بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. ختام معسكر عين شمس تبدع باختلاف    «مرفق الكهرباء» ينشر نصائحًا لترشيد استهلاك الثلاجة والمكواة.. تعرف عليها    وقف حرب غزة وانسحاب الاحتلال من فيلادلفيا.. مصر توجه سلسلة مطالب لمجلس الأمن    وزير الخارجية: تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح بحدوثه    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى بالقاهرة 33    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    إيران تزامنا مع أنباء اغتيال حسن نصر الله: الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل    المتحف المصري الكبير نموذج لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستدامة    حكايات| «سرج».. قصة حب مروة والخيل    الحكومة تستثمر في «رأس بناس» وأخواتها.. وطرح 4 ل 5 مناطق بساحل البحر الأحمر    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    وزير الخارجية: الاحتلال يستخدم التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين لتدمير غزة وطرد أهلها    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    "الصحة اللبنانية": ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت إلى 6 قتلى و91 مصابا    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    عمرو أدهم: لهذه الأسباب استحق الزمالك الفوز.. وحقيقة رفض اتحاد الكرة قيد بوبيندزا    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    عمر جابر: تفاجأنا باحتساب ركلة الجزاء.. والسوبر شهد تفاصيل صغيرة عديدة    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    مصرع شاب بطعنة نافذة وإصابة شقيقه بسبب خلافات الجيرة بالغربية    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    استعد لتغيير ساعتك.. رسميا موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2024 في مصر وانتهاء الصيفي    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    وفاة زوجة الفنان إسماعيل فرغلي    ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.. رمز الاستقلال الوطني والكرامة العربية    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    جيش الاحتلال: سنهاجم الضاحية الجنوبية في بيروت بعد قليل    أمريكا تستنفر قواتها في الشرق الأوسط وتؤمن سفارتها بدول المنطقة    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    تفاصيل إصابة شاب إثر الاعتداء عليه بسبب خلافات في كرداسة    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة أعمدة الإنارة بالقطامية    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    «زي النهارده».. وفاة رئيس الفلبين فرديناند ماركوس 28 سبتمبر 1989    عباس شراقي يُحذر: سد النهضة قد ينفجر في أي لحظة    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع بدايات الربيع..
السندريللا..صانعة البهجة
نشر في الأخبار يوم 05 - 05 - 2013


أخت القمر..
السندريللا.. سعاد حسني.. والتي عندما وقفت أمام الميكروفون.. لتغني وهي طفلة صغيرة.. لا يتجاوز عمرها 4 سنوات كان لديها من الحضور.. والجمال.. والبراءة.. والجرأة.. لتكون المرة الأولي.. التي تقف فيها أمام الرائد الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان- الشهير »ببابا شارو« وكانت الكلمة التي غنتها معبرة.. صادقة.. بسيطة.. وكأنها كتبت خصيصا لها.. حيث غنت .. »أنا سعاد أخت القمر.. بين العباد حسني انتشر.. طولي شبر.. وجهي بدر.. صوتي سحر.. كلي بشر«.. لتصبح نجمة برامج الأطفال لسنوات طويلة..
وتمر الأيام.. والأعوام سريعا.. لتصبح الطفلة شابة رقيقة.. جميلة.. لتقف مرة أخري.. أمام شاشة السينما.. لا لتغني.. كما كانت تريد وتحلم.. ولكن لتمثل.. وتبدأ أولي خطواتها كوجه سينمائي جديد.. يتطلع الي النجومية.. وقد كان هدفها واضحا..و ضوح الشمس.. وهي أن تذهب الي أعلي تماما.. الي المجد.. الي الشهرة .. الي القمر.
ومنذ أن أطلت علي الشاشة في أول أفلامها »حسن ونعيمة«.. كوجه جديد.. صبوح.. مليح.. جذبت عيون المشاهدين.. وعيون الكاميرا.. التي أحبت ملامحها.. وانحازت إليها من أول لقطة.. ونجح الفيلم نجاحا كبيرا.. وأعطي لاسمها تأشيرة الصعود.. بل القفز بقوة إلي عالم النجومية.. لتسرع من خطواتها لتتوالي الافلام.. والنجاحات.. والتألق.. لتصبح نجمة سينمائية مشهورة.. بل انها اصبحت سندريللا السينما المصرية.
