كلما اشتد الزحام. وتفاقمت الأزمة المرورية.. بحثنا عن حلول.. ولايخفي علي أحد أن الاختناق المروري يتسبب في خسائر اقتصادية.. وضياع الوقت وإلحاق الضرر بالبيئة، علاوة علي التوتر النفسي الذي يسببه طول الانتظار في إشارة المرور!.. بعض قائدي السيارات يحاول الهروب من شارع مزدحم أو إشارة متوقفة بالدخول في الاتجاه العكسي.. هذا السلوك الخاطئ لايحل المشكلة، ولكن يزيدها تعقيدا وفي محاولة للقضاء علي هذه الظاهرة السيئة صدر قانون المرور الجديد ونص في إحدي مواده علي تغليظ عقوبة السير عكس الاتجاه وقدأدت هذه المادة من القانون إلي تفكير قائد السيارة قبل الاقدام علي السير في الاتجاه العكسي خوفا من الغرامة المالية الكبيرة!.. هذا عن الشوارع الرئيسية التي تخضع لرقابة رجال المرور! فماذا عن الشوارع الجانبية وما أكثرها في المناطق العشوائية التي لاتخضع لرقابة مرورية.. حدث ولاحرج.. شوارع اختلط فيها الحابل بالنابل.. سمك لبن تمر هندي .. سيارات ميكروباص بدون تراخيص .. سيارات نقل ثقيل وخفيف.. والسلاحف المتحركة المسماة بالتوك توك التي يقودها أحداث! وكل واحد يفعل ما يحلو له! السير عكس الاتجاه.. أو علي الرصيف إن وجد وطبعا النتيجة معروفة.. زحام واختناقات واشتباكات ومشاجرات وتلوث سمعي وبصري وعلي كل لون!. هذه المشكلة شغلت تفكير أحد شباب منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة.. هذا الشاب اسمه سيد حسن هداه تفكيره إلي اختراع بسيط عبارة عن مطب اصطناعي متحرك.. هذا المطب مصنوع من خامة الحديد بمواصفات خاصة ويتم زرعه في الشارع ويسمح لمن يسير في الطريق الصحيح بالمرور دون مشاكل.. أما في حالة السير عكس الاتجاه يكون المطب سببا في إتلاف اطارات المركبة وبالتالي لن يحاول صاحبها السير عكس الاتجاه حتي لاتتعرض إطارات مركبته للتلف! كما أن هذا المطب يمكن استخدامه كصادم كاوتش في الأكمنة المرورية الثابتة لمنع هروب صاحب أي سيارة مخالف .. وفي حالة استخدام هذا المطب في الاكمنة الثابتة يضاف إليه ريموت كنترول في يد قائد الكمين.. وإذا ما حاول المخالف الهروب بسيارته يستطيع قائد الكمين بضغطة واحدة علي الريموت ايقاف صاحب محاولة الهروب! وطبعا هذا الأسلوب أحدث من الأسلوب اليدوي المعمول به الآن!.. سيد حسن صاحب هذا الاختراع بمجرد الانتهاء منه انطلق إلي أكاديمية البحث العلمي وقدم لمسئوليه اختراعه ورسوماته وحصل علي براءة الاختراع.. ولأنه من منطقة امبابة التابعة لمحافظة الجيزة فإنه فكر أن تكون شوارع محافظته أول من يطبق فيها اختراعه.. وبالفعل تقدم للإدارة العامة للاتصال بالمحافظة بطلب في 23/4/2009 وحمل طلبه رقم 1480.. بعدها بأسبوعين ذهب مرة أخري إلي مكتب الاتصال بمحافظة الجيزة ليسأل عن مصير اختراعه.. أخبروه أن اختراعه فكرة جيدة وقابلة للتنفيذ بشرط موافقة إدارة المرور.. وقالوا له عليك بالذهاب إلي قسم المشروعات والأبحاث بمرور الجيزة لتعرف مصير اختراعك، لم يكذب سيد حسن طلبه خبرا وذهب مسرعا وهناك التقي بالعقيد جلال عياد رئيس القسم الذي قال له إنه رأي هذه الفكرة مطبقة في مدينة الرحاب.. فقال له سيد إن الموجود بمدينة الرحاب صناعة صينية ولايعمل بكفاءة اختراعه والمطب الصيني سهل الكسر! ويبدو أن العقيد جلال أراد أن ينهي المناقشة مع صاحب الاختراع فقال له «فوت علينا بعد فترة وسوف أعرض الأمر علي السيد المدير».. بعد أكثر من شهر ذهب سيد مرة أخري لمقابلة العقيد جلال ولكن للاسف كانت الاشارة حمرا! والآن يريد سيد أن يعرف هل عرض الاختراع علي اللواء كامل ياسين مدير مرور الجيزة أم لا ولماذا لم ترد إدارة المرور حتي تاريخه علي مخاطبة المحافظة رقم 1680 بتاريخ 4/5/2009 سواء بالموافقة أو رفض الفكرة!.. انني أضع اختراع سيد حسن طلبة أمام اللواء حبيب العادلي واللواء سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة واللواء كامل ياسين مدير مرور الجيزة جربوا هذا الاختراع عمليا في شارع أو اثنين وايضا جربوا هذا الاختراع في أحد الاكمنة المرورية فإن نجحت الفكرة قوموا بتعميمها .. وإذا كان الاختراع في حاجة إلي تعديل أو إضافة اطلبوا من صاحبه ذلك.. أما إذا فشلت الفكرة فقولوا لصاحب الاختراع حاول مرة أخري! أما حكاية الصمت الذي اتبعه سيادة العقيد المسئول عن قسم المشروعات والأبحاث بإدارة مرور الجيزة فتطرح عشرات علامات الاستفهام .. إن استجابتكم أيها السادة تشجع باقي الشباب علي الابتكار فخذوا بأيديهم إلي طريق بدون مطبات صيني! نجاح الصاوي