أنا فخور جدا بانتمائي إلي هذه المؤسسة الصحفية المتميزة.. واستطيع أن ادعي أنني ساهمت بجهد متواضع في وضع لبناتها الأولي.. وبقدر ما اعطيت لهذه الدار.. فإنها اعطتني اكثر..اعطتني الشهرة والمال.. وقبل هذا وذاك عرفت من خلالها كيف اتواصل مع الآخرين.. وكيف ابني جسرا بيني وبينهم وبمناسبة صدور العدد «500» من هذه المطبوعة المتميزة.. أعود بالذاكرة إلي عشر سنوات مضت.. عندما تلقيت اتصالا تليفونيا من أخي وصديقي عصام إسماعيل فهمي.. يزف إلي البشري والخبر السعيد .. رخصة صوت الأمة في جيبي.. قالها بفرحة الواصل إلي بر الأمان.. بعد اشتداد الرياح وتلاطم الامواج.. صرخت من الفرحة.. وقلت له ألف ألف مبروك.. وسألته من رئيس التحرير المنتظر.. قال .. مفاجأة ستعرفها عندما نلتقي.. موعدنا السابعة مساء في فندق.. بشارع جامعة الدول العربية.. عرفت عصام فهمي عندما كان رئيسا لمجلس إدارة جريدة الدستور والتي كان يرأس تحريرها صاروخ الصحافة المستقلة الكاتب والصحفي الكبير الاستاذ إبراهيم عيسي.. وبعد اغلاق الدستور بفعل فاعل.. ظلت علاقتي ممتدة بالانسان الطيب عصام فهمي.. وكنا نلتقي بين الحين والآخر علي مقهي في شارع الملك فيصل.. وكنت أقول له ستعود الدستور.. وصدقت كل توقعاتي وعادت الدستور يومية.. تزاحمت الافكار في رأسي وأنا استرجع شريط الذكريات.. وحاولت كعادتي أن أغفو قليلا في ساعات القيلولة.. ولكن الفرحة وانتظار الموعد طيرا النوم من عيني.. في السابعة تماما وصلت إلي بهو الفندق.. وجدت الاستاذ عصام وبصحبته الكاتب الصحفي الكبير الاستاذ عادل حمودة.. وبالطبع ايقنت أنه رئيس تحرير المطبوعة الجديدة.. وعادل حمودة غني عن التعريف فهو أشهر من النار علي العلم.. وكان رئيسا لتحرير مجلة روزاليوسف ووصل بتوزيعها إلي أرقام قياسية.. وأبعد عن رئاسة تحرير المجلة بفعل فاعل، كما حدث مع الدستور ولنفس السبب الذي أغلقت من أجله وعندما بدأنا نتحدث في التفاصيل والموعد المنتظر للصدور شعرت بالثقة والتفاؤل.. لأن أي مطبوعة ستحمل اسم عادل حمودة سيكتب لها النجاح بإذن الله.. فهذا الرجل معجون صحافة وموهبة في الكتابة وإدارة دفة الحديث.. قلمه جريء.. واسلوبه السهل الممتنع.. وكلماته علي الورق تشبه عناقيد العنب وحبات المانجو «العويس» و«الفونس» التي استوت علي عودها.. أو كما نقول بالعامية «مستوية علي أبوها».. ولا يعرف طعم وحلاوة عنقود عنب تقطفه من التكعيبة.. أو ثمرة مانجو تسقط بعد هز فرع من شجرتها.. إلا من خبرها وعاش تحت ظلها!. كلمات عادل حمودة تشبه هذه الفواكة اللذيذة ويضعها علي الورق ليلتهمها القراء.. وصدر العدد الأول من الاصدار الثاني ل«صوت الأمة» ونفد فورا من الاسواق.. وبدأت النجاحات تتوالي.. والحفاظ علي القمة دائما ما يكون أصعب من الوصول اليها ! ولظروف خاصة ترك عادل حمودة «صوت الأمة».. ليمسك بالدفة ويتولي القيادة ربان ماهر آخر اسمه إبراهيم عيسي .. هذا الصحفي الشاب الذي قاد ثورة التغيير في الصحافة المستقلة عندما ترأس تحرير جريدة الدستور التي حققت مع إبراهيم عيسي نجاحا متميزا وتفردا في الشكل والمضمون عن باقي المطبوعات الموجودة علي الساحة.. لقد عايشت تجربة الدستور من مقرها في شارع قصر النيل ثم إلي مقرها الثاني في شارع ضريح سعد بالقصر العيني، ورأيت كيف يمكن تحقيق النجاح والاكتساح بامكانيات بسيطة.. وكان لابد من فرملة هذا النجاح واغلاقها!.. وأصبح الكثير ممن كان يشاركون في تحريرها نجوما في صحف أخري وعلي شاشات الفضائيات!.. استمر ابراهيم عيسي لفترة في رئاسة تحرير صوت الأمة، وتسلم من بعده الراية الكثير من الزملاء الافاضل حتي وصلت رايتها إلي الزميل والصديق المهذب الاستاذ وائل الابراشي والذي يقودها الآن بحنكة واقتدار.. ومن حين إلي آخر يفاجئنا الاستاذ وائل بحملات صحفية علي بعض أوكار الفساد التي أصبحت أكثر من الهم علي القلب في مجتمعنا.. وبسبب إحدي هذه الحملات احالوه إلي محكمة الجنايات!.. وتبقي كلمة أقولها في حق صاحب هذه المؤسسة الأخ والصديق عصام فهمي شفاه الله وعفاه.. انني منذ عرفته لم يتغير فهو نعم الأخ وكما يقولون صاحب صاحبه لا يتخلي عنه مهما كانت العواقب.. والحمد لله أن من عليه بأبناء من صلبه يحملون الآن رايته ويكملون مسيرته ويتولون إدارة اصداراته المتعددة.. تحية إلي حبيبتي ومعشوقتي «صوت الأمة» في عددها الخمسمائة وعقبال العدد الألف.. يعني عشر سنوات أخري قادمة .. ياتري مين يعيش! نجاح الصاوي