هجم على لاعب الزمالك في غرفة الملابس.. و«كسّر كلمة مبارك» رغم غياب جسد صالح سليم عن مباريات الأهلي المعاصرة إلا أنه موجود يشاهد ويسمع.. يتابع اللاعبين وينصت للجماهير، هذا ما عهده جمهوره منه في حياته، فاستمرت أيضا بروحه بعد وفاته "طبقا لأسطورة شعبية". وترصد «التحرير» في الذكرى رقم 85 لميلاد أسطورة الأهلي الشهيرة ورمز النادي الخالد صالح سليم، صافرات الحماس في مشواره الكروي التي أرست قولته الشهيرة "الأهلي فوق الجميع". ولد صالح محمد سليم في 11 سبتمبر لعام 1930، بالجيزة، ووالده كان أحد أحد رواد طب التخدير في مصر، وحصل على بكالوريوس التجارة، وتزوج من امرأة أحبها خلال فترة الجامعة ورفض والداهما الاقتران بها إلا بعد إنهاء الدراسة، وأنجب ولدين هما خالد وهشام. نشأة بطولة لم ينقطع عشق المايسترو لكرة القدم منذ طفولته، إذ انضم في سن مبكرة إلى فريق المدرسة ثم منتخب المدارس الثانوية أثناء دراسته بالمدرسة السعدية، واكتشفه حسن كامل المشرف على فريق الأشبال بالنادي الأهلي عام 1944، وانتقل في نفس العام إلى صفوف الفريق الأول. واحترف في فريق جراتس النمساوي عام 1963، وعاد بعدها ب4 أشهر مرة أخرى إلى النادي الأهلي وظل معه حتى قرر الاعتزال عام 1967. بطولة منفردة منحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الرياضة من الطبقة الأولى عام 1967، وكرمته سفيرة مصر بجنوب أفريقيا عام 2001، بجائزة ووسام نادى القرن فى أفريقيا تقديرا من الاتحاد الأفريقى على علو مكانة النادى الأهلى بين أندية القارة السمراء كلها. وحصل سليم على عدة بطولات مصرية وعربية مع ناديه، فبطولة الدورى العام حصدها 12 مرة أعوام: "1999،1998،1997،1996،1995،1994،1993،1987،1986،1985،1982،1981"، وحقق بطولة كأس مصر 8 مرات أعوام: "2001،1996،1993،1991،1985،1984،1983،1981"، كما حصل على بطولة دورى أبطال أفريقيا 3 مرات أعوام: "2001،1987،1982"، أما بطولة كأس الكئوس الأفريقية ففاز بها 4 مرات أعوام: "1993،1986،1985،1984"، وحصل أيضا على بطولة كأس السوبر الأفريقى مرة واحدة عام: 2002، إضافة إلى حصوله على بطولة الأندية العربية أبطال الكئوس بالقاهرة عام: 1995، وبطولة الأندية العربية أبطال الدورى بالقاهرة عام: 1996، وبطولة كأس السوبر أو النخبة العربية بالمغرب عام: 1997 وعام 1998 بتونس. وبكت الشباك من أهداف المايسرو التي بلغت 101 هدف في حياته الكروية، 6 منها نجحت في اختراق مرمى الزمالك و9 أخرى سجلها مع جراتس النمساوي، لكن مباراته أمام الإسماعيلي عام 1958، الأبرز في دفتر أهدافه بعدما كسر الرقم القياسي بإحرازه 7 أهداف بمباراة واحدة. شموع الفن لم تكن الشّباك وحدها تبكي أمام صالح سليم بل بكى أيضا محبوه حزنا على حاله بشخصية أحمد التي جسدها في فيلم "الشموع السوداء" عام 1962، بعدما تعرض لحادث أفقده بصره وما تبعه من أحداث، ليتبين أن معجزات سليم لا تقتصر على الكرة بل امتداد للفن، فاحمد الضرير أعاد الله له بصره ليكشف براءة إيمان - نجاة الصغيرة - التي أحبها من تهمة القتل. لكن "الشموع" لم يكن التجربة الفنية الأولى للرياضي الكبير فاشترك عام 1961 بفيلم "السبع بنات" مع سعاد حسني وأحمد رمزي وأحمد مظهر، وفي عام 1963 وقف أمام فاتن حمامة في فيلم "الباب المفتوح". ورغم النجاح الذي حققه سينمائيا إذ حصل "الشموع السوداء" على جائزة أحسن ممثلة من مهرجان جاكارتا السينمائي، وجائزة أحسن فيلم من مهرجان جاكارتا السينمائي، إلا أن سليم لم يقتنع بأدائه الفني معتبرا أنه لا يجيد هذا المجال. مشاكسة حريف عرف مايسترو الكرة بفخره بنفسه لاعبا وقائد فريق وامتدادا لمسؤوليته، فتعددت مشاكساته الكروية على أرضية الملعب، فتعرض سليم لمواجهة خشنة من قبل لاعب الزمالك يكن حسن خلال الشوط الأول، فاقتحم اللاعب الأهلاوي غرفة ملابس الزمالك خلال فترة الاستراحة بغية ضرب مشاكسه الزمكاوي، وفقا للكاتب الرياضي ياسر أيوب في كتابه مقال ضمن سلسلة صحيفة تحت عنوان "المايسترو وأنا". وذكر الكاتب أيضا من جملة مواقف سليم ما تعرض له من طرد خلال مواجهة مع الزمالك لاعتقاد الحكم بأن اللاعب اعترض على قرار له. ولم يقتصر تمرد المايسترو على فترة لعبه، فخلال توليه رئاسة النادي الأهلي رفض الذهاب إلى معقل نادي الزمالك وتهنئته على الفوز بالدوري، كما اعترض على قرار الرئيس الراحل حسني مبارك بإقامة مباراة مشتركة مع الزمالك لصالح ضحايا قطار الصعيد عام 2002، وفقا للمقال الصحفي للكاتب السابق. وقدم احتجاجا لدى الاتحاد الأفريقى عقب مباراة السوبر الأفريقى عام 1994 بين فريقى الأهلى والزمالك بجوهانسبرج، معتبرا أن حكم اللقاء أجار على حقوق الأهلي طيلة ال90 دقيقة، ثم أصدر قرار اعتذار عن المشاركة فى البطولات الأفريقية، وعدل عنه ونافس في بطولة دوري الأبطال الأفريقي عام 1998. حب ووفاء لم يكن الجمهور يعلم بحقيقة مرض صالح سليم بمرض السرطان ما دفعه لإطلاق حملات ضد رئيس النادي واتهامه بإهمال النادي، لكن "الكبير" لم يرد "معتبرا أن مرضه شأن شخصي وأن تكرار سفره إلى لندن أمر ضروري للعلاج. وأصيبت جماعير الأهلي بالفاجعة حين علمت بنيأ رحيل المايسترو عن عالما في 6 مايو 2002 في عمر يناهز 76 عاما، لينتقل إلى مثواه الأخير في مشهد جنائزي مهيب حضره العامة قبل المسؤولين. وأقام النادي الأهلي تمثالا للأسطورة في المقر الرئيس تخليدا لذكرى سليم الذي رحل عنا ومازال بيننا.