نجح الشعب المصري في الامتحان ... وقاطع مسرحية الانتخابات البرلمانية بنسبة اقتربت من ال80 في المائة ... وذلك بعد حذف الأصوات المضافة وأصوات الموتي ... وظهرت الكثير من اللجان خاوية علي عروشها ومع ذلك لم تتحمل حكومة " الفكر الجديد " أن تترك بعض الدوائر لتتم فيها الانتخابات ولو بشيء قليل من حرية الاختيار . وكما يقول الفنان "عزت العلايلي " في فيلم لا أذكر اسمه "هي دي مصر يا عبله " فالمرشحون الطيبون أصروا علي أن يخوضوا الانتخابات ... وهم يعتقدون أن في هذه الانتخابات يكمن الجهاد ... لكن الشعب قاطع الانتخابات وهو يؤكد أن الجهاد لا يكون إلا في الشارع وأن الطغاة والمستبدين لا يمنحون مقاعدهم وعروشهم طواعية ... وعلي رأي الست دي أمي " الحرامي ما يبلغش عن أخوه " وكانت الحكومة تتمني لو أن النسبة المشاركة من الشعب تزيد علي ثلاثين أو أربعين في المائه ... لكن ذلك لم يحدث ولم يحضر إلاحوالي 17 % من المقيدين في الجداول الانتخابية أما بقية نسبة ال23 % التي أعلنت عنها لجنة الانتخابات فهي أصوات مضافة ... حتي تتمكن اللجنة المشرفة علي ما يسمي بالانتخابات من أن تعلن أن الذين حضروا الي لجان التصويت كانوا ربع المقيدين في الجداول ... وذلك برغم أن الربع هو نسبة مضحكة ... لكن ماذا تفعل الحكومه التي أعرض عنها الشعب وترك مسرحيتها وقال لها " إلعبي غيرها " إذن فقد نجح الشعب يا ساده بينما لم ينجح المرشحون بعد ... صحيح ان بعضهم قد انسحب أخيراً.... إلا أنه قد انسحب بعد أن أطلق الحكم صفارة النهايه ... ومن العجيب أن الحكومة المستبدة تبحث الآن عن معارضين لها حتي يكتمل الشكل، فالعدد الذي نجح من المعارضين ليس مطابقاً للعدد الموجود في النص المسرحي ... ولذلك فسوف ينجح بعض المرشحين من المعارضة في الفصل الثاني من المسرحية ... وهو فصل الإعادة . ومع ذلك فماذا لو نجح للوفد ستة آخرون غير الستة الأعضاء اللذين نجحوا ؟! وماذا لو نجح للإخوان عشرة أعضاء ؟! وماذا لو نجح للمستقلين والناصريين عشرة آخرون؟! لاشيء سوي أن يكتمل الديكور المسرحي ... وأن يدخل الكومبارس خلف البطل الوطني الديمقراطي ليقولوا له في المسرحية طبعاً كفاك إفساداً في البلاد ... وإهمالاً للثقافة وإضعافاً للاقتصاد وتمكين اللصوص من تبديد ثروه البلاد ... الا أن البطل الوطني الديمقراطي في المسرحية سوف ينظر إليهم في احتقار بعد أن يقوموا بعرض وجهة نظرهم ... ثم يصرخ في وجوههم جميعاً قائلاً " موافقه " ثم ينتقل الي جدول الأعمال ويستمر حال البلاد علي ما هو عليه في ظل برلمان تم تشكيله باتفاق ووزارة تم اختيارها باتفاق وموافقة العالم الغربي علي حكومة مستبدة تنفذ أوامره ولصوص تسرق أموال الشعوب ... ولكن المشهد هذه المرة قد اختلف، إذ خرج من خلف الكواليس مارد جديد لا يحب التمثيل ولا يجيده ... وقاطع الانتخابات وقدم نفسه للجمهور قائلاً : أنا الشعب وأعتقد أن النسبة التي حضرت الانتخابات الحالية سوف تتعلم الدرس وتقاطع الانتخابات الرئاسية. وبمناسبة الفساد والسرقات فقد اخترعت اليابان جهازاً يكشف اللصوص في الوزارات والإدارات الحكومية ... فاستخدمته أمريكا فكشف لها عشرين لصاً ... ثم جربته ألمانيا فكشف لها خمسين لصاً ... ثم استخدمته مصر ... فتمت سرقة الجهاز". وعجبي مختار نوح