عدوان إسرائيلي على المعبر الحدودي بين سوريا ولبنان    جيش الاحتلال: نستهدف خزينة سرية لحزب الله مليئة بالنقود تحت مستشفى ببيروت    جيش الاحتلال: قلصنا قدرات حزب الله النارية إلى نحو 30%    382 يومًا من العدوان.. شهداء ومصابين في تصعيد جديد للاحتلال على غزة    موقف كمال عبد الواحد من المشاركة بنهائي السوبر، والده يكشف حالته الصحية    «ملكش سيطرة على اللاعبين ومفيش انضباط».. مدحت شلبي يفتح النار على حسين لبيب    سامسونج تطلق إصدار خاص من هاتف Galaxy Z Fold 6    ميزة جديدة لتخصيص تجربة الدردشة مع Meta AI عبر واتساب    في ليلة التعامد.. هيئة قصور الثقافة تكرم محافظ أسوان وفنانين بأبوسمبل    أضف إلى معلوماتك الدينية| حكم تركيب الرموش والشعر «الإكستنشن»..الأبرز    حل سحري للإرهاق المزمن    أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تخطط لتهجير سكان جباليا بشكل ممنهج    «القابضة للمطارات»: مؤتمر المراقبين الجويين منصة للتعاون ومواجهة تحديات الملاحة    تراتون القابضة لشاحنات فولكس فاجن تحقق نتائج أفضل من المتوقع في الربع الثالث    الليجا تسعى لنقل مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد خارج الحدود    لاس بالماس يقتنص انتصاره الأول في الليجا    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تباين    بعد منعه من السفر… «هشام قاسم»: السيسي أسوأ من حكم مصر    النائب العام يبحث مع نظيرته الجنوب إفريقية آليات التعاون القضائي    قائد القوات البحرية يكشف سبب طُول الحرب في أوكرانيا وغزة    حظك اليوم برج الجدي الثلاثاء 22 أكتوبر 2024.. هتقابل شريك الحياة    خذلها.. رد فعل غريب من رجل ماليزي تجاه زوجته بعد اعتنائها به خلال فترة شلله    لطيفة وريهام عبد الحكيم وجنات فى ضيافة الليلة العمانية بمهرجان الموسيقى العربية    نشرة التوك شو| حقيقة زيادة المرتبات الفترة المقبلة ومستجدات خطة التحول إلى الدعم النقدي    دعاء عند نزول المطر.. فرصة لتوسيع الأرزاق    ما حكم استخدام المحافظ الإلكترونية؟ أمين الفتوى يحسم الجدل    سر استخدام ملايين الأطنان من الألماس في الغلاف الجوي.. «رشها حل نهائي»    كيفية تفادي النوبات القلبية في 8 خطوات..لايف ستايل    عقوبة تخبيب الزوجة على زوجها.. المفتاح بيد المرأة وليس الرجل فانتبه    ماذا كان يقول الرسول قبل النوم؟.. 6 كلمات للنجاة من عذاب جهنم    داخل الزراعات.. حبس سائق توكتوك حاول التح.رش بسيدة    عماد متعب: اللاعب بيحب المباريات الكبيرة وكنت موفقا جدا أمام الزمالك    متحدث الصحة: نعمل بجدية ومؤسسية على بناء الإنسان المصري    طريقة عمل الدونتس السريع بالكاكاو    صحة كفر الشيخ: تقديم الخدمات الطبية ل1380 مواطنا بقافلة فى دسوق    مصرع شاب في حادث انقلاب دراجة نارية بواحة الفرافرة بالوادي الجديد    شك في سلوكها.. تفاصيل التحقيق مع المتهم بقتل زوجته والتخلص من جثتها بالصحراء في الهرم    ابتعدوا عن 3.. تحذير مهم من محافظة الإسماعيلية بسبب حالة الطقس    عاجل - طبيب تشريح جثة يحيى السنوار يكشف عن الرصاصة القاتلة والإصابات المدمرة (تفاصيل)    أسعار الذهب اليوم الثلاثاء تواصل الصعود التاريخي.. وعيار 21 يسجل أرقامًا غير مسبوقة    الصفحة الرسمية للحوار الوطنى ترصد نقاط القوة والضعف للدعم النقدى    أبرز موافقات اجتماع مجلس مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأقصر    شيرين عبدالوهاب تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية (تفاصيل)    رانيا يوسف: إشمعنى كلب الهرم يتكرم وكلبي في فيلم أوراق التاروت ما حدش عايز يكرمه؟    