يبقى يوم 6 مايو من الأيام العصيبة على النادي الأهلي وجمهوره لأنه اليوم الذي شهد رحيل الرمز التاريخي للكيان صالح سليم الذي لم يكن مجرد رئيس من بين 14 آخرين جلسوا على عرش الجزيرة ولكنه تحول الى أسطورة داخل القلعة الحمراء. وما زال الجمهور الأحمر يتذكر الرجل في كل موقف صعب يمر بالنادي ويستلهم منه كيف تكون الادارة الصحيحة التي وضعت الأهلي فوق الجميع. ويبقى موقف صالح سليم مع الرئيس الأسبق حسني مبارك من أشهر مواقفه التاريخية ففي نهاية البطولة العربية 1995 بين الأهلي والشباب السعودي قرر مبارك الحضور برفقة بعض الأمراء والوزراء السعوديين. ووفقا للبروتوكول كان مقعد صالح سليم بعيدا عن الصفوف الأمامية فرفض حينها البقاء وغادر الاستاد قبل أن يعيده مسئولو مؤسسة الرئاسة وقتها الى الملعب من جديد ليجلس الى جوار مبارك بعد فشل الضغوط عليه للقبول بالجلوس بعيدا عن صدارة المشهد.
لأن صالح سليم لم يكن رئيسا عاديا في تاريخ الأهلي بل تحول الى رمز وأسطورة يستلهم منه كل أبناء النادي المثل والقدوة في النجاح فقد كان التاريخ منصفا للرجل حين منحه الفرصة لتسلم جائزة نادي القرن الإفريقي. فهذه الجائزة استثنائية ولا تمنح الا كل 100 عام ما يعني أن عددا قليلا من الرؤساء هم الذين سينالوا هذا الشرف. المثير أن جائزة نادي القرن أثارت جدلا كبيرا بين الأهلي والزمالك على مدار السنوات الماضية حيث يصر البيت الأبيض أن ثمة مجاملة وقعت لاهداء هذه الجائزة للأهلي رغم أنه صاحب الأرقام الأفضل على صعيد البطولات القارية في القرن الماضي وما زال هذا الجدل دائرا حتى الآن. ويحل اليوم الذكرى ال15 على رحيل صالح سليم الرئيس الأسطوري في تاريخ الأهلي. يذكر التاريخ الأحمر أن صالح سليم هو الرئيس الذي استطاع أن يدير الأهلي عبر التليفون حتى في أصعب لحظات حياته حين اضطر للسفر الى أوروبا للعلاج لفترات طويلة ولكن غيابه لم يكن يؤثر لأن شخصيته القوية كان حاضرة في كل وقت. صالح سليم عاش صراعا مع المرض في آخر سنوات عمره اضطره للسفر كثيرا خارح مصر وتحديدا الى العاصمة الانجليزية لندن على فترات متقاربة. ولم يفصح صالح لأحد عن سبب سفره ولم يخبر الجمهور الأحمر بأنه مصاب بمرض سرطان الكبد حيث فضل الاحتفاظ بهذا الأمر لنفسه كونه شئ شخصي. ورغم ذلك ظل صالح سليم على اتصال دائم مع نائبه حسن حمدي الذي لعب دورا كبيرا في هذه الفترة في ادارة النادي وملء الفراغ الذي تركه عدم تواجد الرجل بشكل مستمر. وحتى وفاة صالح سليم في مثل هذا اليوم قبل 15 عاما ظل على اتصال دائم مع حسن حمدي كلما استطاع أن يهزم نوبات المرض للاطمئنان على سير الأمور في الأهلي. يحتفظ الراحل الكبير صالح سليم برقم قياسي في الكرة المصرية فرغم أن شهرة الرجل كلاعب لم تكن بنفس القدر الذي وصلت اليه كاداري ناجح وصل الى سدة الحكم في الأهلي وتحول بمرور الوقت الى أسطورة الا أن له رقم كلاعب لم يقترب منه أحد. ففي يوم المايسترو 4 أبريل عام 1958 سجل صالح سليم 7 أهداف في مرمى الإسماعيلي في المباراة التي انتهت بفوز المارد الأحمر 8-0 في لقاء شهد اضاعة صالح سليم لركلة جزاء أي أنه كان قادرا على تسجيل الهدف الثامن. ويعد صالح سليم من اللاعبين المهمين في تاريخ الأهلي حيث أثرى الراحل الملاعب المصرية وأثر في كل من تعامل معه سواء من زملائه بالفريق أو حتى المنافسين.