السطور التى ستقرؤها بعد هذه المقدمة تجاوز عمرها خمسة عشر شهرًا، فقد كتبها العبد لله هنا عندما كانت عصابة إخوان الشياطين وذراعها الرئاسية البائسة يرقدون كالجِيَف النتنة على قلب الوطن، ويحتلون بالزور قصور الحكم، ومع ذلك لم يتهذبوا ولا تعففوا عن اقتراف أسوأ وأحط الجرائم وأكثرها خسة وبشاعة، ومنها تلك الجريمة الرهيبة وغير المسبوقة التى تروى تلك السطور القديمة حكايتها المروعة (يحاكمون عليها هذه الأيام)، وأعيدها الآن لكى لا تستغرب ولا تندهش من فواحش وفظاعات لم نعرف فى تاريخنا الحديث كله مثيلا لها. ترتكبها حاليا ويوميا هذه «العصابة» بحق شعبنا ورجال وشباب شرطتنا وجيشنا، البواسل.. لقد كتبت أيامها مستهلًّا بالسؤال الآتى: هل صدمتك الكلمتان اللتان أعلى هذه السطور؟ حسنًا، أرجو أن يحتمل قلبك وقائع الخزى والعار المرعبة البشعة التى سأرويها لك حالا نقلًا عن أصدقاء وزملاء أعزاء كانوا جميعًا شهود عيان على جريمة المجزرة الوحشية التى ارتكبتها عصابات وقطعان منظمة ومدربة على القتل، تابعة لجماعة الإخوان، فى محيط قصر الاتحادية الرئاسى ابتداءً من عصر الأربعاء حتى صباح الخميس الماضى وأسفرت عن سقوط (حسب الأرقام المتداولة لحظة كتابة هذه السطور) نحو 8 شهداء ومئات الجرحى، بعضهم حرمه المجرمون من نور البصر عمدًا. يقول الشهود إن قطعان الهمج المتوحشين المسلحين بالسواطير والسيوف والسكاكين وبنادق حربية (يفترض أن لا أحد يملكها سوى قوات الجيش والشرطة) لم يكتفوا بضرب وذبح وجرح شباب مسالم أعزل كان يعتصم أمام القصر الذى يغتصبه «ذراع رئاسية»، شارد ومنفلت من أية شرعية دستورية أو قانونية. كما لم يتوقف إجرام هذه القطعان عند حد إطلاق الرصاص الحى ودفعات من ذخائر الخرطوش (بل وقنابل مسيلة للدموع أيضا) فى صدور وأدمغة حشود المتظاهرين السلميين الذين تقاطروا على المكان لإنقاذ إخوتهم المعتصمين، وإنما إمعانًا فى الهمجية والتوحش وإثباتًا لحقيقة أنهم كائنات متحللة وشوهاء جرى سحق وتخريب فطرتها الإنسانية بقسوة فى مغارات الجماعة المعتمة، قامت فرق منهم بتنفيذ أوامر قيادات وأمراء الجريمة الموجودين فى «مسرح الحرب القذرة»، والتحرك على هيئة مجموعات مسلحة محدودة العدد (تشبه تمامًا فصائل إجرامية تابعة للجيش الصهيونى تسمى «فرق المستعربين») راحت تمشط وتنقب فى الشوارع المحيطة بالقصر الرئاسى بحثًا عن شبان وشابات من المصابين والجرحى الذين نقلهم مواطنون من سكان المنطقة إلى مداخل العمارات (وبعض الشقق والمحال)ص لإنقاذهم ومحاولة تقديم إسعافات بسيطة لهم (العصابات الإجرامية عرقلت أو منعت طواقم سيارات الإسعاف من تقديم خدماتها للمصابين).. وعندما كانت هذه الفرق الهمجية تفلح فى العثور على واحد من ضحاياها، غارقًا فى دمائه لم تكن تتورع عن خطفه عنوة وتحت تهديد السلاح، ثم جرجرته أو حمله إلى إحدى نقاط التعذيب العديدة التى نصبوها حول سور القصر، وهناك تبدأ عمليات إيذاء وتنكيل نمطية وممنهجة للشاب أو الفتاة الجريح أو الجريحة، بوسائل تقطر خسة ووحشية، أبرزها وأكثرها تكرارًا «تكسير عظام الأيادى» بقِطع الحديد أو عصىٍّ غليظة، فضلًا عن إهانات منحطة وسافلة وصلت إلى حد هتك أعراض الضحايا وإغراقهم بسيول سخام من أقذع وأوطى ألفاظ السباب وأشدها فحشًا وبذاءة!! هل عرفت الآن مغزى وسبب العنوان المصلوب أعلى هذه السطور؟.. لقد أمعنت العصابة الجاهلة المجرمة فى العار والشنار بينما هى تقاتل وتحارب وتقتل الآن بنى الوطن بينما الوهم المجنون يسكن عقلها المظلم أن بمقدورها إتمام عملية خطف مصر دولة ومجتمعا وشعبا، فإذا بها تستعير وتقلد طرق ومناهج الإجرام نفسها التى يستخدمها جيش العدو مع أهلنا فى فلسطينالمحتلة، فهذا الجيش المنحط هو الوحيد (تقريبا) فى العالم الذى يسبح فى بحر الخسة وانعدام الشرف والأخلاق لدرجة أن يلاحق ضحاياه الجرحى والمصابين ويختطفهم ويعذب بعضهم (ليس كلهم كما فعلت قطعان «إخوان الشياطين»).. كما أن جيش الصهاينة هو الذى اخترع فى تسعينيات القرن الماضى أيام المجحوم إسحاق رابين، جريمة «تكسير أيادى» أطفال انتفاضة الحجارة، وكانت حجة العدو آنذاك هى نفسها التى قالها «إخوان صهيون» بتوعنا لضحاياهم.. «لكى لا ترموا علينا بعد كده الطوب والحجارة»!! ولا حول ولا قوة إلا بالله.