"إن كان الكلام من ذهب، فالسكوت من فضة".. مقولة تنطبق تماماً علي أحمد منصف القائم بأعمال تويوتا إيجيبت، فالرجل الذي قليلاً ما يتحدث للصحافة خرج علينا بلقاء صحفي منذ أسابيع كانت تصريحاته فيه قمةً في الكوميديا. فهذا اللقاء الصحفي الذي يخيل للمرء من خلاله أن منصف يتحدث عن تصنيع أقمار صناعية أو صواريخ باليستية بدا ملائماً للترفيه عن المصريين خلال تلك الفترة الأخيرة المشحونة، خاصةً وأن الحديث هنا كان عن سيارة عرجاء تدعي فورتشنر هي الأقبح والأقل جودة بين موديلات تويوتا حتي أن الأمر بدا كما لو كان محاولة يائسة لترويج الموديل. ربما الجزء الأكثر إمتاعاً في الحديث هو الذي أخد منصف يهدد ويتوعد فيه المنافسين بأن عليهم إعادة ترتيب أوضاعهم لأن منافسهم الجديد والذي يعني به تلك السيارة العرجاء سينسف آمالهم في المنافسة، أما المضحك في هذا الأمر هو وصف منصف بأنه مهندس تلك الصفقة الخاسرة وربما يعلل ذلك سبب هذا الاختيار العبقري الذي لا يشق له غبار لهذا الموديل دوناً عن غيره من موديلات تويوتا. ربما جاءت مقدمة الحوار الصحفي مبالغاً فيها حيث رددت أن إعلان تويوتا لإنشاء شركة بغرض تجميع موديل رباعي الدفع في مصر بواقع 3000 سيارة سنوياً هو بمثابة جرس إنذار للمنافسين يتطلب منهم وضع حلول فورية وعاجلة لمواجهة ذلك وأن تجميع هذا العدد الهزيل سيصب في مصلحة الاقتصاد الوطني بل والأغرب هو وصف الرجل الذي أهال التراب كالسيل الجارف علي إسم تويوتا في مصر بأنه "الرجل الذي أعاد البريق لهذا الإسم الياباني العريق بل وأكثر من ذلك أنه يستعد للإنطلاق بالشركة إلي أفاق أرحب لم يسبق له أن وصل إليها دون أن تحدد المقدمة مكان تلك الأفاق الرحبة، فربما يفاجئنا منصف خلال الفترة المقبلة بتصدير سيارات تويوتا التي سيتم إنتاجها محلياً إلي أوروبا وأمريكا وربما إلي اليابان أيضاً. وقد يكون المقصود بتلك الأفاق الرحبة هو الهبوط بالشركة إلي سابع أرض. فلا يخفي علي أحد أن إسم تويوتا اليوم تراجع كثيراً عما كان عليه منذ سنوات ماضية بفضل العبقرية الإدارية التي انطلقت بها الإسم إلي أفاق أرحب ولكن في الاتجاه العكسي. تبدو ردود منصف علي الأسئلة الموجهة إليه أثناء الحوار كوميدية للغاية. فرغم أن الإعلان الذي نشرته وكالات الأنباء تحدث عن أن شركة تويوتا اليابانية ستنشئ شركة لتجميع السيارات في مصر بالعاون مع الوكيل المحلي بما يفهم منه أن الشركة ستفتح مصنعاً لها، تبين أن حكاية المصنع لا أساس لها من الصحة وأن التجميع سيتم في مصنع غير تابع لتويوتا. أما الغرض من هذا المشروع حسب قول منصف فهو تطوير أداء الشركة والعمل علي ترسيخ وجود الشركة في مصر لمنافسة الشركات الأخري التي لها مصانع تجميع ولا ندري هنا هل تجميع 3000 سيارة ستعمل علي ترسيخ وجود تويوتا في مصر أم ستهدد ماركات أخري قوية تنتج عشرات الآلاف من السيارات سنوياً أم أن موديل هزيل كهذا الموديل الذي ترغب تويوتا في تجميعه هو الذي سيعزز من تواجدها. فقرة كوميدية أخري نجدها في تصريحات "باشمهندس المشروع" عندما سئل عن فترة بدء التفكير في المشروع الذي أستغرق من سيادته قرابة العام لتنطبق عليه مقولة "تمخض الجبل فولد سيارة عرجاء". ولأن القائم بأعمال تويوتا يدمن الوعود الوردية فقد عاد مرة ثانيةً ليقول أن الشركة رأت في مصر سوقاً واعدة وألمح إلي أن الشركة تنوي التوسع في أفريقيا مستقبلاً ونضيف من عندنا أن الشركة حتماً ستتوسع في أفريقيا لأن هذا الموديل الهزيل سيلفظه المصريين وبالتالي لن يجد له سوقاً سوي في مجاهل أفريقيا. ويناقض منصف نفسه في الحوار عندما يفسر سبب عدم رغبة تويوتا في إقامة مصنع لها في مصر أسوة بجنوب أفريقيا. فالشركة التي كانت يوماً إسماً متألقاً في مصر صارت مبيعاتها اليوم هزيلة للغاية حيث تقبع في المركز السابع بين الماركات المطروحة في السوق المحلي والفضل في ذلك يرجع لمديرها الفذ الذي رجع بتويوتا في مصر عشرات السنوات إلي الوراء وبالتالي فمن غير المنطقي أن تجازف تويوتا بإنشاء مصنع يتسبب بها في خسائر مع وجود إدارة عبقرية. أما لو كان حديث منصف صحيحاً عن نظرة تويوتا العالمية لمصر فلماذا تلجأ الشركة إلي طرف أخر لتجميع سياراتها في مصر بدلاً من إنتاج أكثر من موديل في مصنع خاص بها. ربما أكثر الفصول المضحكة في هذا الحوار الصحفي هو ما ذكره منصف عن رد فعله عندما علي السبق الصحفي لجريدة أخبار اليوم عندما نشرت تفاصيل تلك الصفقة قبل الإعلان عنها. وهنا نشير إلي أن ذلك كان سبقاً صحفيا حقيقياً ليس جديداً علي "أخبار السيارات"