سعاد حسني.. لها قبول آخاذ.. يخطف القلوب والعيون معا.. في ملامحها مزيج مصري خالص .. مزيج من الأنوثة والرقة.. الشمس والقمر.. الماء والنار..وفي ادائها الخيال والواقع.. البساطة والغموض.. الابتسامة والحزن.. الألم والبهجة.. وفي قلبها الدفء والشقاء.. الخوف والصخب.. التمرد والثقة.. وفي زواجها الفشل والنجاح.. الاستقرار والقلق.. وفي تجربتها مع الفن.. العزلة والزحام.. الفقر والغني.. الصعود والهبوط.. وفي عينيها تسكن الافراح والاحزان معا.
وفي سنوات عمرها القصير - وككل النجوم - كان الزمن معها صديقا وعدوا.. سخيا جدا.. وبخيلا جدا.. فهي من آسرة فقيرة تضم 71 أخا واختا.. لأب خطاط موهوب.. ولكن كثير النزوات والزيجات.. ولدت الطفلة سعاد وفي داخلها جينات الفنون التي ورثتها عن ابيها.. وجينات الجمال وحسن الطلة.. والتي أخذت ملامحها من أمها »جوهرة« وكان قد سبقتها شقيقتها الكبري من الأب »نجاة الصغيرة«.. واصبحت نجمة من نجوم الغناء بالاذاعة.. وايضا شقيقها عزالدين حسني والذي اصبح هو الآخر ملحنا .. ولذا كان هدفها في الحياة محددا.. ومعروفا.. وواضحا أن تصبح هي الأخري نجمة.
وكما أذهلت الجميع.. منذ طلتها الأولي علي الشاشة.. فإن رحيلها جاء كالمفاجأة التي كانت أشبه بالصدمة.. والحزن.. والألم.. والدهشة.. في عيون وقلوب كل من تابع افلامها.. وعشق فنها.. وأحب صورتها وملامحها.. لتترك وراءها رصيدا كبيرا من الافلام المتميزة.. وعمرا قصيرا خاطفا.. ووجها محببا.. أليفا.. رقيقا ظهر كالشهاب في السماء.. ثم اختفي.. لتضع علي ألسنة الملايين الكثير من الاسئلة.. وعلامات استفهام أكثر وأكثر.. واسرار كثيرة.. مليئة بالغموض رحلت معها.. بلا إجابات!!
شقيقتها چنچاه:
انتحار سعاد حسني مستحيل .. وأوراق القضية أمام القضاء المصري
.. المناسبة ..
اليوم عيد الربيع.. عيد المرح.. البهجة.. الانطلاق.. وكلنا الآن يحتاج الي تلك اللحظة.. نحتاج جميعا هدنة.. استراحة.. راحة.. ولو قليلة.. لالتقاط الانفاس.. لنشم النسيم.. والهواء.. ونذوق طعم الابتسامة لحظات.. ونعيش أعياد الربيع بعيون أخري جديدة.. وقلوب تحاول أن تخفي حزنها.. وقلقها.. ومعاناتها وأزماتها السياسية المتلاحقة.. منذ أن هبت علينا رياح ثورات الربيع العربي واستمرت معنا حتي .
.. ومن هنا.. نحاول أن نبحث معا عن الابتسامة التي غابت.. والكلمة التي تاهت.. والبهجة التي ضاعت.. والربيع الذي كان.. ولذا كان اختيارنا لنكتب عن سعاد حسني.. صانعة البهجة.. ونحاول أن نهدأ قليلا.. لنبتسم ونغني معها في هذا اليوم »الدنيا ربيع.. والجو بديع قفلي علي كل المواضيع«
.. إعتذار ..
اعرف أن ما اكتبه اليوم.. في ظل الاحزان التي تحاصرنا.. والآلام التي تملأ القلوب.. والأسي علي من راح من شبابنا الشهداء.. ولكن رغم كل هذا علينا أن نبتسم ولو قليلا.. فالحياة يجب أن تسير بحلوها ومرها.. وحزنها وفرحها.. ولذا كان لزاما الاعتذار.. ومعه الدعوة لقسط بسيط من الهدوء.. لنعيش الفرحة.. ليأتي الربيع باسما.. ونغسل العيون والقلوب.. ونمسح دمعه بلمسة رقيقة حانية.. ونرسم الابتسامة علي الوجوه مع صانعة البهجة والمرح.. والحب.. »سعاد حسني«..
