اضطر عمرو موسي، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية، لقطع مئات الأمتار سيرا على الأقدام وسط المئات من أنصاره، في حواري شديدة الضيق بمنطقة إمبابة، مساء أمس الأربعاء، في طريقه إلى الإفطار الذي دعاه إليه مديرو إحدي الصفحات على فيس بوك، حيث استقبله الأهالي بهتافات "بنحبك يا ريس"، و"الشعب يريد عمرو موسى رئيس"، بينما لم تنقطع الألعاب النارية، وسط زغاريد متتالية من شرفات المنازل المطلة على موكبه. وقال عمرو موسى في كلمة قصيرة قبل الإفطار: "أدرك جيدا أننا نسير معا لإعادة بناء مصر الجديدة، التي ستكون أفضل لهؤلاء الأطفال، وملكا لكل المهمشين"، وطالب القوى الوطنية بالوحدة، لأن الفائدة ستعود على الجميع "من الصغير للكبير". وقطع المرشح الرئاسي المحتمل، كلمته لصلاة المغرب في زاوية صغيرة تابعة للجمعية الشرعية، ثم يتناول طعام الإفطار وسط مجموعة من الأهالي، بينهم ممثلون للدعوة السلفية في إمبابة، وهو ما برره الشيخ بدر محمد بدر، الداعية السلفي، ل"بوابة الشروق"، بأنه "محاولة للتعرف على الرجل عن قرب والاستماع إليه مباشرة". وأضاف الشيخ بدر: "نعرف خلفياته جيدا ونريد أن نسأله لو تسلم مصر هل سيفعل فيها كما فعل في الجامعة العربية، نحن معترضين على سياسته في ملفات العراق وليبيا وسوريا واليمن، نريد أن نطمأن أن ذلك كان في ظروف معينة وأن حكم مصر له شأن آخر!؟". واستطرد الداعية السلفي: "نريد أن نعرف ما المسافة بينه وبين الشرع، فلو رفع راية الشرع سننتخبه ولو على حساب الأخ حازم صلاح أبو إسماعيل لأنه أكثر خبرة في السياسة وإجارة البلاد، لكننا نريد إجابات واضحة ولا نرضى بالإجابات الدبلوماسية". بعد تناول الإفطار، عاد موسى إلى المنصة من جديد، مبديا سعادته بالاستقبال الحافل من أهالي إمبابة، والذي اعتبره "دفعة تؤكد رغبة الجميع في التحرك نحو الأمام"، وكعادته في مثل هذه اللقاءات مع سكان القري والمناطق الشعبية، مال بكلمته بعيدا عن السياسات العامة، وخصصها لمشكلات المنطقة والحوار مع المواطنين، وقال: "جئت إليكم مطلعا على كل المتاعب التي تشعرون بها، وأعرف جيدا أنكم تشعرون بالتهميش ولكم كل الحق في ذلك". وأكمل المرشح الرئاسي المحتمل: "الاحتياجات هنا تتعلق بكل شيء، الشباب يحتاجون للعمل والسكن، حتى الملعب الذي يمكن أن يحتوي نشاطهم غير متوفر، يجب أن نعطي إمبابة الاهتمام الأكبر، الاحتياجات كبيرة والإهمال أكبر، والتجاهل موجود، لكنني أعدكم أنه لن يستمر، سنعود للاهتمام بهذه المناطق، فغاية أي نظام أن يسعى لراحة الناس وتحقيق مطالبهم، وهو ما نريده من أي حكومة قادمة". وقاطع الأهالي كلمة موسى أكثر من مرة، فرد عليهم قائلا: "مينفعش منطقة زي إمبابة فيها مئات الآلاف من البشر ويكون الوضع فيها على ما رأيته، سمعت كل الناس وعرفت طلباتكم، ولو وفقنا الله هنلبيها إن شاء الله"، وأضاف: "لا يجوز في مصر العظيمة أن نترك من لا يجد قوت يومه، أعاهدكم بالتخطيط والعمل الجاد للتغلب على التهميش الذي تعانيه إمبابة". وحول مشكلة البطالة قال موسى: "أهم الأولويات ستكون محاربة البطالة، سنخصص بدل بطالة لكل عاطل، مع إعادة تأهيله للتوظيف في الداخل أو الخارج، وهناك برنامج واسع لمحاربة البطالة نجهز له حاليا"، مؤكدا أن مصر تنتقل إلى مرحلة جديدة توجب على الجميع المشاركة في بناء "الجمهورية الثانية" التي تنطلق بالجميع إلى الأمام. وحاول موسى الانصراف، لكن هتافات الأهالي منعته، فجلس من جديد، حيث أذاعوا أغنية شعبان عبد الرحيم "بحب عمرو موسى"، ودخلوا في وصلة من الرقص والزغاريد"، وهتافات " بنحبك يا ريس"، و "عايزينه"، وبين الدعوات بالتوفيق، والطلبات التي لم تنتهي.ز نجح موسى أخيرا في مغادرة المكان. جريدة الشروق