· الفن لا يعرف المجاملة ومحمد جمال العدل مخرج متميز.. والبطولة المطلقة لا تهمني .. وانشغالي بتركيبة الدور وإضافته · أنا من كبار السينما وأرفض أن أكون من كبار الواقع.. وإذا انتشر رجال الأعمال الفاسدون فستختفي دولة القانون ويعم الفساد والفوضي الحوار مع الفنان خالد الصاوي لا يمكن أن يكون فنياً فقط، فلابد أن يتطرق إلي السياسة والفكر، فهو فنان مثقف صاحب موقف سياسي، علاوة علي أنه أديب وشاعر. اضافة إلي ما تعكسه ملامحه من قوة شخصية وصرامة أحياناً.. يرفض «التقولب» والانحصار في شكل واحد. في حواره مع «صوت الأمة» فاجأنا بأنه لن ينتخب الرئيس مبارك ولا نجله جمال ولا حتي د. محمد البرادعي، بل سيختار حمدين صباحي، وأنه ليس مهتماً بأن يكون رئيساً حتي لا ينشغل عن فنه. وفي الفن قال انه سعيد بدوره في فيلم «الكبار» حيث يقدم دوراً جديداً وقال إن الفن لا يعرف المجاملة، وأنه لا تشغله البطولة المطلقة رغم أنه من أصحاب البطولات في عدة أفلام، فالذي يهتم به هو تركيبة الدور واضافته للفنان، فإلي نص الحوار. هل استهواك دور رجل الأعمال الشرير لتقدمه في فيلم الكبار؟ - بداية ، الفيلم هو عودة جيدة للسيناريست بشير الديك بعد غياب، واخراج شاب مميز هو محمد جمال العدل، وبطولتي مع عمرو سعد وزينة ومحمود عبدالمغني.. ودوري فيه جديد علي لم أقدمه من قبل وهو ما استهواني، فشخصية «محمد أحمد الحاج» رجل الأعمال صاحب النفوذ الكبير والسطوة التي جعلته يستهتر بشكل «عيالي» وهو يمثل الشر لدرجة الغرور وينظر لمن تحته وكأنهم «حشرات» مثلما نظر إلي «كمال» الذي يجسده عمرو سعد ولاستهانته به قتله وهذا نتيجة غبائه. هل تعتبر نفسك في الواقع من الكبار؟ - اسم الكبار هو الأخير الذي استقر عليه المخرج، وإن كان عاجبني اسم للكبار فقط، لكن في النهاية الاسم يرجع للكاتب والمخرج. و«الكبار» يعطي انطباعاً أن المجتمع مريح أكثر للأغنياء وأصحاب النفوذ وغير مريح للفقراء وعامة الشعب. وفي الحقيقة أنا لست من الكبار فأنا في الآخر أتقاضي أجراً ولا أملك رأس مال أو سلطة سياسية، وليس لأني مصدر نجومية وحب الناس وهذا لا يجعلني فوق القانون. هل شخصية «الحاج» تمثل نموذجاً نعرفه في المجتمع؟ - الشخصية التي قدمتها موجودة في المجتمع، وهي لا تقصد شخصاً بعينه، فهناك رجال أعمال كثيرون فاسدون وآخرون أسوياء. بما أنك دارس قانون ومارست المحاماة ما رأيك في الأزمة الحالية بين المحامين والقضاة؟ - طبعاً، أنا لست مع ما حدث وأقول للطرفين يجب أن تكونوا أكبر من ذلك وألا تضعوا ثغرة لمزيد من الفوضي فهذا يزعزع ثقة الناس. ولا أؤيد ما فعله الطرفان. ولن أساند المحامين رغم أنني مارست المحاماة ووالدي محام كبير، لسبب واحد هو أن المحامين والقضاة يمثلان هيئة قضائية واحدة وأرجو ألا يتضخم الأمر أكثر من ذلك. لمن ستعطي صوتك في الانتخابات الرئاسية؟ - لن أعطي صوتي للرئيس مبارك أو نجله جمال، ولن أعطيه للبرادعي الذي يري البعض أنه قوة تغيير دون أن يعلموا ما الذي سيغيره، فالتغيير ليس حكراً علي البرادعي. كما أنني لا أؤيد الإخوان ولا الأحزاب. هل يعني ذلك أنك لن تشارك بإبداء صوتك؟ - بالطبع لا، فلن أتنازل عن حقي في التصويت ولكني سأرشح حمدين صباحي والسبب أنه يأخذ بالاشتراكية الصرفة تجاه العمال. ولكن حمدين اختار البرادعي؟ - لو فعل ذلك فلن أختاره، فلن أختار إلا الصالح للمنصب وسأبحث عن مجموعة جديدة تنحاز لقوي الشعب وتعمل لمصلحة العمال البسطاء. ولماذا لا ترشح نفسك؟ - هذا أمر وارد في تفكيري ولكن ليس وقته الآن لأنني منشغل بالفن، والرئاسة ستشغلني عنه وتأخذ كل وقتي. ماذا لو انتشر نموذج «الحاج» في المجتمع؟ - تصبح كارثة، فالمجتمع وقتها سيكون فوق القانون وستغيب دولة القانون والمؤسسات وينتشر الظلم والفساد وتعم الفوضي، وهذه هي الرسالة التي قدمناها في فيلم الكبار.