.. ولكن علينا قبل أن نبتسم معها.. نتذكرها..ونروي عنها.. ونسأل.. ونحاور من اقترب منها.. عبر مشاهد وسطور.. وكلمات.. ومحطات.. ونجاحات.. وإخفاقات لنضع عدسة »الزووم« بلغة السينما.. لتصور لنا مشوار حياة سعاد حسني الإنسانة والفنانة.
.. المشهد الأول
في 12 يونيو1002.. قطع التليفزيون المصري إرساله لدقائق.. ليعلن عن.. رحيل سعاد حسني.. حيث لقيت مصرعها.. إثر سقوطها من شرفة الشقة.. التي كانت تعيش فيها مع صديقتها نادية يسري.. والتي تقع في المبني الكبير »ستيوارت تاور« بلندن .. ليقع الخبر كالصاعقة علي كل محبيها وعشاقها.. وأهلها.. الذين أصيبوا جميعا بما يشبه الصدمة والدهشة.. ومنذ تلك اللحظة.. دارت ماكينة الشائعات لتطاردها.. فمن قال انها ماتت بسبب الاكتئاب والمرض وجلسات العلاج من آلام الظهر.. التي كانت تعاني منها.. والبعض ذهب الي أبعد من ذلك وقال انها تخلصت من حياتها بالانتحار.. نظرا لفشل العلاج وتغير ملامحها.. وزيادة وزنها.. وهناك من أفتي بالكثير من الحكايات والروايات عن حياتها هناك في الغربة والمعاناة التي تعانيها.. والكثير والكثير من الشائعات التي مازالت تتردد حتي الآن.. إلا أن تحريات شرطة لندن وجمع الأدلة والمستندات وسماع الشهود داخل المحكمة التي كانت تنظر القضية.. تعلن بعد عامين من رحيلها ان اسباب الوفاة هي الانتحار.. وتقرر إغلاق القضية في تلك اللحظة.. من عام 3002.
السؤال الحائر ..
ومنذ هذا التاريخ.. بات السؤال حائرا.. هل ماتت سعاد حسني منتحرة الا إن هناك واحدة من قلب عائلتها.. عاشت معها واقتربت منها.. ومازال لديها الكثير لتقوله وتعلنه وتؤكده بأن سعاد حسني لم تمت منتحرة.. وهناك أدلة كثيرة علي ذلك.. وشهود مازالت لديها معلومات.
هكذا تحدثت شقيقتها جنجاه وقالت سوف أستمر في الدفاع عن حق شقيقتي سعاد.. لاظهار الحقيقة. فالقضية حتي الآن لم تغلق.. وان كان حكم المحكمة البريطانية قد صدر ليقول انها انتحرت.. إلا انني لا اصدق ذلك. وبالفعل قررت منذ اكثر من عامين تقديم بلاغ جديد للنائب العام السابق عبدالمجيد محمود.. والذي قرر تحويله لمحكمة عابدين وكلف أحد مستشاري وزارة العدل.. لفتح القضية من جديد هنا امام القضاء المصري بناء علي طلبي.. وما قدمته من مستندات واوراق جديدة.. ومازال في ملف قضية سعاد حسني الكثير لم يكشف عنه بعد.
وأسألها لماذا قررت تحويل أوراق القضية أمام القضاء المصري؟! دون الطعن علي الحكم امام القضاء الانجليزي؟!
أجابت بقولها.. لثقتي في القضاء المصري النزيه.. وايضا للحكم الغريب الذي اتخذه القضاء البريطاني وقرر ان سبب الوفاة هو الانتحار.. دون الاستناد الي التحريات واقوال الشهود.. والتقرير الطبي.. وهناك ايضا طعن علي الحكم.. وللعلم فقد بذلنا مجهودا كبيرا بمعاونة المحامي المحترم عاصم قنديل للحصول علي جميع المستندات التي تفيد القضية وتم بالفعل استيفاء جميع الاوراق ونحن في انتظار النظر فيها من جديد.
وماذا ستفعلين اذا تم فحص الأوراق وجاء الحكم مطابقا لحكم القضاء البريطاني؟!
أقولها صراحة ان شقيقتي سعاد مستحيل ان تفعل ذلك لخوفها الشديد من ربنا.. بالاضافة لثقتي الشديدة في القضاء المصري والمستندات الجديدة التي لديه وسوف تكون لصالحنا وانصاف سعاد حسني.
وماذا عن مرضها في سنواتها الاخيرة.. وآلام الظهر والأسنان.. والأدوية الكثيرة مضافا اليها الاكتئاب.. ألا يكون كل هذا دافعا للهروب من الحياة بالانتحار؟!
