أصدر مشايخ السودان الشقيق، أغرب فتوي في التاريخ، ولا فتاوي مشايخ الفتة والممبار، والمعزة أبرك من الحمار، بتوع إرضاع الكبير، والتي تسببت في تعطيل المرور في جميع العواصم العربية، حيث وقف الرجال طوابير، وكل واحد مستني ياخد الرضعة، لحد ما النسوان فطست، وفتوي ميكي ماوس حرام، عشان طلع ابن اللئيمة متجوز أخت إبليس الصغيرة، وفتوي تحريم الفضائيات العربية علي أساس أن إلاريال بتاعتها شبه قرون العفاريت، والفتوي التي أصدرها مشايخ السودان، اللي داخلين الكار جديد، غريبة غرابة الواقع العربي المتخلف، اللي لسة متشعبط لحد دلوقتي، في قطر العالم السريع، فتوي مسخرة ولا مسخرة الخلافات العربية حول عمامة المهدي المنتظر. فقد أصدر هؤلاء المشايخ بعد صلاة العشاء والاستخارة فتوي تحرم سفر البشير إلي الدوحة بالذات، سواء بعصاية أو من غير عصاية، مع السماح له بالسفر إلي أي دولة تانية، بشرط أن يدخل المطار برجله اليمين، ويقرأ عدية ياسين أول ما يخرج من قاعة كبار الزوار، وهي المرة الأولي في التاريخ، التي تصدر فتوي تحرم سفر رئيس الدولة إلي أي بلد، مع أن سيادته يقدر ما يسافرش من غير فتوي ولا تفسير الأحلام، لكن يبدو أن سيادة الرئيس البشير، بعد أن رقص رقصته الشهيرة بالعصاية، وقعد يشرب شاي العصاري، أدرك المأزق الذي وضع نفسه فيه، بإعلان حضوره مؤتمر الدوحة، خاصة أن العلوج الأمريكان لابدين هناك، وكل واحد ماسك شمروخ أجدع من عصاية سعادته، وليس من المعقول أن يتراجع سيادته في القرار العنتري، الذي أخذه علي رؤس الأشهاد، الناس تقول عليه خايف من المحكمة الدولية، التي أعلن أنها تحت جزمته، لو كان قال علي جزمته، كان ممكن تعدي، لذلك.. أوعز سيادته إلي المشايخ، ليبحثوا له عن مخرج من تلك الورطة، علي طريقة.. جواز الحاج عتريس من الولية فؤادة باطل. عنها.. ولم المشايخ بعضهم، وقرأوا عدية ياسين علي المحكمة الدولية، والسبع آيات المنجيات، وأصدروا تلك الفتوي، التي تحرم سفر سيادته إلي قطر بالذات، علي اعتبار أن الشيطان وعياله الصيع واقفين في مطار الدوحة، واللي يعدي يركبوه، وأن وجود الأمريكان فيها يعتبر نجاسة، وأن كلمة الدوحة معناها البستان، ولها دلالات لا مؤاخذة في كتب الأقدمين، ولكن.. فات علي هؤلاء المشايخ، أن يذكروا لنا حكم الدين في حالة ما إذا أصر المناضل السوداني الكبير علي مخالفة الفتوي، يعني ممكن يصوم ثلاثة أيام كفارة؟! ولا يوزع عيش وفول نابت علي الغلابة؟! ولا هايبقي حكمه حكم المرتد؟! وياما بكره نشوف عجايب في وطن العجايب.