عزيزي القارئ بمناسبة العدد 500 لجريدة «صوت الأمة» ومرور عشر سنوات علي صدور جريدة مستقلة كان لها دور كبير اشاع مساحة الحرية في التعبير عن الرأي ونقد النظام الحاكم وكشف فساده أردت أن أدخلك عالم الجريدة ومطبخها الذي تصنع فيه فالسمة الأساسية في صناعة الجريدة تتلخص في أن الصحافة ليس لها كبير فمهما كنت قديما في المكان أو تمارس الصحافة لأكثر من عشر سنوات لا تعتقد مادمت في «صوت الأمة» أن صفحتك محجوزة أو موضوعك لابد أن ينشر لأنه من السهل جدا أن يأتي شاب صغير في سنة أولي صحافة يحتل أكبر المساحات في الجريدة مادام جاء بموضوع صحفي جيد أو انفراد أوخبطة يعني من الآخر نحن كصحفيين في الجريدة نتنافس بشرف سواء كنا كبارا أو صغارا. السمة الثانية في الجريدة أن سياستها لاتتغير بتغير رؤساء تحريرها والذين أعتقد أن ابدع رؤساء تحرير الصحف في مصر هم السمة الثالثة وأن كل رئيس تحرير في الجريدة له لزمة معينة يعرفها كل محرري الجريدة وكثير ما نرددها ونضحك.. سأتكلم علي من عايشتهم في الجريدة من رؤساء التحرير لأنني للأسف لم يسعدني الحظ لأعمل مع الاستاذ عادل حمودة، حيث بدأت رحلتي مع الجريدة أثناء رئاسة الاستاذ إبراهيم عيسي لها والذي أؤمن بإنه إذ لم يكن كاتبا سياسيا رائعا لكان ممثلا كوميديا يطاول في شهرته عادل إمام فهو صاحب «إفيه» وقادر علي أن يضحكك في كل جملة يقولها، كانت أهم قفشاته معنا عندما اجتمع بنا واشتدت المناقشة ورأيت أن أعاتبه فقلت له أنت أول مرة تقعد معنا في اجتماع وهو في ذلك الوقت كان تاركا عملية التحرير برمتها للأستاذ وائل الإبراشي فرد قائلا: وها تكون آخر مرة وضحكنا، أما الأستاذ وائل الإبراشي فهو هادئ الطباع خلوق تحدثه وتظن أنه مشغول وغير مهتم لتفاجأ بعد يومين بأنه يسألك عن الموضوع الذي كنت تحدثه فيه، صاحب لزمة يقولها لكل الصحفيين ليشعرهم بحجم المسئولية الملقاة علي عاتقهم فعندما يدخل عليه صحفي في مكتبه يقول له «ضيعتنا يامحمود أو رضا أو عنتر» أو إيمان فين الشغل فين الخبطات وهذه الجملة دائما ما تشعرني بأنني مقصرة وأن الدنيا واقفة علي وخبطاتي الصحفية لدرجة أن رئيس التحرير ينتظرها وعلي العكس عندما يأتي صحفي في الجريدة بموضوع صحفي أوانفراد يقول له الأستاذ وائل «ياقوتك»، أما الدكتور عبدالحليم قنديل فهو رجل شديد الذكاء ومتحدث لبق قادر علي أن يواجهك بأخطائك ببساطة أهم لزماته «أيوه ياجميل إيه فينك ياجميل وفين الشغل» وهذه الجملة يقولها لكل الصحفيين أما الأستاذ سيد عبدالعاطي صاحب مرحلة الهدوء النسبي في الجريدة برغم أن مقالاته كانت كالعاصفة ولكنه جعلنا نهتم ببعض النواحي الإنسانية والاجتماعية وبرغم هدوئه وأخلاقه الدمثة إلا أنه كان يتعصب عندما يتكلم معه صحفي عن فكرة تحقيق ويقول «مافيش حد يتكلم علي الشغل أنا عاوزه مكتوب ويدق بيديه علي المكتب بعنف» أما بالنسبة لزملائي الصحفيين فكل واحد له شخصيته المميزة فمحمود الضبع صاحب اسلوب رشيق في الكتابة كما أنه صاحب لهجة صعيدية مازال محتفظا بها برغم استقراره في القاهرة منذ سنوات عديدة، أما زميلي رضا عوض فهو مهندس قسم الحوادث الذي يحضر الماجستير منذ عشر سنوات في معهد الدراسات الإفريقية بسبب انشغاله بمهنة الصحافة أما عنتر عبداللطيف المسئول عن الملف القبطي والذي نشك أنه تنصر بواسطة زميلنا صمويل عشاي وذلك يرجع لاهتمامه الزائد بمشاكل وهموم الأقباط في مصر، صاحب أشهر لزمة بائسة «الحياة عبث» أما زميلي أحمد أبوالخير وفهو قادر علي أن يصنع ملفا صحفيا بمفرده من تصريح لوزير في مجلس الشعب كما أنه صاحب أشهر رنة في الجريدة بتقول «ندا تحب بابا» وندا هي ابنته الوحيدة. أما قديسة قسم الحوادث زميلتي ريهام عاطف الهادئة في جميع الأحوال وصاحبة لزمة« وإيه يعني» والتي مازالت تكافح بجواري حتي نخترق السيطرة الذكورية علي المناصب في الجريدة والتي عرفت بأنها جريدة طاردة للصحفيات حيث هجرتها زميلتي هدي أبوبكر ورحاب الشاذلي إلي جريدة الدستور كما هجرتها سحر طلعت إلي اليوم السابع وكذلك سبقتهمن زميلتي دعاء سلطان إلي الدستور وهذا بلاغ إلي من يهمه الأمر من جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة المتوحشة في المجتمع المصري.