تقول: .. أي انسان يتعرض في حياته لأزمات صحية خطيرة.. وأدوية وعلاج.. وسفر بحثا عن الشفاء.. أما ان تكون الامراض والحزن والاكتئاب سببا ودافعا للانتحار.. فأقولها للمرة الثانية مستحيل.. سعاد تعرف ربنا وتخشاه.. ولديها ايمان وعزيمة وثقة بالله سبحانه وتعالي.
.. المشهد الثاني..
فلاش باك..
ولدت سعاد حسني في 62 يناير 3491.. وغنت وهي طفلة صغيرة عمرها 4 سنوات امام ميكروفون الاذاعة ضمن برامج الاطفال مع بابا شارو.. كبرت الطفلة .. ونضجت واصبحت شابة.. وكان الفضل الاول يعود لزوج امها عبدالمنعم حافظ.. والذي اقتنع بموهبتها.. وحبها للغناء والتمثيل.. وتلعب الصدفة دورا بارزا في حياتها.. حيث كان هذا الرجل الذي قام بتربيتها مع شقيقتيها من الاب »كوثر وصباح«.. صديقا للكاتب والشاعر والصحفي المتميز عبدالرحمن الخميسي.. فقدمها له.. وكانت البداية وأولي الخطوات مع السينما.
.. الاكتشاف ..
الخميسي.. رجل متعدد المواهب صحفي وكاتب ومؤلف وشاعر وكاتب قصة ودراما اذاعية وسينمائية وفوق كل هذا.. كشاف للمواهب.. والوجوه الجديدة.. يري سعاد حسني لاول مرة.. فيقرر تبني موهبتها.. وتعليمها وتدريبها.. واسناد البطولة المسرحية لها حيث تلعب دور أوفيليا علي المسرح أمام روميو.. في احدي مسرحيات شكسبير.. في الوقت الذي كان يحرص علي الذهاب يوميا الي الاذاعة لمتابعة تسجيل حلقات المسلسل الجديد الذي كتبه ويحمل عنوان »حسن ونعيمة« وكانت تقوم بدور نعيمة في المسلسل الاذاعي الفنانة كريمة مختار.. صاحبة الصوت المميز.. الجميل.. وجاءته الفكرة.. عندما لفتت سعاد حسني انتباهه بأدائها علي المسرح.. والفكرة في أن يقوم بتحويل هذا العمل الاذاعي لفيلم سينمائي لتقوم ببطولة سعاد حسني كوجه جديد علي شاشة السينما المصرية.. ولذا كان يقوم باصطحابها معه لاستديو الاذاعة وكانت تعليماته لها حاسمة وصارمة.. هي ان تجلس في ركن بعيد من الاستديو.. لتتعلم وتتابع اداء كريمة مختار وكيفية التعبير بالصوت عن المشاعر النفسية والداخلية لشخصية نعيمة.
.. أمام الحلم ..
قبل أن تقف سعاد حسني امام كاميرات السينما.. جاء عبدالرحمن الخميسي بالفنان ابراهيم سعفان.. ليعلمها فن التمثيل والاداء امام الكاميرا.. بالاضافة الي بعض المدرسين المتميزين لتعليمها القراءة والكتابة.. حيث انها لم تلتحق بالمدرسة منذ ميلادها وحتي تلك اللحظة والتي اصبح عمرها 51 عاما.. وبعد ان يطمئن الخميسي انها سريعة الفهم والحفظ والاستيعاب والتعلم.. والذي استغرق شهورا طويلة.. قدمها للمخرج الكبير هنري بركات صاحب الرصيد الاوفر لافلام فاتن حمامة.. ولم ينتظر ليفكر فقد وقع اختياره علي وجه جديد آخر ليلعب دور »حسن« أمام »نعيمة« وهو المطرب الواعد محرم فؤاد لتكتمل الصورة امامه.. ويذهب بعد ذلك للموسيقار محمد عبدالوهاب ليعرض عليه انتاج الفيلم من خلال شركته.. إلا ان عبدالوهاب يتردد في الموافقة.. وبعد إلحاح وإصرار من الخميسي يوافق اخيرا.. لتدور الكاميرا وتتفجر موهبة سعاد حسني السينمائية بأدائها الممتع.. وتنجح في أول ظهور لها.. ويحقق الفيلم النجاح ايضا.. وتتحقق أولي خطوات الحلم.. ليسطع نجمها كوجه جديد.. لتتوالي الافلام.. والنجاحات وتصبح في سنوات قليلة نجمة سينمائية معروفة.
