد المنطقة المركزية العسكرية، فرئيسا لأركان المنطقة الغربية العسكرية ثم أصبح قائدا لها، ليترأس بعد ذلك هيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة، فمديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع. وحصل الفريق محمود حجازى على جميع الفرق الحتمية بسلاح المدرعات، كما حصل على درجة الماجستير فى العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وزمالة كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، كما حصل على دورتى المدرعات المتقدمة والاستخدام الفنى بالولايات المتحدةالأمريكية، كما شارك فى حرب تحرير الكويت وحصل على عديد من الأنواط والنياشين منها نوط التدريب من الطبقة الثانية، ونوط الواجب العسكرى من الطبقات الأولى والثانية والثالثة، وميدالية تحرير الكويت، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الخدمة الممتازة، وميدالية 25 يناير 2011. وعلى مدى عام ونصف عقب اندلاع ثورة يناير 2011، تصدى الفريق حجازى مع أعضاء المجلس العسكرى المكون من 19 لواء لإدارة المرحلة الانتقالية، وشارك مع أعضاء المجلس فى مراحل الانتقال السلمى للسلطة، وتولى بنفسه مع اللواء محمد العصار إدارة المفاوضات بين القوى السياسية وصياغة مشروع خطة سياسية للانتقال الديمقراطى، ولمع نجمه بعد أن بدا أنه مشارك بقوة فى صياغة التوجهات السياسية للمجلس العسكرى تجاه القوى السياسية. ومع تعيينه مديرا لجهاز المخابرات الحربية تصدى لمهمة غاية فى الصعوبة، لكن من الواضح أنه حقق نجاحا لافتا فيها، ألا وهى تنشيط فعاليات أكثر قوة فى جمع المعلومات فى سيناء وعلى الحدود، حيث انفجرت المواجهات الحاسمة مع بؤر القاعدة وإرهابيى الإخوان المتمركزين فى سيناء بدعم من نظام الإخوان وحلفائهم طوال فترة حكم محمد مرسى، كما نشطت عناصر الاستطلاع وجمع المعلومات على طول الحدود الغربية، حيث الممر الساخن لعبور الأسلحة من ليبيا إلى سيناء وإرهابييها. وعلى مدى تسعة أشهر تساقط الشهداء على أرض سيناء فى الحرب الشرسة التى تقودها قوات الجيش الثانى وحرس الحدود فى العملية المستمرة حتى اليوم، لكن المتابع لمنحنى المواجهات وتحركها النوعى يستطيع الخروج بحقيقة مؤكدة أن جهاز المخابرات الحربية حقق اختراقا ونجاحا فى دعم التشكيلات المقاتلة ضد الإرهابيين والجماعات المسلحة فى سيناء، وهو ما جعلهم يستهدفون مقرات المخابرات الحربية ومكاتبها على نقاط المواجهة فى سيناء ومدن القنال خصوصا الإسماعيلية.