· تحالف «الإخوان» مع الحكام المستبدين أمر طبيعي · السياسيون «ما يعرفوش» ربنا وماعندهمش ضمير وأفسدوا السياسة! · وظيفة المرأة في بيتها ورعاية زوجها وتربية أولادها في الأسبوع الماضي عرضت ملاحظات المجتمع المدني علي أداء «الإخوان» السياسي، والتقيت بالمرشد العام للجماعة وعرضت عليه آراء الشخصيات العامة حول كبري الجماعات الإسلامية وطلبت منه ردا فرحب وكان هذا الحوار: وكان سؤالي الأول حول ما طرحه الأديب الدكتور علاء الأسواني وهو أن الإخوان تحالفوا دوما مع حكام مصر المستبدين ابتداء من الملك فاروق وحتي حسني مبارك وفي كل مرة ينتهي الأمر بصدام بينهم. كانت إجابة محمد مهدي عاكف مفاجأة.. قال: هذا شيء طبيعي! وعندما لاحظ دهشتي رد بضحكة لطيفة.. ارجع لتاريخ مصر المعاصر لتتأكد من ذلك.وشرح ما يعنيه قائلا: عندما تولي الملك فاروق حكم مصر بعد وفاة والده 1936 تعلقت قلوب عشرين مليون مصري (عدد سكان مصر في ذلك الوقت) بالملك المفدي، وكان في ريعان شبابه ومختلفا تماما عن والده، وكان من الطبيعي أن يرحب «الإخوان» بحكم الملك الشاب لكن في سنواته الأخيرة كان نموذجا للحاكم الفاسد وكرهه الشعب، وتصدي الإخوان لنظام حكمه ودفع الشهيد حسن البنا «مؤسس الجماعة» حياته ثمنا لذلك باغتياله في عيد ميلاد الملك يوم 11 فبراير سنة 1949 . ويضيف مرشد الإخوان: وإذا انتقلنا إلي حكم «ناصر» نجد أن الشعب المصري كله كان مؤيدا للثورة في بدايتها وكانت العلاقة طيبة بين الإخوان والضباط الأحرار ومنهم من كان عضوا في الجماعة، ولعب «الإخوان» دورا في حماية الثورة ليلة قيامها وبعد ذلك كشر عبدالناصر عن أنيابه وأراد الانفراد بحكم مصر وإقامة ديكتاتورية عسكرية فكان من الطبيعي أن يحدث الصدام بينه وبين الإخوان وأن ينتهي شهر العسل! وعن السادات رحمه الله يقول: كان من الطبيعي أن نلتقي معه في بداية حكمه، خاصة بعد إفراجه عن المعتقلين من الإخوان والسماح للجماعة بممارسة نشاطها من جديد، لكن في السنوات الأخيرة من حكمه افترقنا، خاصة بعد معاهدة الصلح المنفردة التي عقدها مع الصهاينة، واستقباله لشاه إيران وكان من الواضح أنه يتجه إلي حكم البلاد بالديكتاتورية بعد تراجعه عن الخطوات الديمقراطية التي اتخذها في بداية حكمه ومنها إلغاؤه للمادة التي تنص علي تحديد مدة رئيس الجمهورية بفترتين فقط. وعن الرئيس مبارك يقول: حاولنا التفاهم معه في البداية وكنا سندا له في السنوات الأولي من حكمه عندما كانت مصر تمر بمرحلة حرجة لكن العلاقات ساءت تماما في السنوات الأخيرة وأوضاع بلادنا حاليا شديدة التدهور بعد ما يقرب من ثلاثين عاما من حكمه وأعتقد أن عهده فشل في النهوض بمصر وتحسين أحوال الشعب. أكثر من مفاجأة ويقول محمد مهدي عاكف: إن ما قاله الدكتور الأديب علاء الأسواني تحول من تهمة إلي وسام علي صدرنا بناء علي الشرح الذي قدمته لك. وقبل أن يختم حواره حول هذه النقطة قال: هل تعلم أن الملك فيصل عاهل السعودية الراحل رحمه الله كان من وراء إطلاق سراحي وكان السادات أطلق سراح المعتقلين من الإخوان ولم يبق سوي خمسة فقط كان محكوما علينا بالإعدام سنة 1954م فتوسط الملك فيصل رحمه الله في أحد لقاءاته بالسادات في القاهرة من أجل إطلاق سراحنا وتم هذا بالفعل في سنة 