.. المشهد الثالث ..
في الوقت الذي يصنع فيها الفنان مجده.. وشهرته.. وطموحه.. ونجاحه..ينسي في زحام هذا النجاح.. انه يصنع في نفس الوقت سجنه.. ان جمهوره الذي أحبه.. وجعله بهذا الحب نجما لامعا.. يصبح هذا النجم في نهاية المطاف وحيدا.. حزينا.. مريضا.. رغم شهرته الكبيرة.. وحب الملايين له.. ويصبح الزمن أول عدو له.. وخاصة عندما يكون النجم امرأة.. يغيب عنها الجمال والرونق والانوثة.
جاء فيلم »خللي بالك من زوزو« ليضع سعاد حسني في مقدمة الصفوف.. فقد التقت الموهبة المتفجرة داخلها بالعبقرية والتميز والابداع لدي المكتشف الثاني لقدرات سعاد حسني الفنية انه الشاعر والرسام والفنان والكاتب والمبدع والزجال صلاح جاهين وكان يحاول أن يخرج من حالة الاكتئاب والحزن الذي اصابه مثل ملايين المصريين بسبب نكسة 7691.. ومع مرور السنوات وبدايات عام 1791.. فكر وقرر وكتب وابدع فكرة لفيلم »خللي بالك من زوزو« مع كلمات لاغان جديدة.. رشيقة.. جريئة.. وحدوتة بسيطة لشابة جامعية من شارع محمد علي.. تتحدي ظروفها بثقة وكبرياء وتلتقي الموهبة مع العبقرية مع الظروف.. والعودة للموسيقي الرائعة لكمال الطويل الذي تجمعه صداقة بصلاح جاهين وأقنعه بالعودة للتلحين هو الآخر.. ويذهب كمال الطويل الي منزل جاهين.. ليجد سعاد حسني.. وكلمات الاغاني للفيلم بعد اقناع ومحاولات.. وشرح لفكرة الفيلم يتحمس الطويل.. ولايجد امامه في تلك اللحظة سوي باب غرفة جاهين ليبدأ بنقرات صغيرة وترديد للكلمات.. ليقف بجانبه صلاح جاهين حاملا الكاسيت لتسجيل أولي أغاني فيلم »زوزو« ويتم تصوير الفيلم وعرضه مع بدايات عام 2791 ويحقق نجاحا مبهرا.. ويستمر عرضه لمدة عام كامل نظرا لاقبال الجماهير.. وتصبح سعاد حسني بعد هذا الفيلم سندريللا السينما المصرية.. ليأتي بعده فيلم »أميرة حبي أنا« لنفس فريق »زوزو«.. ويقوم كمال الطويل ايضا بوضع ألحان كلمات الاغاني الرائعة التي كتبها جاهين.. وأشهرها »الدنيا ربيع والجو بديع.. قفلي علي كل المواضيع«.. لتقف السندريللا علي القمة.. وتصل الي ما كانت تحلم به.. القمر.
.. فلاش باك ..
وأعود الي جنجاه.. وأسألها عن سعاد حسني الانسانة والفنانة والتي اقتربت منها كثيرا.. وعاشت معها في منزلها بالزمالك.. وأصبحت المساعدة لها.. وصندوق أسرارها.
.. تقول: سعاد أمي وأختي وحبيبتي.. وعلاقتي بها كانت أكبر من علاقة أخت كبيرة بشقيقتها الصغري.. فقد تركت بيت أمي وابي وعمري 15 عاما واقمت معها اقامة دائمة.. كانت فيها كل صفات الطيبة والحنان والأمومة.. كانت تمنح الحب لكل البشر دون انتظار مقابل.. ولا تبخل بالجهد والمال للأهل والاشقاء.. لايعرف قلبها الحقد.. وكانت تلتمس العذر لمن يسيء إليها.
كثير من نجوم السينما عندما تنحسر عنهم الاضواء يفضلون قضاء حياتهم ما بين الوحدة.. والقلق.. والحزن والمرض.. ماذا كانت تفعل سعاد حسني عندما تكون في بيتها؟!