شريف سلامة: أتخوف من الأجزاء ولكن مسلسل كامل العدد الجزء الثالث مفاجأة    أبرز المشاهير الذين قاموا بأخطر استعراضات على المسرح (تقرير)    القصة الكاملة لتدمير القوات المصرية للمدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967    "الذكاء الاصطناعي".. دير سيدة البشارة للأقباط الكاثوليك بالإسكندرية يختتم ندوته السنوية    هل ينسحب الزمالك من نهائي السوبر أمام الأهلي؟ ثروت سويلم يُجيب    رئيس إنبي: لجنة المسابقات ستشهد نقلة نوعية بعد رحيل عامر حسين    أسامة عرابي: الأهلي يحتاج خدمات كهربا رغم أزمته الحالية    مديرة مدرسة الندى بكرداسة تكشف تفاصيل زيارة رئيس الوزراء للمدرسة    ارتفاع جديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 (تحديث الآن)    إيران: واشنطن ستتحمل المسئولية الكاملة عن دورها في أي عمل عدواني إسرائيلي    عبدالرحيم علي: ضرب المفاعلات النووية الإيرانية أول ما ستفعله إسرائيل في "الرد"    من بينهم المتغيبون.. فئات مسموح لها بخوض امتحانات نظام الثانوية العامة الجديد 2025    الموافقة على تقنين أوضاع 293 كنيسة ومبنى تابعا    "جبران": عرض مسودة قانون العمل الجديد على الحكومة نهاية الأسبوع الجاري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حاوره سمير فراج «ابن الشاطئ» 22 اللواء فؤاد علام: سيد قطب قال لى: «لا أملك غير رأسى اقطعوها لتستريحوا».. لكنه إنهار فى غرفة الإعدام
نشر في صوت الأمة يوم 10 - 04 - 2013

انتصرت التيارات الدينية داخل الجامعة وفى الانتخابات الطلابية وهذا يرجع لخيبة أملهم فى كل التيارات السابقة من التقدميين والناصريين وأفكارهم، وللأسف بدأ محمد عثمان إسماعيل بصفته إخوانياً يستغل هذه الفرصة الذهبية لتكوين الجماعات الإسلامية المتطرفة!
ويعلق اللواء فؤاد علام نحن كجهاز أمن دولة كنا نرصد كل هذه التجمعات.. حتى بدأ الترابط يظهر بين الإخوانيين بعضهم ببعض، ومن ثم اقنعوا من هم حول السادات أنهم القاعدة العريضة من الجيش الذى سيواجه التيارات الناصرية والشيوعية والتقدميين واليساريين فى الشارع وأنهم يناصرون السادات.
العلاقة المباشرة بين القيادة السياسية والجماعات المتطرفة أدت إلى اغتيال السادات
يقول اللواء فؤاد علام: عندما اتصل محمد عثمان إسماعيل يطلب من اللواء حسن أبوباشا رئيس مباحث أمن الدولة فى حينها احضار عربات اسعاف لتوضع أمام الجامعة، لأننا سنقوم بسحق تيارات الناصريين والشيوعيين والعلمانيين داخل الجامعة، اعترضنا كجهاز أمن دولة، وعندما وصل اعتراضنا للرئيس السادات، كان رده.. عدم تدخلنا!
وتراقصت علامات الاستفهام أمامنا فى أمن الدولة - كيف ولماذا هذا الرفض من الرئيس السادات؟
ومن هنا أدركنا بوضوح أسرار العلاقة المباشرة بين القيادة السياسية وهذه الجماعة المتطرفة التى قام بتكوينها ووضع بذرتها «محمد عثمان إسماعيل» وكانت هذه الحادثة قبل حرب أكتوبر 1973.
يضيف اللواء فؤاد علام: وبدأنا بعد ذلك فى حصر هذه الجماعات ورصدها، لكن السادات اقتنع من آراء الرجال حوله أن هؤلاء سيواجهون التيارات المعادية من الناصريين والشيوعيين فى الفترة القادمة.
