· مخاوف من تدخل الحكومة والنقابة «الأم» في انتخابات شمال وجنوبالقاهرة · النصاب القانوني للجمعية العمومية يهدد بفشل العملية الانتخابية هانم التمساح دخل التنافس علي الفوز بمقاعد فرعيات نقابة المحامين بين جبهات الحزب الوطني والاخوان وأنصار سامح عاشور في حرب التربيطات والمصالح باستخدام جميع الوسائل. فالحزب الوطني يصر علي تحرير النقابات الفرعية من قبضة المعارضة تأكيداً لما قاله أحمد عز أمين التنظيم متباهياً في مؤتمر «الوطني» الأخير بنجاحه في تحرير نقابة المحامين من وطأة القوي السياسية المعارضة التي كانت تختطفها وما دام الأمر كذلك بالنسبة للنقابة الأم فلن يكون أقل أهمية بالنسبة للفرعيات وهو ما تؤكده التحركات الرامية لضرب المعارضة في مختلف النقابات الفرعية. ودلل عمر هريدي مسئول ملف «الوطني» في نقابة المحامين علي هذا التوجه عندما فاجأ قبل اسبوعين جمال حنفي عضو مجلس النقابة العامة وعن دائرة محكمة جنوبالقاهرة ومسئول ملف الاخوان بحضوره اجتماع دوري لمحافظ القاهرة مع أعضاء مجلس الشعب في القاهرة لمناقشة مشاكل دوائرهم رغم أن هريدي ليس منهم وإنما نائب عن مركز البداري بأسيوط، ما يشير إلي محاولته توسيط المحافظ لاقناع حنفي بالتراجع عن الترشح لمقعد نقيب جنوبالقاهرة، استناداً إلي العلاقة الوثيقة بين المحافظ وجمال، الذين جمعهما بالفعل اجتماع ثنائي حاول خلاله المحافظ ابعاد حنفي عن هذه الانتخابات بدعوي مشغولياته الكثيرة كعضو مجلس شعب عن دائرة عابدين وعضو مجلس النقابة العامة، ولكي يخرج حنفي من المأزق أبلغ المحافظ أن ذلك يتطلب استئذان زملائه في جنوبالقاهرة الذين أجبروه علي ترشيح نفسه وتبدو محاولات المحافظ لصالح ممدوح الجمال المحسوب علي كتلة الحزب الوطني كمنافس لجمال حنفي. الحزب الوطني الساعي إذن لاستكمال سيطرته علي نقابة المحامين وخلق كوادر وقواعد تحتية له في المحافظات تدين له بالولاء وتستخدم في مواجهة جبهتي الاخوان وسامح عاشور، يدير معركته في غرفة عمليات ترتبط بشبكة معلومات عن جميع المحافظات باشراف مباشر من أحمد عز الذي عقد لقاءات مع امناء المهنيين بالمحافظات لتسمية المرشحين بعد مراجعة أوضاعهم الأمنية وخلفياتهم السياسية وغير ذلك. استعداد الحزب الوطني لكسب هذه الانتخابات قدلايؤتي ثماره بسبب المركزية التي يدير بها الحزب الانتخابات وقلة خبرة عمر هريدي في مواجهة التيارات المعارضة. أما عن الإخوان.. فالواقع يؤكد أنهم جبهة تمتلك كتلة تهوينية ثابتة وكوادر مدربة بقدرة تنظيمية غير مركزية قادرة علي اتخاذ القرار في أي وقت من خلال المكاتب الإدارية للإخوان بالمحافظات والتي تحولت لغرف عمليات تدير المعركة بطريقة انتخابية بحتة عن طريق التربيطات والتحالفات وحشد الانصار غير أن ذلك كله قد لايصمد أمام التزوير خاصة بعد اتجاه الدولة لضرب الإخوان في كل القطاعات واقصائهم من نقابة المحامين ما دفع محمد طوسون المسئول عن ملف الاخوان بالنقابة إلي الإعلان في بعض جلساته الخاصة عن عزمه محاولة لقاء رئيس محكمة جنوبالقاهرة لوضع شروط وضوابط معينة تضمن النزاهة منها حصول كل مندوب ممثل لمرشح أو تيار علي صورة من محضر فرز الصندوق وفي سبيل ذات الهدف يركز علي مقاعد الشباب والجزئيات التي ستعلن نتائجها علي ترابيزة الفرز من واقع الصناديق بعكس نتيجة انتخابات النقيب والتي ستعلن بعد تجميعها علي مستوي المحافظة، وهو ما سيفتح الفرصة للتلاعب. ويمتلك سامح عاشور النقيب السابق عدداً لا بأس به من المؤيدين في المحافظات يرون في الفرعيات فرصتهم الاخيرة لبقاء سامح عاشور، خاصة مع سعي الحزب الوطني لحرمانه من منصب النقيب عبر تقطيع أواصره في المحافظات وهو ما قد يصب في مصلحة الاخوان في ظل عوامل قصور الحزب الوطني السابق ذكرها. من جانبهم كون المحامون العاملون في مجال الحريات والعمل النقابي مجموعات لمراقبة الانتخابات وفضح أي تزوير يقوم به الحزب الوطني، وفيما يتعلق بانتخابات نقابتي شمال وجنوبالقاهرة يرصد المراقبون حالة من الترقب ومخاوف من عدم اكتمال الجمعية العمومية وفشل العملية الانتخابية برمتها. نقابة شمال القاهرة والتي يسيطر عليها الاخوان المسلمون من المفترض أن يكون الحد الادني لاكتمال الجمعية العمومية بها 16 ألف ناخب طبقا للائحة وهو ما يراه كثير من المرشحين أمراً غير ممكن، وفي حالة اكتمال الجمعية العمومية فإن تيار الاخوان المسلمين سيكون هو الاقوي بمرشحه جمال تاج الدين باعتبار أن عدد الناخبين بكتلة الاخوان المسلمين في دوائر شمال القاهرة كبير جداً عكس النقابة الفرعية بجنوبالقاهرة، كما أن كثرة عدد المرشحين لمنصب النقيب والذي بلغ 22 مرشحاً من شأنه تفتت الاصوات لصالح مرشح الاخوان. أما نقابة جنوبالقاهرة الفرعية والتي من المقرر أن تجري الانتخابات فيها في الأول من ديسمبر المقبل و8 ديسمبر فإن الجمعية العمومية تشترط لانعقادها ألا يقل عدد الاصوات عن 9 آلاف ناخب، وهو ما يمكن توفيره خاصة أن دائرة قسمي عابدين وقصر النيل بمفردها يوجد بها 8 آلاف صوت انتخابي، ويتنافس علي مقعد النقيب فيها 15 مرشحاً يمثل المرأة بدائرة عابدين وقصر النيل سالي الجباس وفاطمة الزهراء غنيم، وجمال حنفي مرشح الاخوان المسلمين وسعيد الفار الذي يحظي بتأييد الحزب الوطني باعتباره عضواً سابقاً بأمانة المهنيين في الحزب اضافة إلي ممدوح الجمال المرشح المستقل. وقال محمد شبل أحد المرشحين عن دائرة عابدين وقصر النيل إن الانتخابات لم تكتمل منذ عام 1992 ولاتوجد نقابة فرعية بالقاهرة لعدم اكتمال الجمعية العمومية بسبب تدخلات الدولة والنقابة العامة في العملية الانتخابية. ومن جانب آخر تقدم عدد كبير من المرشحين والناخبين بطعون علي الانتخابات بسبب الرقم الانتخابي الخاص بالمرشح وتنقية جداول النقابة.