عايزة أقولك أن سعاد حسني كانت دائما رغم النجاح والشهرة والاضواء.. إلا انني قليلا ما أجدها حزينة.. رغم آلام المرض التي كانت تحاصرها.. وتعتبر كل ذلك ابتلاء من الله.. وان الشفاء قريب ولذا كانت تحرص علي متابعة حالتها الصحية باستمرار.
ولكنها في السنوات الأخيرة ابتعدت عن مصر اختارت أن تعيش في لندن.. للعلاج؟!
تقول: كل انسان يمر بفترات صعبة وقاسية عندما يهاجمه المرض.. ولكنه يتحمل وسفرها للندن كان للعلاج.. ونظرا لقربي منها باعتبارها بمثابة الأم والاخت والصديقة.. انها كثيرا ما كانت تحرص علي تواجدها في البيت.. فهي لاتحب السهرات أو حضور الحفلات.. ولديها كبرياء وعزة نفس كبيرة جدا..
.. حليم ..
تزوجت سعاد حسني 5 مرات في حياتها.. أول الازواج كما ردد البعض من المقربين بثقة كان العندليب عبدالحليم حافظ وقت أن شاركته ثاني أفلامها »البنات والصيف« وكانت تلعب في هذا الفيلم دور شقيقته.. إلا ان تلك المعلومات التي ترددت بعد رحيله في 7791 لم تتأكد حتي الآن.. لكن هناك 4 ازواج آخرين كانت سعاد قد ارتبطت بهم رسميا أولهم المصور السينمائي صلاح كريم ولم يستمر زواجهما إلا لمدة عام، ثم تزوجت من المخرج السينمائي علي بدرخان ودام زواجها منه 11 عاما، لتتزوج بعده الفنان زكي فطين عبدالوهاب ابن المطربة الراحلة ليلي مراد والمخرج فطين عبدالوهاب واستمر الزواج عدة أشهر.. أما آخر أزواجها فكان المؤلف والسيناريست ماهر عواد وتوفيت وهي علي ذمته.
ونعاود السؤال مرة أخري عن حياة سعاد حسني والبحث عن الاستقرار وتكوين اسرة صغيرة بالزواج؟! وماذا تعرف عن أزواجها؟!
تجيب جنجاه بأنها لم تعاصر سعادفي فترات زواجها الأولي نظرا لصغر سنها في تلك الفترة وتؤكد أن العائلة اعترفت أخيرا بزواج حليم من سعاد..والوحيد الذي اعرفه جيدا ويتواصل معنا لمتابعة قضية سعاد هو زوجها ماهر عواد ومازال دائم الاتصال.. ولا اقول هنا إلا أن الزواج قسمة ونصيب وكانت سعاد رحمها الله لاتتحدث عنهم جميعا إلا بكل الخير والحب.
وهل كانت علاقتك بها كشقيقة صغري لها مقصورة علي تواجدك في المنزل؟ أم انها كانت تحرص علي أن تكوني معها عند تصوير افلامها؟!
علاقتي بها لم تكن علاقة أخت بشقيقتها داخل البيت بل كنت لا افارقها وخاصة اثناء تصويرها لافلامها الاخيرة فقد كنت اعيش معها كظلها .
الافلام ..
قدمت سعاد حسني علي مدي مشوارها الفني اكثر من 68 فيلما سينمائيا.منها حسن ونعيمة، القاهرة 03، الكرنك، غروب وشروق، الزوجة الثانية، شفيقة ومتولي، وأميرة حبي أنا، وخللي بالك من زوزو، وغيرها.
وأسأل مرة أخري شقيقتها الصغيرة جنجاه.. هل تشاهدين أفلام سعاد حسني الآن.. بعد رحيلها؟!
الحزن والصمت.. الألم والصمت.. الانكسار والصمت.. قبل رحيلها كنت أحفظ افلامها.. بعد الرحيل أبكي كثيرا.
.. وتبقي السندريللا.. حاضرة دائما في العيون والأذهان.. بفنها الجميل.. وابتساماتها العذبة.. وادوارها الرائعة.. فمازال هناك الملايين.. الذين يعشقون اداء وفن وملامح وسعاد حسني.
.. ويأتي الربيع معها دائما باسما.. سعيدا.. لنغني معها »الدنيا ربيع.. والجو بديع.. قفلي علي كل المواضيع« وأميرة حبي أنا.. أميرة القلوب.. وسندريللا السينما المصرية.. التي كانت تحلم.. وتغني لنفسها وهي طفلة صغيرة »أنا سعاد.. أخت القمر.. الي ان وصل اسمها.. ونجمها إلي القمر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.