وهناك احصائية مهمة قمت بعملها عندما كنت أحقق فى قضية مقتل واغتيال الرئيس السادات حيث وجدت أن هناك أكثر من 70٪ من المجموعة التى شاركت فى اغتيال السادات، ضمن العناصر التى قام بتكوينها «محمد عثمان إسماعيل»، والذين دخلوا فيما بعد فى تنظيم الجهاد!
السادات قبل اغتياله مباشر قال إن عثمان إسماعيل ورطه بربطه بالجماعات المتطرفة!
يستطرد اللواء فؤاد علام قائلاً: وللحق أن الرئيس السادات قد اقتنع قبيل وفاته بعدة أيام أن «عثمان إسماعيل» قد ورطه بربطه بالجماعات المتطرفة وأن «النبوى إسماعيل» لا يصلح أن يكون وزيراً للداخلية!.
جماعة الإخوان المسلمين كانت وراء التنظيمات المتطرفة!
ويقول فؤاد علام فى شهادته للتاريخ أن جماعة الإخوان المسلمين هى التى كانت وراء التنظيمات المتطرفة التى ظهرت فى الجامعات، وبدأت الجماعة تعزز هذه التنظيمات الجديدة التى خرجت من عباءتهم، مثل جماعة التكفير والهجرة وجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية، وجماعة الفرماوى وكل هذه الجماعات التى كفرت المجتمع خرجت من عباءة الإخوان المسلمين، وكل هذه التنظيمات لم يكن عليها سيطرة الجهاد لها تاريخ محدد فهو ومن يقول إن بداية ظهور جماعة الجهاد لها تاريخ محدد فهو يقول كلاماً فارغاً، بعد حرب أكتوبر 1973 بدأت تظهر جماعات كثيرة، وكان جهاز الأمن يكسر هذه التنظيمات ويحبطها بشكل أو بآخر وليس صحيحاً أن هناك تنظيمات بأسماء محددة ومعترف بها، نحن كجهاز أمنى كنا نطلق اسماً معيناً على جماعة «عبود الزمر» وأنصاره ونسميها بجماعة الجهاد وكنا نطلق على «كرم زهدى» وأنصاره بالجماعة الإسلامية ومسميات أخرى على كل جماعة، الحقيقة قد لا يكون هناك تنظيم اسمه الجهاد أو الجماعة الإسلامية بل هى مسميات يطلقها الأمن وتطلقها أجهزة الأمن فى القبض على هذه المجموعات المختلفة من التنظيمات الإرهابية، وهناك التنظيمات التى أجبرت الجهات السياسية «السادات» على القبض عليها، مثل تنظيم «التكفير والهجرة» الذى قبض عليه للمرة الأولى فى المنيا عام 1973، والتنظيم الثانى تنظيم الفنية العسكرية الذى وافقت الجهة السياسية على القبض عليه، بعد أن قام بتنفيذ جزء كبير من العملية بأن قام بالاستيلاء على الكلية الفنية العسكرية وقتلوا خمسة أفراد من الحرس، وكانوا فى طريقهم للخروج بالدبابات لمحاصرة اللجنة المركزية ليقتلوا الرئيس «السادات» ويستولوا على الحكم، هاتان الواقعتان هما اللتان جعلتا الرئيس السادات يوافق على القبض عليهم بعد القيام بتنفيذ عملياتهم.
أما علامة الاستفهام التى تتراقص أمامى حتى الآن فهى: لماذا لم يوافق الرئيس السادات على طلبنا كأجهزة أمن الدولة فى القبض على هذه التنظيمات عند كشفها؟
قلت للواء فؤاد علام: للموت أسبابه وقد اغتيل السادات على يد هذه التنظيمات وهكذا كانت لعبة القدر معه!.
لكن اللواء فؤاد علام يوضح:
على كل حال عندما تقابلت مع الأخ «فوزى عبدالحافظ» سكرتير الرئيس السادات وسألته هذا السؤال، وعدنى بأنه سيقدم لى مستندات تجيب عن علامات الاستفهام التى تراقصت أمامى كثيراً فى تلك الفترة، لكننى تكاسلت فى الذهاب للاطلاع عليها وهو الذى أعطانى معلومة أن الرئيس السادات قبل اغتياله بالتحديد بأسبوعين اقتنع بعدم صلاحية «النبوى إسماعيل» كوزير للداخلية وأنه ندم على الموافقة على مجاراة «محمد عثمان إسماعيل» فى ربطه بالجماعات المتطرفة!.
