نبذة عن البناء الأخضر «Green Architecture» وما هو مفهومه؟ البناء الأخضر هو فكرة بدأت بالولايات المتحدةالأمريكية وذلك بعد ظهور ظاهرة ثقب الأوزون وكيفية الحد من الانبعاثات الحرارية وأيضا لحل مشكلة الطاقة المستهلكة فى المنشآت بشكل عام ومنها نشأت فكرة العمارة الخضراء «Green Architecture» والمقصود من العمارة الخضراء هنا ليس فقط زراعة اماكن خضراء وإنما تنفيذ برنامج تم وضعه وهو ما يسمى «leed» الذى يقوم على عدة معايير رئيسية وهم كالأتى: أولا: اختيار الموقع بحيث يكون بعيدا عن مقرات السيول ومراكز الزلازل وامان بشكل كبير ويتبع لمخططات الدولة فى التنمية العمرانية. ثانيا: اختيار المواد المستخدمة فى البناء بحيث تكون صديقة للبيئة اومصنعة من مواد تمت اعادة تدويرها اوهى نفسها من مواد قابلة للتدوير. ثالثا: ترشيد الطاقة بحيث يجب استخدام الطاقة (الى حد كبير قدر الامكان وحسب اقتصاديات المشروع) بالمشروع اعتمادا على المصادر الطبيعية كالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح كما يتم احتساب ترشيد الطاقة عن طريق تقليل نسبة الاكتساب الحرارى للفراغات الداخلية بالمشروع وذلك باستخدام واجهات زجاجية أصغر من حيث المساحة مما يؤدى إلى ترشيد استخدام الطاقة المخصصة للتكيف مثلا. رابعاً: ترشيد استهلاك المياه العزبة عن طريق عمل محطات لمعالجة مياه الصرف واستخدمها فى رى المساحات الخضراء هذا ليس فقط وانما أيضا معالجة مياه صرف الاحواض واستخدمها فى تعبئة صناديق الصرف الخاصة بالحمامات مما يؤدى إلى خفض الأحمال على شبكات الصرف الخاصة بالدولة وايضا يقوم بترشيد الاستهلاك لمياه الشرب العزبة. خامسا: التهوية والإضاءة الطبيعية للفراغات الداخلية حيث تتم دراسة كمية الإضاءة والتهوية لكل فراغ داخل الوحدات ليتلاءم مع المعدلات المحددة بالمواصفات الخاصة بالبناء الأخضر كما تتم دراسة حركة الهواء حول الكتل المبنية لتلطيف الغلاف الخارجى للمبنى واتاحة فرصة تغلغل الرياح بين عمران المشروع وذلك قد يكون بتشكيل الكتل أو توجيهها أو باستخدام عناصر زراعية كالأشجار وغيرها لتوجيه حركة الرياح بالمكان مما يساعد ايضا على تقليل نسبة الاكتساب الحرارى للفراغات الداخلية بالمنشآت. سادسا: إعادة تدوير المخلفات وهو يقوم على فصل المخلفات من المنبع وبالمشروع ككل عن طريق وضع 3 صناديق للقمامة مثلا ملونة ومبين عليها المواد الملقاة بها سواء كانت مواد بلاستكية أو مواد عضوية أو مواد زجاجية اوغيرها وهو ما يعود على سكان المشروع بالنفع المادى من بيع تلك المخلفات بعد فصلها لكى يتم تدويرها وأيضًا صحى دون تحميل قاطنى المشروع اى مصاريف خاصة بالنظافة وايضا يساعد الحكومة فى خلق بيئة نظيفة والحد من التلوث بها وايضا يقلل من استهلاك المواد الطبيعية عن طريق تدوير كميات المعادن المستخرجة من المخلفات. ولذلك علينا أن نعى أن العمارة الخضراء "" Green Architecture"" هى سلوك نريد أن نعممه فى مجتمعنا ونعلمه له –عن اقتناع- فهو سلوك يغرز فى المجتمع القيم والاخلاق الحميدة لانها تساعد على تربية جيل يقوم على ترشيد استهلاك المياه والكهرباء للمصلحة العامة قبل النفع الشخصى وايضا المحافظة على النظافة فهو يحافظ على نظافة بيته ومجتمعه وبلده ويذكرنى هنا أننى عندما كنت بالولايات المتحدةالأمريكية كانوا يتعرفون على مدى ثقافة الشخص بسؤاله لمن يزورهم عن سياسة التدوير لديهم عند شربه لمشروبات غازية مثلا اوقبل أن يلقى بأى شىء لديه. ما الهدف من البناء الاخضر؟ الهدف من العمارة الخضراء هو إنشاء مجتمعات صحية وبيئة نظيفة تقوم على المشاركة المجتمعية من اجل تحقيق مستقبل افضل للإنسانية فمثلا فى مثل هذه المجتمعات التى تقوم على المشاركة الاجتماعية هناك ما يمسى Car Pooling وهو عبارة عن اتفاق مجموعة من ساكنى العقار على توفير استخدام سياراتهم ومشاركتهم بعضهم البعض فى استخدام سيارة واحدة وذلك بالتبادل مما يوفر الاستهلاك العام للطاقة ويساهم فى حل أزمة المرور الطاحنة وهو ما يطبق حاليا على مشروع فلورنتا الخاص بشركة ابراج مصر. هل هناك بناء اخضر فى مصر؟ نعم هناك مشاريع بمصر قائمة على مفهوم الGreen Building ولكن هى مبان ادارية ولكن هناك مشروع سكنى تحت التنفيذ بالهضبة الوسطى بالمقطم تابع لشركة ابراج مصر يسمى «فلورنتا» يقوم على العمارة الخضراء ويشرف عليه من حيث التوافق مع معايير البنايات الخضراء «المركز المصرى للبناء الأخضر» وهو تحت التنفيذ حاليا. ما هو مستقبل العمارة الخضراء فى مصر وما هو دور الحكومة؟ إن العمارة الخضراء هى المفهوم الجديد فى البناء على مستوى العالم ككل ولذلك فعلينا تبنيه سواء معماريين اومستثمرين اما دور الحكومة فعليها أن تقوم بأكثر من خطوة منها: -- اولا: أن توفر الحافز لأصحاب المشروعات السكنية اوغيرها لكى يتم الاعتماد على البناء الأخضر وتطبيق مواصفات الleed أو الاشتراطات الخاصة بالعمارة الخضراء المحددة من «المجلس المصرى للبناء الأخضر» التابع للمركز القومى لبحوث الإسكان والبناء الخاص بوزارة الإسكان وذلك لأن هذا النظام يقوم على توفير كميات كبيرة من الطاقة وانشاء بيئة صحية سليمة وان يقوم المركز بالإشراف على تلك المشروعات لكى يتأكد من تنفيذ المشروع كما يجب والوقوف على ما تم تطبيقه من البرنامج الموضوع. -- ثانيا: توفير انظمة لحث المواطنين على ترشيد الاستهلاك عن طريق حملات توعية وايضا للنهوض بالمستوى الثقافى للمجتمع. -- ثالثا: وضع منظومة متكاملة للنهوض بالبناء الأخضر وتشجيع المستثمر على إنشاء مجتمعات قائمة على هذا الفكر «العمارة الخضراء» وذلك لكى يصبح مجتمعًا صحيًا نظيفًا.. وأخيرًا أود أن أقول: العمارة الخضراء هى بالفعل ما نريد أن نزرعه بمجتمعنا كى يحصد أولادنا ثماره (بيئة سليمة لجيل سليم). نشر بعدد680 بتاريخ 23/12/2013