بعض شهداء الثورة تحليل للواقع الحالي لواحد من أبنا الثورة بذل كل ما يستطيع كي يفيق هذا الشعب و نرى ما نراه اليوم و لكن هل هذا حقا هو ما كنا نريده؟؟؟ رةبين المثالية و الانتهازية و الواقعية
في اول محاضرة لي في العلوم السياسية حدثت مشادة بيني و بين أستاذي الدكتور زين بدر فراج رحمه الله حين استهجن مبارك و شارون ويومها قلت له بكل حماس الشباب اني احترم شارون اكثر من أي قائد عربي فهو مخلص للباطل بأكثر مما هم مخلصون للحق و أردفت أنت استاذي و و متأكد أني سأتعلم منك الكثير في السياسة لكني من هنا و قبل أن ابدأ في التعلم أريد أن أخبرك أني أعلم يقينا أن الف باء سياسة تقول :
لا أحد يعطي شيئا إلا إذا أخذ شيئا يساويه أو أكثر أو إذا كان سيفقد شيئا يساويه أو أكثر
منذ ذلك التاريخ تعلمت الكثير و خبرت الكثير ولكني أبدا لم افقد هذه القناعة!
اليوم أجد نفسي بين معسكرين من الأصدقاء و أمام مشهد له ثلاثة مكونات و أريد هنا أن أوضح الأوجه الثلاثة للمشهد و أن أبين رأيي جيدا فأنا لا أتفق مع أي من الفريقين من أهلي و أصدقائي بصورة كلية و أرى أن الواقع يستوجب مزيجا من الرأيين!
أوجه المشهد: كأي ظرف سياسي وكما تحدد النظريات السياسية نحن نجد أنفسنا أمام
§ مثالية سياسية § واقعية سياسية § انتهازية سياسية
و الطريف أن كل الأطراف لديها الثلاثة أشياء بشكل متفاوت و الكل غير مكتمل سواء في المثاليه أو في الواقعية أو في الانتهازية!!!
أولا المثالية السياسية في المشهد:
طبعا غير المقصود بالمثالية هنا حسن الخلق و الا فكان الفيزيائيون يقصدون بأن الغاز المثالي هو غاز يقيم الصلوات الخمس في اوقاتها و يلتزم بمكارم الاخلاق! المثليه هنا يقصد بها التشبث بأهداف معينه وعدم الاستعداد للتفاوض أو أي أطروحات أخرى مهما كانت التحديات و مهما كانت التضحيات... و هذا شيئ جميل ولكنه غير طبيعي في حالتنا لسببين الاول هو انه لا توجد القوة الكافية لنفعل ذلك و الثاني هو أنه لا يوجد التأييد الشعبي لنتمسك بذلك و الحقيقة أن هذا التأييد يقل تدريجيا منذ عدة ايام بسبب نجاح خطة النظام في خداع الشعب و ايهامه بأن جرائم الخراب و الترويع و خطر عدم الامان و الجوه مسؤل عنه المعتصمين و المتظاهرين و ليس النظام نفسه!!!
نعم نحن على الحق و نعم ما نطالب به هو الصحيح ولكن يجب اتخاذ تكتيكات و تصرفات و تحركات أخرى موازيه تعيد حشد الناس و تبقى الثورة مشتعله و الأهم من ذلك تكون فيها المبادرة و الهجوم فالوقوف عند حد الاعتصام و عدم فعل اي شيئ اخر يعكي للنظام مساحه ليتحرك ويكون هو في موقع الهجوم و نحن في موقع رد الفعل و مهم جدا هنا ايضا أن أوضح أننا حين نأخذ قرارا بالتضحيه فاننا نأخذه ايضا بناء عن أناس ليس لديهم القدره أو الاستعداد لتقديم التضحيات و ليس فقط عن انفسنا..... نعم اعتبره عارا ولكنه واقع لا بد من التعامل معه
إذن فالمثاليه هنا ليست مكتملة الأركان بسبب النقطتين التي أشرت إليهما
ثانيا الواقعية السياسية :
هؤلاء لديهم طرحان فن الممكن و التضحيات بلا داعي
و للأسف طرحهم أيضا قاصر من عدة جهات أولا الممكن يحدده حجم التظاهر و لا تنكروا أن كل ما تحقق من تنازلات سببه هو هذا التظاهر و الأهم من ذلك أنكم ناديتم بايقاف التظاهر مبكرا جدا بحيث قدم النظام بعدها تناولات جديده و ما زال يقدم القرابين التي يعتقد انه يستطيع تقديمها الأمان و خطر الجوع و الاقتصاد : فقدان الأمان هو جريمة ارتكبها النظام للوي أذرع الشعب و يجب تنبيه الشعب لذلك و توعيته بدلا من الخضوع لابتزاز التهديد و في هذه الامور الثلاثه لا يجب تجاهل ان شعبا مثل الشعب المصري لن يعجز في خلال ايام على ان يحل هذه المشاكل و يبدأ في التضامن و التعايش مع الأزمة كما تفعل كل الشعوب في المحن و كما فعل شعبنا مئات المرات عبر تاريخه و أما خراب الاقتصاد فلا أحد منكم يخفى عليه أن 40% يذهب للفساد و أن مئات المليارات عجز جودت الملط بجهازه المركزي للمحاسبات عن معرفة اين ذهبت في العام الماضي وحده ناهيك عن خسائر سوء و شعف الإداره
و بالتالي كل ادعاءات النظام قابله للتفنيد بهذا الصدد و لذلك فالمدخل الحقيقي للواقعية السياسية لا يجب ان يكون خضوعا للابتزاز و لا يجب أن يكون تنازلا عما حققته الثورة أساسا من إسقاط شرعية الرئيس و النظام و حتى الدستور فمبارك ادعى انه حصل على 60% من خمسه ملايين صوت في الانتخابات السابقة و هو اقل من نصف عدد من نزلوا يعتفون باسقاطه و الثورة وضعتنا في موقف يسمح لنا بالتفاوض على أساسها و على أساس الحقائق و ليس الخدع و الكذبات المصدقه في الواقع السياسي ما قبل 25 يناير فالدستور مزور و معدل بمجالس مزورة و لاقيمة له ولا يجب أن تخلوا أحاديثكم من الشجاعه للتعامل على هذا الأساس
إذن نعم الواقعية تقضي بالتفاوض و التعامل مع النظام ولكن على اسس سليمة لا تتجاهل الثورة و ما حققته حتى الان ولا تخضع لابتزاز النظام بالامن و الاجوع و خراب البلد.