ينتقل اللواء فؤاد علام وهو يتفحص بعض الأوراق أمامه من ذكرياته ويقول: عنف وعنف وعنف واغتيالات ونسف وتدمير على سبيل المثال أتذكر لقائى الأول مع «سيد قطب» كان يوم القبض عليه ووقتها كنت مكلفاً بالقبض على الأستاذ محمد عبدالخالق، وتسليمه فى سجن القلعة وهناك وجدت «سيد قطب» يتم التحقيق معه فشاركت فى هذه التحقيقات وكانت اجاباته بها قدر كبير من الفلسفة والتفاخر، وأن رجال ثورة 23 يوليو 1952 لم يقدروا جهوده وأنه حبس 14 عاماً ظلماً.
اصطحبت سيد قطب لتنفيذ حكم الإعدام فيه
يضيف اللواء فؤاد علام: لقائى الثانى مع «سيد قطب» كان عندما كلفت باصطحابه من السجن الحربى إلى سجن الاستئناف وذلك لتنفيذ حكم الإعدام فيه.
فقال لى أثناء سير السيارة: أنا لا أملك غير رأسى! اقطعوها لكى تستريحوا..!
ولكن فى سجن الاستئناف لم يستطع أن يقف على قدميه وانهار تماماً لدرجة أن الحراس حملوه..!
وقتها لم استطع أن أدخل معه الغرفة المخصصة «للإعدام» (الطبلية) ولكن صوتها ظل فى أذنى فترة طويلة لم يفارقنى وخاصة عند النوم.
سيد قطب أصدر فتوى بنسف وتدمير القناطر الخيرية
يتذكر اللواء فؤاد علام: أثناء ذهابنا من السجن الحربى إلى سجن الاستئناف سألته: هل أنت تدرك وتعرف مدى الخطورة التى كانت ستحدث لو أن الإخوان قاموا بتنفيذ الفتوى التى أصدرتها بنسف وتدمير القناطر الخيرية؟!
فقال لى على الفور: هذه الأرض، أرض كافرة تستحق أن تغرق! وقتها لم أتعاطف معه وشعرت أنه يستحق الإعدام..!
سيد قطب كان أديباً ويكتب الشعر الرومانسى
ويضحك اللواء فؤاد علام وهو يتذكر من خلال معايشته ل«سيد قطب» فى السجن ومعرفته بهذه الشخصية.. أنه كان فى بداية حياته أديباً ويكتب الشعر الرومانسى، ثم بدأ بعد ذلك يتعمق فى الدين الإسلامى والغريب أنه كان من المناصرين لثورة يوليو 1952 فى بداياتها، ولكن على ما يبدو أنه كان يطمع فى منصب..!
وهذا لم يحدث، ففكر بعد ذلك فى الانقلاب على رجال الثورة وتورط فى التنظيم السرى، وعندما دخل السجن أصيب بالدرن «السل»، وكان وقتها مرضاً خطيراً، وقضى عاماً كاملاً مصاباً بهذا المرض وظل يتنقل بين مستشفى السجن، والسجن، مما أصابه بالاكتئاب وبدأ يقرأ كتب «أبوالعلا المودودى» واتبع أفكار الخوارج وتأثر بقراءات ابن تيمية وكتب «أبى الحسن».
سيد قطب كان حاقداً على المجتمع
كل هذه الأفكار جعلته حاقداً على المجتمع مما دفعه إلى كتابة مذكراته فى السجن، وقام بتهريبها عن طريق أختيه الحاجة حميدة والحاجة أمينة قطب.. واستطاعت توصيل هذه المذكرات المليئة بالحقد على المجتمع إلى المترددين على الحاجة زينب الغزالى «زوجة سيد قطب» - منهم على عبده إسماعيل، وحسن الهضيبى!
معالم على الطريق وتكفير المجتمع..!