1974م. ويطلق مفاجأة أخري بقوله: طلب الملك فاروق مقابلتي أواخر عهده سنة 1951، لكنني رفضت فقد خشيت أن يكون وراء هذا الطلب مكيدة تتهمني بأنني كنت أسعي لاغتياله! وانتقلت بعد ذلك إلي ما قاله الكاتب الصحفي الدكتور عبدالحليم قنديل والذي قال إن الإخوان ينقسمون إلي فريقين: قلة تفهم في السياسة وغالبية من الناس الطيبين الذين يتعاطون العمل السياسي دون أن يكونوا أصحاب خبرة به! رد مرشد الإخوان قائلا: يعني حضرته عايز يقول علينا ان الإخوان دراويش! طيب وماله!! مفيش أحسن من السياسي المتدين، والذي أفسد السياسة أن العديد من السياسيين ما يعرفوش ربنا!، ومفيش ضمير عندهم يعرف الحلال والحرام! والعديد من الإخوان الذين لهم ارتباط بالعمل العام من المثقفين ويشغلون مراكز محترمة في المجتمع! وليسوا منقطعين للعبادة، فهم دراويش ولكنهم متفوقون في شئون الدنيا. وحول ما قاله الدكتور عبدالحليم قنديل أن موقف الإخوان من بعض القضايا غامض وعلي رأس ذلك التوريث اعترض عاكف قائلا: موقفنا واضح وضوح الشمس في فلق النهار، في البداية كنا نقول إن من حقه الترشيح لانتخابات الرئاسة مثل أي مواطن مصري بشرط أن تجري انتخابات حرة لكن بعد التعديلات الدستورية الأخيرة التي عصفت بالحريات العامة واسقطت كل الضمانات اللازمة لانتخابات نزيهة، أعلنت الجماعة رفضها الكامل لمجرد ترشيح جمال مبارك خاصة وقد وضح أن لجنة السياسات التي يرأسها تعمل لصالح الأغنياء علي حساب الفقراء بالإضافة إلي اللجوء لسياسة القمع للقوي السياسية، وعلي رأسهم «الإخوان» وتقديمهم إلي محاكم عسكرية وإلصاق اتهامات كاذبة بهم، والحق ان أحوال البلد في ظل لجنة السياسات تدهورت تماما منذ أن هبطت علينا تلك اللجنة بالباراشوت مع بدايات القرن الميلادي الجديد. الأقباط والمرأة وانتقل حوارنا بعد ذلك إلي ما قاله عبدالغفار شكر من قادة اليسار المصري حول البرنامج السياسي للإخوان وأنه لا يقوم علي المساواة بين أبناء الوطن الواحد. ومما يدل علي ذلك ما نص عليه الإخوان في برنامجهم من رفض تولي المرأة والأقباط لرئاسة الدولة. وقبل الإجابة أبدي مرشد الإخوان أعجابه وتقديره بمفكرنا اليساري الكبير قائلا: هذا رجل محترم! وأضاف أن موقف «الإخوان» من الأقباط يقوم علي الاحترام والبابا شنودة نفسه قال إنه من المستبعد أن يتولي الأقباط رئاسة الدولة في بلد فيه أغلبية مسلمة وذهب إلي ذات الرأي الذي قلناه، وعن المرأة قال إن وظيفتها الأولي منزلها ورعاية زوجها وتربية أولادها ولذلك من الصعب جدا الجمع بين تلك المهمة الجليلة وبعض المهام ذات الطباع الصعبة وعلي رأسها قيادة الدولة بالإضافة إلي موضوع قوامة الرجال علي النساء وهذا الرأي اختاره الإخوان من بين عدة آراء في الفقة الإسلامي وللشعب في النهاية حرية الاختيار والقبول برأينا أورفضه وحول ما يقال من تحفظ الإخوان تجاه القوي السياسية الأخري وعدم التنسيق معها وانفراد الجماعة بمواقف مستقلة، نفي المرشد ذلك بقوة وقال: نرحب بالتعاون مع كل القوي السياسية ومواقفنا في السنوات الأخيرة تؤكد ذلك، وكل ما نطلبه أن يتم التنسيق منذ البداية في العمل المشترك بدلا من أن نوضع أمام أمر واقع ويطلب الآخرون منا. المساندة مع أننا لم نكن شركاء معهم في التخطيط