· بدأت صناعة السيارات في مصر علي يد جنرال موتورز وفورد قبل منتصف القرن الماضي في يونيه 1956، تقرر ان تناقش الهيئة المعنية بقطاع السيارات في الحكومة المصرية ارسال بعثة الي المانياالشرقية لزيارة مصانع السيارات هناك ودراسة القواعد الفنية الخاصة بعمليات إنتاج السيارات. تقرر أيضا أن يكون من مهام البعثة التعاون مع مسؤولي قطاع السيارات في ألمانياالشرقيه لإعداد خطط المشروع. وفي العام التالي انطلقت المفاوضات بين وزارة الصناعة وحكومات كل من تشيكوسلوفاكيا والمانياالشرقية بهدف تأسيس صناعة سيارات مصرية علما بأن المناقشات الاولية في هذا الشأن بدأت عام 1955 عندما قدمت الدولتان تصورا مشتركا للحكومة المصرية. وعقب تقديم تلك الدراسة مناقشات مطولة وزيارة قامت بها بعثة مصرية الي كل من تشيكوسلوفاكيا وألمانياالشرقية لإستكمال الدراسات الفنيه الخاصة بالمشروع. وفي مايو 1957 وصل وفد مشترك من مسئولي تشيكوسلوفاكيا والمانياالشرقية الي القاهرة وعقد هذا الوفد عدة اجتماعات مع وزير الصناعة الدكتور عزيز صدقي. وبعدها تم التصريح بأن المشروع يعتبر جزءا من الخطة الصناعية الخمسية لمصر. والمثير أن المناقشات بشأن نفس المشروع كانت لا تزال مستمرة مع دول اوروبية غربية نذكر منها ألمانياالغربية وأيطاليا. حيث قدمت شركات تنتمي لكلتا الدولتين تصورات أخري بشأن المشروع. وحينها قالت مصادر وزارة الصناعة ان مصر ستختار التصور الأكثر تناسبا مع الخطة الخمسية. وبعد أن إنتهت الدراسات الخاصة بإنشاء صناعة للسيارات في مصر بدأ التخطيط الفعل لإنشاء صناعة سيارات مصرية بدعم حكومي في النصف الثاني من الخمسينيات. ترتب علي ذلك صدور قرار وزاري بتشكيل لجنة تضم أعضاء من وزارتي الحربية والصناعة لإعداد دعوة توزع علي الشركات العالمية لإقامة مصانع للواري والأتوبيسات في مصر. وتلقت اللجنة وبالفعل بدأت أنشطة الشركة بشكل محدود من خلال إنشاء خط مؤفت عروضا من 11 شركة وأنتهي المطاف بإسناد الأمر إلي شركة كلونكر دويتز الألمانية وتم توقيع العقد معها في فبراير 1959. وفي عام 1960 صدر القرار الجمهوري بتأسيس شركة النصر لصناعة السيارات برئاسة الدكتور/ عبد الفتاح نجيب عضوا منتدبا والدكتور عادل جزارين مديرا للتخطيط وعضوا لمجلس الإدارة. وتنفيذا لذلك تم الإتفاق مع مصنع 36 للطائرات بحلوان لإقامة خطوط التجميع فيه والتي بدأت بالفعل بتجميع أول لواري نصر وأشترك هذا اللوري في العرض العسكري في سبتمبر 1959. وفي عام 1960 إضطرت شركة النصر لإخلاء خط التجميع المؤقت في مصنع الطائرات ولهذا بدأ العمل بوتيرة متسارعة في أعمال إنشاء مصنع الشركة بوادي حوف. وفي منتصف عام 1960 تم إفتتاح أول خط لتجميع اللواري في المصنع الجديد. وخلال المراحل التالية بدأ إنتاج المقطورات واللواري الثقيلة والأتوبيسات وسيارات الركوب ومحركات الديزل. تم تخصيص رأسمال مبدئي قدره 8 ملايين جنيه. ووافق الدكتور عزيز صدقي وزير الصناعة حينها علي زيادة رأس مال الشركة فيما بعد إلي 20 مليونا. في البداية، وضعت خطة إنتاجية سنويه للمصنع بواقع 2700 لوري مدني و400 لوري حربي و600 شاسيه أتوبيس و2000 سيارة من موديل 2300 سيدان و1000 سيارة جيب و3000 جرار قابلة للزيادة و3000 مقطوره و 17 ألف محرك من محركات الديزل وتبريد الهواء. ولكن كان الإنتاج الفعلي مع بدء عمل المصنع 1800 لوري و600 أتوبيس و6000 سيارة ركوب بمختلف أنواعها و1500 جرار زراعي و3000 محرك سنويا. ومن العناصر الأيجابية في هذا المصنع أنه ألحق به معهد لتدريب العمال والفنيين في مجال صناعة السيارات. وبلغ عدد العمال في عام 1961 حوالي 4960 عاملا كان من المقرر أن يزيد إلي 10 آلاف عامل عام 1966 وبلغت الأجور السنوية للعمال حوالي مليون جنيه عام 1961. وفي عام 1965 بدأ إنتاج موديل 1500 وهو من الموديلات السيدان الشهيرة التي أنتجتها الشركة - مثلها يف ذلك مثل باقي سيارات الركوب - بتصريح من فيات الأأيطالية. وبحلول عام 1974 قامت شركة النصر بإنتاج موديلات 125 و128 وأتوبيسات نصر حمولة 68 راكبا بمحرك ديزل يعمل بتبريد الهواء قوته 125 حصانا علاوة علي أتوبيسات بنفس المواصفات بمقطورة للخدمة في الكويت والعراق والسودان وسوريا وليبيا ولكن بمواصفات تلائم أجواء تلك البلاد. قامت شركة النصر أيضا بإنتاج لواري خدمة بمواصفات خاصة حمولة 6 و8 أطنان بمحرك ديزل 6 سلندر بقوة 118 حصان إضافة إلي إنتاج جرارات زراعية قوة 60 حصان بأجهزتها مع محركات سيارات للأغراض المختلفة. كانت الشركة تتولي تصدير منتجاتها من الحين للأخر إلي الدول العربية والأفريقية نذكر منها الكويت التي تم تصدير 300 أتوبيس لها في عام 1974 بقيمة إجمالية بلغت مليون و360 ألف جنيه إسترليني. [email protected]