وبدأت زينب الغزالى والمترددون عليها فى جمع هذه المذكرات فى الكتاب الشهير «معالم على الطريق» الذى يدعو من خلاله إلى تفكير المجتمعات، وهذا الكتاب أخذته الجماعات المتطرفة فى الدول العربية والإسلامية لتكفر به مجتمعاتها! وأصبح كتاب «معالم على الطريق» هو دستورها، وهذا يوضح مدى ما ارتكبه سيد قطب من أخطاء فى المجتمعات العربية والإسلامية لسنوات طويلة منذ مماته وحتى الآن.
ويضحك اللواء فؤاد علام وهو يتذكر أن الدكتور «أحمد الملط» وهو طبيب جراح، وأحد الأقطاب الكبار فى جماعة الإخوان المسلمين ومن المتشددين جداً، ومن العجائب أنه فى الفترة التى كنت فيها بعيداً عن الأمن، جاءوا بالدكتور أحمد الملط ليعمل جراحاً فى مستشفى الأفراد بكلية الشرطة، ويمكن هذا يكون قد تم عن عمد أو جهل من وزير الداخلية فى تلك الفترة! بحكم أنه كان ينتمى إلى التنظيم السرى الذى من صفات أعضائه الانغلاق والتشدد والقبول بأن يقاد ويتحول إلى آلة، ومن عجائب التنظيمات السرية أننا اكتشفنا أن فى منطقة حلوان كان هناك جزار عام 1954 يحفظ آيتين من القرآن الكريم فقط - أى رجل جاهل لا يفهم شيئاً فى الدين.. ولكن تحت قيادته شخصيات كبيرة ومتعلمة وتحمل شهادات عليا على جانب كبير من الأهمية مثل «سيد قطب» والدكتور «عزمى شاكر» وهذا يوضح جهل التنظيمات السرية وأفرادها وضحالة تفكيرها بالبلدى تستطيع أن تصهفم بأنهم «أقفال» وتستطيع أن تجعلهم يفعلون أى شىء برغم أنهم يحملون مؤهلات عليا، وهكذا عرفنا وتأكدنا ولكن لا أستطيع أن أصفه بأنه أى الدكتور أحمد الملط بأنه عميل لأمن الدولة!.
قابلت 1500 من المعتقلين الكبار فى الفكر والسياسة والصحافة
يقول اللواء فؤاد علام: عندما انتدبت لمقابلة 1500 من المفكرين والكتاب والوزراء ورؤساء حكومات سابقة الذين اعتقلهم الرئيس السادات فى أحداث سبتمبر وكان من ضمن المعتقلين «هيكل» وبعض المفكرين.. وقتها لم أعرف كيف سأقوم بمواجهة هؤلاء الكتاب والمفكرين والسياسيين! ودارت بينى وبينهم مناقشات لمدة خمس ساعات على أعلى مستوى.
محمد عبدالقدوس طلب مقابلتى على انفراد!
يضيف اللواء فؤاد علام: كان من ضمن المعتقلين محمد عبدالقدوس فوجدته يطلب منى أن أرسل من يطمئن الست والدته على أنه بصحة جيدة فى السجن، فاستدعيت على الفور قائد المعتقل وطلبت منه أن يجعل محمد عبدالقدوس يتكلم فى التليفون فوراً، ويطمئن والدته لكنى فوجئت به بعد ذلك يشن ضدى حملة صحفية شعواء ووالده رحمه الله الأستاذ إحسان عبدالقدوس كان صديقاً لى.. وأنا تألمت كثيراً من موقف محمد عبدالقدوس فهل هذا هو رد الجميل؟.
مصطفى مشهور إنسان عنيف متعجرف
ويفتح اللواء فؤاد علام المزيد من الملفات وحوله من كل جانب الأوراق الموثقة أحياناً يقرأ منها بالنص وبالحرف الواحد لأنها لا تتغير مع مرور الزمن بل سجلها التاريخ ويجب أن تعلن فى أى وقت كما هى وهو يحرص على ذلك يقول عن مصطفى مشهور القطب الإخوانى:
كان إنساناً عنيفاً متعجرفاً جداً، لا يقبل الرأى الآخر على النقيض تماماً من عمر التلمسانى الذى قام بتسييس جماعة الإخوان، وادخال كوادر جديدة من الشباب، ونبذ العنف، ولكن شخصية مصطفى مشهور تتخذ من العنف منهجاً لها فى التعامل مع الآخرين، فقد بدأ فى البحث عن سلاح، وبدأ يشجعهم على اتخاذ العنف وسيلة فى طرح قضاياهم وهو الذى شجع كوادر الإخوان أيضاً على التدريبات العسكرية وحمل السلاح!.
