· محمد حبيب : لا نمانع في أن يرشح الآخرون امرأة أو قبطيا ولكننا نرفض أن نفعل ذلك أثارت تصريحات الدكتور كمال الهلباوي - المتحدث الرسمي باسم جماعة الأخوان المسلمين في اوروبا - حول ضرورة تخلي جماعة الاخوان المسلمين عن رفضهم تولي المرآة والأقباط رئاسة الجمهورية - حسبما جاء في برنامجها السياسي- اثار جدلا واسعا في أوساط الجماعة ليأتي الرد سريعا علي لسان الدكتور محمد مرسي، عضو مكتب الارشاد والمتحدث الاعلامي بإسم الجماعة والذي أكد ان برنامج الجماعة الذي يرفض تولي المرأة والقبطي ليس من اختراع الجماعة "بل هو وفقا للشروط التي وضعها الاسلام في الحاكم وان الجماعة الآن ليست بصدد مناقشة هذه القضية في الوقت الراهن، فهي(الجماعة) مشغولة اكثر باعداد برنامجها الانتخابي والتحضير للأنتخابات البرلمانية القادمة في نهاية العام الجاري "واشار الي ان الاخوان المسلمين "لا يريدون الخوض في احاديث جانبية تبعدهم عن الأهم في الفترة المقبلة ". في حين رأي الدكتور محمد حبيب - النائب السابق للمرشد - أن الخلاف قائم علي "قضية محورية تتعلق بكون الدولة الوطنية في مصر يمكن اعتبارها دولة مركزية أو دولة خلافة أم لا ، هذا اول شيء والامر الثاني المهم ايضا أن الاخوان قالوا هذا هو فقهنا ورأينا وهذا الرأي لا يصادر علي حق الآخرين في أن تكون لهم آرائهم ومواقفهم ،فمن أراد من غير الإخوان أن يرشح قبطيا او إمرأة فهو حر في ذلك". وقال حبيب أن الشعب هو صاحب الحق الأصيل في الاختيار" فإذا اراد ترشيح امرأة او قبطي فلا مانع لدينا من ذلك" ، وحول ما قاله الهلباوي من أن منع ترشيح المرأة والقبطي ليس من الشريعة في شئ قال حبيب" هذا هو فقهي ورأيي،و الاجتهاد لا يمنع أن يكون هناك رأي اخر ومختلف وبالتالي فإن الموضوع مجرد اختلاف في الرأي والاجتهاد ليس اكثر ". وبسؤاله عن امكانية التعديل في البرنامج او الاستماع الي ما قاله الهلباوي وغيره من القوي الوطنية، قال:" كل القوي السياسية لها رؤية وهذه الرؤية مبنية علي علم وفقه ، وكما نعلم فإن الفتوي تتغير بتغير الزمان والمكان وحسب المقتضي فنحن نتحدث الآن عن مصر ونقول أن الاخوان كفصيل توافقوا بناء علي فقه معين علي الا يقوموا هم انفسهم بترشيح امرأة او قبطي ولكن هذا لا يصادر علي حق الآخرين ". ويتفق معه الدكتور عصام العريان الذي قال: "نحن لسنا بصدد اصدار برنامج او الحديث عنه في الوقت الحالي فنحن نعد برنامجنا الانتخابي من اجل البرلمان ثم ان الهلباوي فات عليه تعديل جوهري قد حدث في البرنامج الا وهو اننا اكدنا كإخوان مسلمين انه في حال تقدمنا بمرشح من بيننا لانتخابات الرئاسة فهو سيكون مرشح رجل ومسلم ولكننا لا نمنع غيرنا من التقدم لهذا الموقع ونترك الخيار للشعب في انتخابات حرة ونزيهة وفق عقيدته ووفق رأيه ". واضاف العريان :" البابا شنودة نفسه تكلم بما لا يفتح مجالا لأحد للمزايدة علي الأخوان وكان في منتهي الحكمة عندما قال أن الحديث في هذا الموضوع بعيد عن التصور وليس من بين مطالب الأقباط في مصر أن يكونوا في موقع رئاسة الدولة ،هذا ما قاله البابا ولسنا نحن، وحول ما اذا كان هذا من الشريعة ام لا فعلي كمال الهلباوي ان يقدم احاديثه الشرعية لأن الاراء الفقهية في هذا في غالبيتها العظمي مع رأي الاخوان ويجب لفت الانتباه لشئ هام جدا وهو أن حزب الوفد الذي رفع شعار الهلال مع الصليب واحد أهم ركائزه هو الوحدة الوطنية لم يرأسه كحزب طيلة تاريخه أي مسيحي بداية من سعد زغلول ونهاية بالدكتور البدوي الا يلفت هذا الانتباه فهذا هو موقفنا وكما اسلفت فنحن يهمنا الآن الانتخابات وبرنامجنا الانتخابي فقط" . اما الدكتور ضياء رشوان - الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية فعلق علي هذا الجدل بقوله ان "ما قاله الهلباوي ناتج كونه رجلا يعيش في اوروبا ورأي تطور الدنيا فانعكس هذا علي خطابه وهذا يعطينا نموذج الي ان قصة أن الاخوان كتلة ثابتة او فكرة ليست متغيرة فهذا كلام غير صحيح فالظروف هي التي تغير الأفكار وبالتالي فعلي الأخوان ان يضعوا في اعتبارهم التغيرات الجديدة التي تحدث في الدنيا ويعملون علي التجديد في أرائهم بحيث تطابق الشريعة وتطابق التغيرات الموجودة في الدنيا أيضا ويستجيبوا للدعوات التي توجه لهم ". ولفت رشوان إلي أن رد الإخوان علي دعوة الهلباوي "يؤكد ان هناك تياران داخل الجماعة كل تيار منهما يحاول أن يغلب وجهة نظره علي الآخر وهذا ينعكس عليهم وأظن وأشارالي أن مسألة لا يوجد وقت الآن للحديث عما طرحه الهلباوي غير دقيقة وغير مقبولة لأن هذا الأمر من الأمور الجوهرية وليس من الأمور المرحلية وهي اهم من الانتخاب لأنها تتعلق برؤية فكرية ويجب حسمها في أسرع وقت ممكن".