يبدو أن هناك سرا ما في السوداني واللب جعل رجال الرئيس المخلوع حسني مبارك يشتركون في الهواية نفسها، فما زلنا نتذكر الصور الشهيرة التي كانت تبثها وسائل الإعلام المختلفة عن رجال الحكومة السابقة في مجلس الشعب وهم "يقزقزون" اللب والسوداني. وها هو رئيس مجلس الشعب السابق الدكتور فتحي سرور يذكرنا بالأيام الخوالي و"يسلى" وقته بقزقزة السوداني داخل القفص أثناء استماع هيئة محكمة جنايات القاهرة إلى أقوال المتهمين في قضية قتل المتظاهرين يومي 2 و3 فبراير / شباط الماضي، المعروفة إعلاميا ب"موقعة الجمل".
وقد جلس رئيس مجلس الشعب السابق وهو « يقزقز سوداني»، ويشاهد المحامين وهيئة الدفاع، في أثناء إنكار صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المصري السابق وإنكاره أيضاً صلتهما بالاعتداء على المتظاهرين السلميين في "موقعة الجمل".
الإنكار جاء خلال أولى جلسات محاكمة الشريف وسرور وثلاثة وعشرين متهمًا آخرين بينهم وزيرة القوى العاملة والهجرة السابقة عائشة عبد الهادي وعدد من النواب السابقين.
ونسبت هيئة التحقيق القضائية المنتدبة من وزير العدل، للمتهمين أربع تهم رئيسية هي: قتل المتظاهرين، والشروع في قتلهم لأغراض إرهابية، وإحداث عاهات مستديمة بهم، والاعتداء عليهم بالضرب بقصد الإرهاب لإنهاء تظاهرهم وترك ميدان التحرير.
ووقعت أحداث "موقعة الجمل" في الثاني والثالث من فبراير/ شباط قبل نحو أسبوع من تنحي الرئيس السابق حسني مبارك.
ووقت الهجوم كان عشرات الآلاف من المتظاهرين يعتصمون في ميدان التحرير، وركب المهاجمون جمالا وخيولا وتسلحوا بسيوف وقضبان حديدية وعصي و"كرابيج".
وفي الموجة الثانية من الهجوم استخدم المهاجمون أسلحة نارية وقنابل حارقة وحجارة وقطعًا من الرخام في ضرب المتظاهرين عند أكثر من مدخل من ميدان التحرير.
وقالت النيابة العامة: إن أدلة الثبوت وأقوال الشهود في القضية كشفت أن صفوت الشريف بوصفه أمينًا عامًّا للحزب الوطني المنحل هو العقل المدبر لتلك الاعتداءات التي قامت على أساس استئجار مجموعات من البلطجية والمسجلين خطرين للاعتداء على المتظاهرين السلميين بميدان التحرير.
يأتي ذلك في الوقت الذي قررت فيه محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت تأجيل الاستماع إلى شهادة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان بعد اعتذارهما عن الحضور، في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من مساعديه.