علاقات قديمة للإخوان مع اليهود
ويزداد فتح الملفات عن الإخوان بواسطة هذا الخبير الأمنى الكبير اللواء فؤاد علام ويقول وهو فى أوج حماسه لكشف الإخوان المسلمين وعلاقاتهم هذه المرة مع العدو اللدود إسرائيل فيقول: الجميل أن القطب الإخوانى الكبير «على أحمد عشماوى» جعلنى الله سبباًَ فى رفع عقوبة الإعدام عنه لأنه أصبح صالحاً للتأقلم مع المجتمع وهو ضحية من ضحايا قيادات الإخوان الذين قاموا بتضليله عن تعمد منهم أو عن جهل منه! ولكن أذكر له بكل الوفاء أنه أصبح صديقى وله الفضل فى تنبيهى وتعريفى أن هناك علاقات بين اليهود والإخوان وهو الذى قدم لى العقود التى تثبت الدعم المادى من اليهود للإخوان ونشرها بعد خروجه من السجن فى كتاب يوضح من خلاله علاقات رجال الأعمال اليهود بالإخوان.
وكان أبرز رجال الأعمال اليهود الذين كانوا يغدقون بالمال على الإخوان رجل الأعمال الشهير فى الأربعينيات «داود عدس» وأنا اعتبر «على عشماوى» ضحية للمضللين، وقد أصبح بعد ذلك من الشخصيات البارزة فى المجتمع، وكان هدفى أن أقوم بتصحيح أفكار الشباب المضلل وأحوله من شباب منبوذ إلى شباب نافع، فهم شباب متدين بالدرجة الأولى، وهى الصفقة التى تجدها فى كل هؤلاء الشباب، ولكنهم تم تضليلهم من قيادات لم تكن تريد الخير لهذا البلد وعندما أجد شاباً من الإخوان يعود إلى صوابه لا أتردد فى مساعدته وهناك أمثلة كثيرة بخلاف «على عشماوى» ساعدتها، والجميل أنهم أصبحوا أصدقائى فيما بعد..!
ومن وجهة نظرى أن ما قاله «على عشماوى» إنها قرائن ودلائل لا تصل إلى مرحلة الأدلة القاطعة، لكنها تثير الشك والريبة، وقد حصلت على دلائل وقرائن تثير الشك والريبة بدرجة أكبر من ذلك، ومنها أن الحكومة اللبنانية استطاعت أن ترصد شبكات صادرة من المستشار الأمنى للسفارة البريطانية، وهو معروف بميوله الصهيونية إلى «عدلى يكن» مرشد الإخوان فى لبنان، أنا أعتبرها قرينة لأن الدبلوماسى الذى قدم هذه الشيكات يحمل الجنسية البريطانية، ولا نستطيع أن نجزم أن العلاقة وثيقة، رغم ثبوت هذه الواقعة فى أجهزة الأمن اللبنانية. وهناك دلائل منها أن «سالم رحال» وهو أحد المشاركين فى اغتيال الرئيس السادات بالتدبير والتخطيط قد غادر مصر قبل اغتيال السادات بأسبوعين وسافر إلى إسرائيل وهو حتى وقت قريب مازال يقيم فى إسرائيل وكان يدرس بجامعة «بيرزيت» وهى جامعة لا تقبل إلا الطلبة الذين تتوافر لديهم مواصفات معينة، وغير مسموح لكل الطلبة الفلسطينيين بدخولها وهذا شىء يثير الشك!!.
