· الجيش ينتشر في شوارع العريش لحفظ الأمن ومنع المصادمات واللجان الشعبية تتولي تنظيم المرور وتأمين الطرق وممتلكات وأرواح المواطنين لم يستطع البيان الثاني الذي أعلنه الرئيس مبارك أن يكون مقنعا ولا مقبولا من جموع أهالي شمال سيناء الذين تدافعوا إلي الشوارع والميادين بعد الخطاب ليعلنوا رفضهم لنظام مبارك من جديد وليواصلوا ثورتهم مرددين مطلبهم الأول والأخير " الشعب يريد إسقاط الرئيس" ليتمركزوا وسط مدينة العريش بميدان أنور السادات مواصلين غضبهم ورفضهم لاستمرار الرئيس مبارك في منصبة رئيسا للجمهورية حتي انتهاء فترة ولايته الحالية، مؤكدين علي أن ثورتهم لن تتوقف حتي يرحل مبارك ونظامه ورموز الفساد بالحزب الوطني الديمقراطي، متحدين كافة المحاولات التي تحاول فض مظاهراتهم بدعوي أن مبارك استجاب لغالبية مطالب الشعب. وخرجت صباح يوم الأربعاء مظاهرة حاشدة قادها رموز الأحزاب السياسية والشعبية مطالبين باستمرار رياح شتاء الغضب الشعبية حتي يسقط النظام نهائيا، في الوقت الذي خرجت فيه مظاهرة أخري قادها عدد قليل من المواطنين الذين ينتمي غالبيتهم إلي أقارب أعضاء مجلس الشعب بالعريش خاصة من أبناء قبيلة الفواخرية التي يستحوذ ثلاثة من أبنائها علي عضوية مجلسي الشعب والشوري وتردد أن وراءها النائب عبد الحميد سلمي عضو مجلس الشوري الذي قام بطباعة صور كبيرة للرئيس مبارك وسلمها للمواطنين الذين خرجوا في مظاهرة لتأييد الرئيس مبارك وقد كان في طليعة المظاهرة عدد من المواطنين الذين يحملون في أيديهم أسلحة بيضاء ورددوا الشتائم البذيئة للبرادعي قائلين ".... أمك يا برادعي" وما أن اقتربت هذه المظاهرة من ميدان السادات حيث يتواجد المتظاهرون المعارضون للرئيس مبارك حتي قام المؤيدون بإلقاء زجاجات المياه الغازية باتجاههم إلا أن قوات الجيش انتقلت علي الفور إلي ميدان السادات وقامت بإغلاق الشارع بالمدرعات وأقامت حاجزاً بشريا من الجنود المسلحين مما حال دون وقوع مواجهات ومصادمات بين المتظاهرين بعضهم ببعض. المتظاهرون المؤيدون للرئيس مبارك رددوا شعارات تدعم بقاء الرئيس ومن بينها " نعم لمبارك ولا للإرهاب " و" لا ..لا للعملاء" وقد حملوا صورا بلاستيكية عملاقة لمبارك فيما تعالت أصوات المتظاهرين المعارضين بشعارات ثورية من بينها " " م العريش للتحرير.. إحنا معاكوا للتغيير " و " ارحل .. ارحل زي فاروق" و " يا جمال قول لأبوك الجيش المصري بيكرهوك "وطالب المتظاهرون السيد عمرو موسي بإنقاذ مصر وأعلنوا بقوة أن " الثورة مستمرة حتي تصبح مصر حرة"وقال المرشح السابق لجماعة الإخوان المسلمين بالعريش عبد الرحمن الشوربجي ل"صوت الأمة" إن هذا النظام الذي سرق أموال مصر وأهدر القطاع العام وصدر الغاز للكيان الصهيوني ونحن لا نجد الغاز، ولذا فان هذه الثورة انطلقت لأجل أبنائنا وهي ثورة مستمرة حتي إسقاط هذا النظام، ولم يعد يخفي علي احد اليوم تدخل كيان العدو الصهيوني في محاولة لإجهاض ثورة الشعب المصري، واكدد الشوربجي علي أن البيان الثاني الذي ألقاه الرئيس مبارك لم يكن سوي مجرد تخدير للشعب الذي لم تنطلي عليه هذه الخدعة التي أراد مبارك أن يخدع بها الشعب الذي لم يعد يثق بمبارك وبنظامه الفاسد. وقال حمدان الخليلي عضو مجلس محلي محافظة شمال سيناء أن نظام مبارك دعا إلي تفريغ البلاد