· كان الأولي أن يطالب القصاص بقتل المسئول المرتشي « ابو كرش» المتورط في فضيحة المرسيدس طالب نائب الحزب الوطني- وهو خادم للسلطة من الدرجة الثالثة والخدم درجات- بإطلاق الرصاص من قوات الأمن علي المتظاهرين وقال إن كل من تظاهروا في مظاهرة 6 أبريل كان يجب فتح النار عليهم من قبل الشرطة ولقد أثار هذا الطلب الإجرامي ردود فعل ساخطة وغاضبة داخليا وخارجيا لأنه يعد تحريضا علي العنف والقتل والترويع وسفك الدماء الذكية ويخالف كافة القوانين فكيف يعاقب مواطن بالقتل دون محاكمة قضائية؟ أين العدالة ودور القضاء المصري؟ وأيضا القوانين الدولية التي تحرم ضرب العزل بالنار حتي في حالة الحرب والاحتلال إلي جانب أن هذا الطلب الأحمق يجسد منطق الطغاة بأن تحكم علي مواطنين بالموت دون أن تسمع أقوالهم ودفاعهم من خلال محاكمة عادلة. إن هذا التصريح الدموي في حقيقته رسالة من النظام والحزب الوطني علي لسان سيادته للشعب المصري تتضمن لايمكنكم انقاذ مصر من قبضتنا القوية ولكن يمكنكم إنقاذ أنفسكم بعدم اعتراض طريقنا وهو إعلان رسمي بتوقف الحضارة في مصر، وأن سيادته لم يكذب ولم يتجمل بل التزم بالتعليمات والأوامر الصادرة من أسياده وبالمصداقية في التعبير عن حزبه الحاكم وقياداته عن عقيدة راسخة لديهم أن حامل المسدس يسن القوانين فالقوة معهم ونحن العزل أهداف سهلة بالنسبة لهم كما لوكنا في نظرهم كلابا ضالة ليس لها من صاحب أو نصير، ولقد كان هذا التصريح عبارة عن بالون اختبار لمعرفة ردود الأفعال داخليا وخارجيا ودرجتها ولقد جاء رد الفعل خارجيا وداخليا سريعا وعلي غير المتوقع بما يمثل مفاجأة وصدمة للنظام فقد أدانت منظمة العفو الدولية في 20/4/2010 تصريحات القصاص وقالت في بيان لها إن هذه التصريحات المشينة بمثابة تحريض واضح علي استخدام القوة المفرطة والقتل غير القانوني وكما نعلم أن أوراق اعتماد النظام تقدم في الخارج ولاتقدم في الداخل والبركة في الأمن المركزي إلي جانب استنكار وإدانة المصريين بالخارج والداخل لهذه التصريحات النازية البربرية أي أن بالون الاختبار كانت نتائجه وخيمة ومخيبة لآمال النظام. ولم يطالب سيادته بفتح النار علي الذين نهبوا ثروة الأمة وأراضيها ومن هربوا بأموالنا لسويسرا ولندن وباريس ومن قتلوا الأبرياء في عرض البحر ومن بددوا وفرطوا في اقتصاد الأمة وأموالها بالخصخصة وشردوا العمال ومن ارتشوا وآخرهم أبو كرش في المرسيدس وهو خادم من الدرجة الأولي الممتازة. بضعة أفراد من زهرة شباب مصر أفقدوهم صوابهم لأن النظام يشعر بالخطر لكثرة ذنوبه وخطاياه ويمر بحالة خوف وفزع شديد من ثورة وغضب الجماهير المنهوبة وأن هذا الخوف مرجعه إلي الواقع العملي بعد أن بدأت مجموعات من الشعب تتحرك وتتخلي عن سلبيتها وتطالب بحقها في الحياة بعد أن أسقطهم النظام من حساباته وحول البلاد كلها إلي سجن كبير وصعقوا الأمة المصرية حتي جذورها ولم يقودوا الشعب إلي الأمان بل إلي الفقر الطاحن والآن يفكرون أن يقودونا إلي المذبحة.. ونعم القيادة. إن تحويل كل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلي قضايا أمنية فقط يعجل بنهاية النظام لأن الشعب المصري أصبح مثل برميل بارود جاهز للانفجار ليس بطلقة رصاص وإنما بأقل من ذلك بكثير فكل يوم يموت جزء منه ولهذا لن يخشي الموت ولن يخشي تهديداتكم العنترية ولتعلموا جيدا أن الشعب المصري مارد جبار وويل لكم يوم يستيقظ هذا المارد ولتعلموا أيضا أن ثورة يوليو 1952 بدأت أول ما بدأت من شباب الجامعات ولم تبدأ من ثكنات الجيش. وأخيرا أيها المصريون: في قلوبكم براكين من الغضب فاجعلوها بالله عليكم وحبيبكم المصطفي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فالبلاد ليست في أيدي أمينة والوطن ترعاه الذئاب.