تنظيم إرهابى لاغتيال الرئيس السادات
ويضيف اللواء فؤاد علام: نفس الشىء بالنسبة «لصالح سرية»، وهو الرجل الذى بعثته إسرائيل إلى الطرق لكى يأخذ الجنسية العراقية، ثم بعد ذلك يأتى إلى مصر ليعمل فى الجامعة العربية ويقوم بتكوين تنظيم إرهابى لاغتيال الرئيس السادات وعدد كبير من السياسيين والعسكريين، وهو ما يسمى بتنظيم «الفنية العسكرية» الذى تم كشفه عام 1974، والغريب أن «صالح سرية» خريج جامعة «بيرزيت» أيضاً وهذا يثير الشك أيضاً بين علاقة الصهيونية بجماعة الإخوان!.
والغريب أيضاً أن «جوهيمان العتيبى» الذى قام بعملية الحرم الملكى فى السعودية قيل: انه عاش فترة فى الأراضى المحتلة، وهو خريج جامعة «بيرزيت» أيضاً، كل هذه الدلائل والقرائن توضح العلاقة بين اليهود والجماعات المتطرفة، والغريب أيضاً أن أكبر جماعة إسلامية فى الأراضى الفلسطينية «حماس» وعلى لسان زعيمها المرحوم الشيخ «أحمد ياسين» قال إن المنظمة مخترقة من إسرائيل وهناك عملاء لها وهناك العديد من الأفراد تم كشفهم وقامت المنظمة بإعدامهم.
والغريب كذلك أنه عندما تم كشف عميل لإحدى المنظمات العربية بالمنطقة عام 1977 وكان يحمل حقيبة مليئة بالمخدرات ظهر فى التحقيقات أنه يدعم احدى الجماعات المتطرفة ليشعل الفتنة الطائفية بين المسلمين والإخوة المسيحيين، واكتشف أيضاً أنه عميل للمخابرات الأمريكية.
كل الدلائل والقرائن تؤكد علاقات الجماعات المتطرفة واليهود والصهيونية وأجهزة المخابرات الأمريكية والموساد.
وللأمانة هى دلائل وقرائن لكن ما جعلنى أقتنع أن هناك صلة قوية بين الصهيونية والجماعات المتطرفة وذلك عندما قمت بزيارة «ماليزيا» عام 1984 وأثناء تجوالى فى المدينة وجدت مكتبة كبيرة وعندما دخلتها وجدت كتباً كثيرة ل«سيد قطب» و«ابن تيمية» و«المودودى» تقرأها الجماعات ووجدتها بأسعار زهيدة جداً وعندما سألت عن صاحب هذه المكتبة، اكتشفت أنه رجل يهودى من أصل صينى، مما جعلنى أقتنع أكثر بما قلته سلفاً.
صالح سليم كان من أقرب أصدقائى
لاحظت أن اللواء فؤاد علام يذكر صالح سليم كابتن مصر والنادى الأهلى السابق كثيراً فى حوارى معه أردت أن أتعرف منه على أسرار صداقته لصالح سليم فقال: بالفعل الأخ العزيز الكابتن صالح سليم كان من أقرب أصدقائى، وكان الحب والتفاهم بينى وبينه واضحاً فى كل شىء وبرغم انتمائى لنادى الزمالك لدرجة يمكن أن يقال عنها إنها التعصب بعينه، لكن هذا لم يوقع بينى وبين صالح سليم إطلاقاً ومعظم أصدقائى أهلاوية وأذكر أننى مرة أرغمته أن يكتب بخط يده على صورة تجمعنا معاً أنه زملكاوى ويشجع الزمالك ومازلت أحتفظ بهذه الصورة فى البومى الخاص - يرحم الله صالح سليم كان من الشخصيات البارزة فى المجتمع الرياضى والاجتماعى المصرى، ولكن له كل الاحترام والتقدير، وكان إنساناً جميلاً فى كل شىء، هذه العلاقة تعكس صورة للمجتمع المصرى.