من قوات الأمن ليقول إن نظامه هو خير من هذه الفوضي، لكننا لن ندع له الفرصة لاستمرار أكاذيبه وسرقته لمصر التي استمرت 30 عاما وسنحمي بلادنا ومصالحنا بأنفسنا وسنكون درعا واقيا لكافة أحياء ومدن ومصالح سيناء التي تركها نظام مبارك طوال 30 عاما عرضه للإهمال والفقر وتجاهل أبناءها ومنح زمامها وخيراتها للصوص من رجال الأعمال وجعلها ممرا لتوصيل الغاز المصري للصهاينة أحفاد القردة والخنازير، ونحن اليوم ومن خلال هذه الثورة الشعبية العظيمة نقول إن هذا النظام " باطل .. باطل .. ويسقط يسقط .. حسني مبارك" وأشار الخليلي إلي أن بيان مبارك الذي قاله خلاله انه كان ينوي عدم خوض الانتخابات الرئاسية مرة ثانية مليء بالأكاذيب لأنه قال ذلك في محاولة للمراوغة بعد ان ضغطت ثورة الشعب عليه وأرغمته علي العودة بخطاب يحمل وعودا بلا مصداقية او ضمانات، فلماذا يريد الاستمرار في رئاسته لبلاد ملته ولشعب لا يريد وجوده ولا حكمه، لماذا كل هذا العناد والاستماتة علي الكرسي إلي هذا الحد؟. ومن حولنا تعلو من جديد أصوات الثائرين من أبناء سيناء " مش عايزينك يا جبان .. يا عميل الأمريكان"ومن ثم يمسك بالميكروفون احد المحامين الشباب ليقول :" تحية الي دماء الشهداء في أنحاء مصر وخاصة في سيناء بوابة مصر الشرقية وفي السويس الباسلة وفي مصر الثائرة وفي الإسكندرية الغاضبة وفي سائر ربوع مصر التي تتحدث اليوم عن نفسها بلسان شبابها وبوعي رجالها الشرفاء،لتقول لا لمبارك الذي فقد هيبته وكرامته وشرعيته أمام صمود أبناء مصر الذي خرجوا في كل أنحاء مصر ليقولوا بصوت واحد وفي أماكن متفرقة " الشعب يريد إسقاط النظام " ومن هنا ومن علي ارض سيناء التي ألحقت الهزيمة النكراء بالشعب الصهيوني الذي لا يقهر سنواصل الثورة حتي يولي هذا النظام بلا رجعة، ونحن لن نيأس ولن نتوقف عن مواصلة ثورتنا من اجل الحرية ومن اجل الشعب المصري ومن اجل مصر، سنواصل المظاهرات السلمية ومن ثم الدخول في إضراب عام حتي نحرر مصر من ديكتاتورية مبارك وأذناب نظامه القمعي الرديء، وقال إن نظام مبارك يريد أن يجدد نزيف الدماء بين المصريين بعضهم ببعض بعد خطابه الذي لم يلب مطالب المواطنين بتنحيه عن الرئاسة. ومن مدينة الشيخ زويد أكد الناشط السياسي مصطفي سنجر عضو اللجنة الشعبية لحقوق المواطن إن خطاب مبارك لم يكن موجها إلي الشعب المصري بالدرجة الأولي وإنما إلي حكومات العالم الغربي ليوصل لهم رسالة بأنه قد أجري المزيد من الإصلاحات وان الذين يتظاهرون في شتي أنحاء مصر لا يريدون تحقيق مطالب معينة ولكنهم يريدون استمرار الفوضي، مؤكدا علي إن أهالي شمال سيناء وكافة القوي السياسية في شمال سيناء يرفضون ما جاء بخطاب مبارك وينتقدون محاولته لامتصاص غضبهم لأنهم لا يريدون إلا رحيل مبارك وانتهاء حقبة كامب ديفيد، وأشار سنجر إلي أن مطالب أبناء مدينتي رفح والشيخ زويد والخاصة بالإفراج عن كافة المعتقلين من أبناء سيناء لم تتم الاستجابة لها خاصة بعد أن التقي المستشار العسكري لشمال سيناء بأهالي المعتقلين ووعدهم بالإفراج الفوري عنهم، إلا انه لم يوف بوعده وتم تجاهل الأمر تماما ولذا فان أهالي المعتقلين سيواصلون تصعيدهم حتي رحيل هذا النظام كما سيعملون علي منع عودة عناصر الشرطة إلي أماكنه بالشيخ زويد ورفح حتي تتم الاستجابة إلي مطالبهم.