اختتمت القمة العربية الخامسة والعشرون المنعقدة في الكويت أعمالها اليوم الاربعاء، باصدار اعلان الكويت في أعقاب الجلسة الختامية التي ترأسها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. ومن المقرر أن يعقد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، والامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، «مؤتمرا صحفيا» مشتركا حول ما تم خلال اجتماعات الدورة الحالية للقمة العربية. وأكد البيان الختامي، إعلان الكويت عزم الدول العربية على إرساء أفضل العلاقات بين الدول العربية عبر تقريب وجهات النظر والتأكيد على أن العلاقات العربية قائمة في جوهرها وأساسها على قاعدة التضامن العربي بوصفه الطريق الامثل لتحقيق مصالح الشعوب والدول العربية. وتعهدت الدول العربية بالعمل على وضع حل نهائي للانقاسم عبر الحوار المثمر والبناء وإنهاء كافة مظاهر الخلاف عبر المصالحة والشفافية بالقول والفعل. وشدد البيان على التزام الدول العربية بتوفير الدعم والمساندة للدول العربية التي شهدت عمليات الانتقال السياسي والتحول الاجتماعي من أجل اعادة بناء الدول ومؤسساتها.. بالإضافة إلى توفير الدعم المادي والفني لتلك الدول بما يمكنها من انجاز المرحلة الانتقالية على نحو آمن لبناء مجتمع يسوده الاستقرار على أسس قيم العدالة الاجتماعية والمساواة. وشدد على حرص الدول العربية على تعزيز الأمن القومي العربي بما يضمن سلامة الأمة العربية ووحدتها الوطنية، وتمكين قدرة الدول العربية على مواجهة الصعوبات الداخلية التي تمر بها والتحديات الخارجية التي تهدد سلامتها. وأكد اعلان الكويت، أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية للشعوب العربية، مشددا على تكريس كافة الجهود لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على حدود الرابع من يونيو، وذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وخاصة القرار رقم 242 و 338 و1397 .. وفي إطار مبادرة السلام العربية وقرارات القمة العربية ذات الصلة، بالإضافة إلى قرارات الاتحاد الأوربي، ولاسيما بيان بروكسل والتي تؤكد جميعها على حل الدولتين وإرساء السلام العادل والدائم في الشرق الاوسط. ودعا الاعلان، مجلس الأمن إلى تحمل المسؤوليات والتحرك إلى اتخاذ الخطوات اللازمة ووضع الآليات العملية لحل الصراع الإسرائيلي بكافة جوانبه وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة على أساس حل الدوليتن على حدود عام 1967 وتنفيذ القرارات ذات الصلة بانهاء احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية المحتلة والانسحاب إلى خط الرابع من يونيو 1967. وشدد على أن الدول العربية تحمل إسرائيل المسئولية الكاملة لتعثر عملية السلام واستمرار التوتر في الشرق الاوسط ، وعبر عن الرفض المطلق القاطع بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية واستمرار الاستيطان وتهويد القدس والاعتدءات على المقدسات الاسلامية والمسيحية وتغيير الوضع الجغرافي واعتبارها اجراءات باطلة ولاغية بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واتفاقية جنيف واتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية. كما أدان اعلان الكويت، الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي على المسجد الاقصى والرفض محاولات الاسرائيلي الانتزاع الولاية الاردنية الهاشمية عنه، وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي واليونكسو بتحمل مسئوليته في الحفاظ على المسجد الأقصى وفقا للقرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن. وأكد على عدم شرعية المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي الفلطسينية المحتلة ونطالب المجتمع الدولي بمواصلة جهوده لوقف النشاط الاستيطاني الاسرائيلي وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وخاصة قرار رقم 465 لعام 1980 والقرار رقم 497 لعام 1981 اللذان يقضيان بعدم شرعية الاستيطان وضرورة تفكيك المستوطنات القائمة. ودعا الى احترام الشرعية الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، وثمن جهوده في مجال المصالحة الوطنية وضرورة احترام المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية والالتزام بوحدة القرار والتمثيل الفلسطيني. وأكد اعلان الكويت على أن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية تمثل الضمانة الوحيدة لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الاستقلال الوطني، ودعا الى تنفيذ اتفاقية المصالحة الوطنية الموقعة في 4 5 2011 . وعبر عن شكره لجمهورية مصر العربية لرعاية المتواصلة واستمرار جهودها الحثيثة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ، كما رحب باعلان الدوحة القاضي بتشكيل حكومة انتقالية مستقلة تعمل على التحضير لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني. وشدد على دعم ومساندة مطالب سوريا العادلة في حقها في استعادة الجولان العربي السوري كاملة الى خط الرابع من يونيو عام 67 وطالب المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات بهذا الصدد ، كما أكد على رفضه لكل ما اتخذته سلطات الاحتلال الاسرائيلي من اجراءات تهدف الى تغيير الوضع القانوني والطبيعي والديمغرافي للجولان العربي السوري المحتل، واعتبر أي استمرار لاحتلال اسرائيل للجولان تهديد مستمر للسلم والامن في المنطقة والعالم . وأكد اعلان الكويت عن تضامنه مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي لها بما يحافظ على الوحدة الوطنية اللبنانية وأمنه واستقراره وسيادته على كامل أراضيه، كما يدعم موقف لبنان في مطالبته المجتمع الدولي تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 القائم على القرارين 425 و 426 ووضع حد نهائي للانتهاكات الاسرائيلية على أراضيه. وأشاد بالدور الوطني للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في صون الاستقرار والسلم الأهلي ونؤكد على ضرورة تعزيز قدرتهم وتمكينهم من القيام بمهامهم الوطنية، ووجه التحية لصمود لبنان في مقاومة العدوان الاسرائيلي المستمر عليه، وعلى وجه الخصوص عدوان يوليو 2006. وأكد تضامنه مع الشعب السوري وعلى حقه المشروع في الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة واقامة نظام دولة تتمتع فيه جميع المواطنين السوريين بالحق في المشاركة في جميع مؤسساته دون اقصاء او تمييز بسبب العرق او الدين او الطائفة . وشدد على الدعم الثابت للائتلاف الوطني لقوى الثورة المعارضة السورية بوصفه ممثلا شرعيا للشعب، وطالب النظام السوري بالوقف الفوري لجميع الاعمال العسكرية ضد المواطنين السوريين ووضع حد نهائي لسفك الدماء. وأدان بشدة المجازر والقتل الجماعي الذي ترتكبه قوات النظام السوري ضد الشعب الأعزل بما في ذلك استخدامها للأسلحة المحرمة دوليا ، ودعا الدول العربية والعالم أجمع الى العمل على نحو حثيث لوقف حمام الدم وانتهاك الحرمات وتشريد المواطنين. ودعا إعلان الكويت الى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وفقا لبيان جنيف 1 بما يتيح للشعب السوري الانتقال السلمي لاعادة بناء الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية بما يكفل المحافظة على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها وسلامة ترابها. كما دعا المجتمع الدولي الى الاسهام بفاعلية على نحو عملي لتحقيق الحل السياسي للازمة السورية ووضع حد نهائي للحرب الدائرة والاقتتال ، كما نوه بجهود الشيخ صباح الاحمد الجابر صباح أمير الكويت ومبادرته لتقديم العون الانساني للاجئين السوريين وتخفيف معاناته والدعم المادي والسخي الذي قدمته الكويت لتحسين الوضع الانساني في سوريا. وأعرب اعلان الكويت عن التضامن مع الدول الليبية ومساندتها لجهودها في الحفاظ على سيادتها الوطنية واستقلالها ورفض النيل من وحدة أراضيها ودعمها في الأعمال وبناء الدولة بما في ذلك صياغة الدستور وتفعيل المصالحة الوطنية. ورحب اعلان الكويت، بنتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل في الجمهورية اليمنية، وأكد على احترام وحدة اليمن وسيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شئونه، ودعم تطلعات الشعب اليمني في وحدة وطنه وازدهاره واستقراره في دولة مدنية ديمقراطية قائمة على مبدأ التوافق والشراكة الوطنية والحكم الرشيد.