القعيد: الأزهر جهة دعوية وليس جهة موافقة أو رفض بموجب القانون والدستور.. وصلاح عيسى: الأزهر لم يشاهد فيلم «نوح» أصلاً حتى يفتى فيه ظهور الأنبياء فى أعمال فنية أثار اللغط خلال الفترة الماضية، خصوصا مع اقتراب عرض الفيلم الأمريكى «نوح» فى دور العرض، ورفض المؤسسات الدينية لعرض الفيلم. هيئة كبار العلماء أفتت فى اجتماعها أمس الثلاثاء، بأن الأنبياء والرسل لا يجوز شرعًا تجسيدهم فى الأعمال الفنية، لأن الأعمال الفنية تسعى لتجسيد الواقع، بينما حياة الأنبياء وسيرهم فيها من الوحى والإعجاز والصلات بالسماء، مما يستحيل تجسيده وتمثيله. رأى هيئة العلماء أثار غضب المثقفين، مبدين اعتراضهم على تدخلها فى أمور إبداعية ليست من اختصاصاتها. الكاتب الكبير يوسف القعيد قال إن: «الأزهر ليس جهة موافقة أو رفض بموجب القانون والدستور، هو جهة دعوية تحافظ على صحيح الإسلام، وبالتحديد الحفاظ على القرآن والأحاديث». القعيد أضاف أن الرقابة هى المسؤولة، رغم أن استمرار وجود الرقابة حتى وقتنا هذا أمر مضحك، قائلا «لا أفهم موقف الأزهر وإصداره بيانا فى قضية لا تندرج فى اختصاصاته، خصوصا أن أفلاما أخرى لها علاقة بالدين عُرضت مثل فيلم (الوصايا العشر) و(آلام المسيح)، ومسلسل (عمر)، والأزهر حينها كان موجودًا ولم يصدر عنه أى رد فعل، فالمسألة لها علاقة بلفت الأنظار فقط». وأشار القعيد إلى أنه يحب دائما أن يظل الأزهر منارة وقبلة للمثقفين وملاذًا للمثقفين من الدولة البوليسية، موضحًا أنه كان على الأزهر أن يقف مع المثقفين إذا منعت الدولة الفيلم، لا العكس، واصفًا البيان ب«الكلام الخطير، ومن العيب على شيخ الأزهر أن يوافق على هذا الكلام، ونحن نعتبره مستنيرًا»، متمنيًا أن تلتزم الكنيسة الصمت، وأن لا تفعل مثل الأزهر وتصدر هى الأخرى بيانًا حول الفيلم. الكاتب الصحفى صلاح عيسى قال تعليقا على بيان الأزهر: «مثل هذه البيانات لها علاقة باجتهادات علماء دين، ولا علاقة لها بالدين، ولكن لا أحد من الأزهر شاهد الفيلم، ولا يعرف هل تم تجسيد نوح فعلا أم لا»، مضيفا أن مسؤولى الرقابة صرحوا بأن الفيلم لم يجسد شخص نوح، ولكن يحكى قصة شخص اسمه نوح، وليس النبى كما فهم علماء الأزهر، وبالتالى كان من الأفضل أن يقوم الأزهر بطلب نسخة من الفيلم كى يشاهدها، قبل أن يبدى رأيه فيه. عيسى تحدث عن تجسيد الأنبياء فى السينما قائلا «تجسيد الأنبياء هو محل خلاف منذ سنوات طويلة، عندما طلب مخرج أن يجسد شخصية الرسول محمد واعترض الأزهر وقتها، وكان يوسف وهبى هو من سيجسد شخصية محمد»، مشيرًا إلى أن موقف الأزهر لن يمنع الناس من مشاهدة فيلم نوح، فالإنترنت فضاء مفتوح لا أحد يستطيع فرض رقابة عليه. وأوضح عيسى أنه لا يوجد ما يسمى بحكم شرعى فى موضوع تجسيد الأنبياء على شاشات السينما، لأن فى عهد الرسالة لم يكن هناك سينما أو مسرح حتى يكون هناك نص شرعى يحرم ذلك، وكل ما فى الأمر اجتهادات، ويحتاج الأمر إلى إعادة النظر، لأننا أمام ظاهرة جديدة ومختلفة، والمنع لن يكون له معنى، خصوصا أن الأفلام التى تجسد شخصية المسيح موجودة، والجميع شاهدها، وعلى الأزهر أن يدرك التغييرات التى طرأت على هذا الزمن.