ولا تنسوا هنا أنكم أمام مجموعه من لصوص السلطه و الثروة و المستقبل و عمر سليمان لا يقل خداعا و لا احتقارا للشعب المصري عن صفوت الشريف او مبارك او احمد عز او غيرهم من كلاب النظام
الانتهازية السياسية:
في مشهدنا تتضح جلية في دور الاحزاب و بعض المتسلقين المستقلين و لن أتحدث عن هؤلاء بأكثر من أنه يجب أن نسقطهم بنفس شراسة محاولاتنا لاسقاط النظام!!! وهم ايضا لا تنطبق عليهم سمات الانتهازيين السياسيين فليس لهم شرعيه و ليس لهم قاعدة شعبية في المظاهرات
و لكن أهم ما يجب التعليق عليه هنا هو أن الكثير ممن هم فعلا ناشطون و تعبوا جدا في الاعداد لهذه الثورة يسمون جماعة الاخوان المسلمين بالانتهازية في هذه الثورة و مصابون بفوبيا الاخوان أكثر من الأمريكان أنفسهم وهذا خطأ
الإخوان هم جزء أصيل كبير مهم و فاعل من الثورة ولا ينكر دورهم في اي جزء منها خاصة لولا شبابهم و مستوى تنظيمهم لوقعت الثورة امام النظام أو امام البلطجية او لما وجد المعتصمون في التحرير دعما لوجيستيا كافيا
و لكن على المستوى الشعبي هم ليسوا بالقوة الكافية للامساك رزمام البلاد و تولي السلطه اجبارا و نعم هم الوحيدون المنظمون و الوحيدون القادرون على ذلك في ظروف ما لو تحققت و لكنهم أعلنوا انهم لن يسعوا للسلطه في هذه المرحلة نبلا منهم و تفضيلا لمصلحة الوطن
و الحقيقة أنني لو خيرت بين أن أصدق الإخوان أو أن أصدق النظام فساصدق الاخوان
ولول أحدثنا التغيير و لم نكن كشعب قادرين على عمل أحزاب و تنظيمات تمثل فئات الشعب بالفعل بحيث لا يأخذ الإخوان أكثر من نصيبهم فنحن أذن أمه تستحق الفناء!!!
هذا تحليلي و ردي على الجميع تقريبا
أما أهلي و إخوتي و أصدقائي في المعسكرين حين تقرأون تحليلي هنا ستفهمون أني أقف في المنتصف بينكم ولا أمسك عصا من المنتصف كما تقولون
فأنا مع التظاهر و الصمود و أنا مع العقل و التفاوض كلاهما معا و اتحاد القكرين معا سيحقق النتائج فالصمود بغير تفاوض يمثلنا و يرتكن على ما حققناه و قوتنا الحقيقية مدعوما بقدرة على التوضيح للشعب و حشد التأييد الحقيقي هو ليس صمودا و إنما غباء يضيع دماء الشهداء
و التفاوض على أساس أن الخصم ما زال في موقع السيطرة و يمنح ما يريد و تجاهل ما انجزته الثورة هو أيضا اضاعه لها و اعطاء فرصه للنظام أن يلملم نفسه و سوف نضطر فيما بعد لفقد أضعاف ما فقدناه اليوم!!!
في النهاية أود أن أؤكد على أن الهدف الحقيقي الذي يحقق ما نريد ليس هو ذهاب مبارك أو استبعاد سليمان بل التأكيد على أن المرحلة الانتقاليه بالشروط و الاهداف المتفق عليها لا يقوم عليها النظام وحده بل حكومة ائتلافية للمرحلة الانتقاليه ولا دور للجيش فيها سوى تأمين الوطن و المواطنين لا تأخذكم الحماسه و تقبلوا بتفويض عمر سليمان و ترك ازلام النظام يقومون على المرحلة الانتقاليه حتى ولو باتفاقيات وعهود لان ذلك سيجعلهم أكثر شراسة في الدفاع عن مصالحهم و إجهاض كل أحلام الثورة.
في النهاية أنا لا أدعي مثل الجميع بأن لدي الحقيقة و أني الوحيد على صواب و لكن هذا ما أراه لعله يفيد أحدا
بارك الله في ثورتنا العظيمة و كللها بالنجاح
من فضلكم لا تبخلوا بالوقت على قراءة هذه النوت و هي رؤيتي للتفاوض http://www.facebook.com/?sk=messages&tid=10150098748676600#!/note.php?note_id=165311413516210