كان الحب هو السائد بين الناس حتى فى جماهير كرة القدم الأهلاوية والزملكاوية يجلسون بجانب بعض فى المدرجات وليس كما يحدث الآن فى المدرجات، وأنا حزين على هذا التعصب الأعمى من قبل جماهير كرة القدم الآن وحوادث الضرب والاعتداءات والقتل كما حدث فى مذبحة بورسعيد، ما هذا الذى يحدث ولصالح من ندمر كل شىء جميل فى بلدنا المباراة مدتها ساعة ونصف الساعة من شوطين ولابد من فائز ومهزوم، وهى أولاً وأخيراً رياضة، ولابد من الروح الرياضية ويجب أن تسود أفيقوا أيها السادة الذين تنتهكون حرمة الملاعب وحافظوا على سلامة الوطن، تعاملوا بالسلوك الاجتماعى والقيم وانتهجوا منهج قدامى الجماهير المصرية المحترمة، ولا تسيروا جنباً إلى جنب مع جماعات الإرهاب والضغط على المزاج العام لأبناء مصر كلها، وإياكم والتعاون مع جهات سياسية وتنظيمية ودينية بعينها.. أفيقوا من أجل بلادكم المؤامرة كبيرة فى كل الميادين ضد مصر.. وأنتم كشباب أمل مصر وأمل المستقبل أنتم الذين قمتم بالثورة المصرية العظيمة فى 25 يناير 2011 أنتم روائع الشباب فى العالم كله.. انظروا أمامكم وخلفكم وتعرفوا على قوى البغى والاستبداد التى تنهش فى ثورتكم بل وتستغلها لصالحهم هم.. وتصورى أن الجميع يفهم الآن ما أقصد..!
والمؤامرة واضحة جداً.
اللواء علام وإحسان عبدالقدوس ومحمود السعدنى أصدقاء
ولاحظت فى أوراق اللواء فؤاد علام الشخصية أنه تناول بصدق وحب بعض الشخصيات البارزة فى الحياة المصرية - مثلاً يقول: إحسان عبدالقدوس من الشخصيات التى أحمل لها كل الذكريات الجميلة، أنا تعرفت عليه عن طريق صديقى الكاتب الساخر الكبير محمود السعدنى فدائماً ما كانت تجمعنا المجالس الاجتماعية وجو المرح الذى يفرضه محمود السعدنى على الجلسة، ولا أنكر أن يسود جو الجلسات بيننا الحديث فى السياسة لكن بروح النكات المصرية الساخرة التى تعبر عن نبض الشارع بكل روح الود، وقد ظل إحسان عبدالقدوس صديقاً عزيزاً حتى رحيله عن الدنيا عليه رحمة الله.. واستطيع أن أؤكد أن احسان عبدالقدوس كان محباً جداً للرئيس عبدالناصر، وهنا أذكر وللأمانة أن معظم من اعتقلهم عبدالناصر كانوا يحبونه «باستثناء الإخوان المسلمين» الذين لا يطيقون سيرته محمود السعدنى اعتقله عبدالناصر عدة مرات ورغم هذا يحب عبدالناصر الكاتب الكبير لطفى الخولى عبدالناصر اعتقله أكثر من مرة ورغم هذا يحب جداً عبدالناصر هم جميعاً وعلى سبيل المثال أدركوا أن جمال عبدالناصر يفهم الأمور أكثر منهم وبيعمل من أجل مصر ما يدرك أنه صح وسليم.
ويضيف اللواء فؤاد علام: قيل لى يوماً إن الشاعر عبدالرحمن الأبنودى اعتقل بسبب أغنية حبيبى الأسمر..!
وهذا غير حقيقى، وأشك أن الأبنودى قال هذا الكلام وأنا عندى إحصائية عن كل من تم اعتقالهم من الإخوان والشيوعيين ومن تجسسوا لصالح اسرائيل لا يزيد عددهم على أربعة آلاف فرد كل واحد من هؤلاء معروف اسباب اعتقاله، وأتحدى أن يأتى أحد ويقول إنه اعتقل لأسباب بسيطة، كل من اعتقل كان بسبب خطورته الشديدة على الأمن، صحيح كانت هناك بعض التجاوزات التى حدثت فى اعتقال بعض الأفراد، ولكن لم يتجاوز العدد بين عشرة وخمسة عشر فرداً أحياناً لظروف يمر بها البلد يتم القبض على أعداد كبيرة من الناس ، ولكن بمجرد انتهاء الحرب بأيام وليس أسابيع تم إخراج كل الناس ، وأتحدى أى إنسان يأتى ليقول انه اعتقل بدون أسباب كثيرة وكبيرة سببت خطورة على الأمن، هناك معايير دقيقة جداً على أساسها يتم اصدار قرار الاعتقال
نشر بتاريخ 25/3/2012 العدد 641


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.