· مهنة «الخيامية» تعتمد علي الفن اليدوي والإبداع ولا يظهر جمالها سوي عن طريق الأشغال اليدوية «الخيامية» حرفة تراثية توارثتها الاجيال أبا عن جد، تعتمد علي الفنون والإبداعات اليدوية للخيامي، صنايعي الخيمة، بمايبدعه من تصميمات وموتيفات مستوحاة من الحضارة الاسلامية، وماتحتويه من تطريزات مذهبة، وآيات قرآنية. ورغم توارث الاجيال للمهنة إلا أنها تواجه الاندثار بعد أن تراجع عدد المشتغلين فيها إلي 25 خياميا علي أكثر تقدير، لتتحول إلي مهنة تقاوم الزمن في ظل ماتعانيه من تجاهل وإهمال من قبل وزارة الثقافة، رغم انها من المهن التراثية النادرة. ويرجع تاريخ الخيامية إلي العصر الفاطمي، فيما يري البعض أن المصريين تعرفوا علي المهنة وتعلموها علي أيدي الاتراك في عصر محمد علي وأن المصريين طوروا الحرفة بعد ذلك، لتصبح صناعة مصرية خالصة.. والخيامية من الصناعات اليدوية التي تعكس حالة الإبداع لدي الصانع أو «الخيامي» ومدي قدرته علي التجديد والتطوير، فهو الذي يتولي تفصيل القماش بألوانه المختلفة واختيار التصميم أو تطويره وتشكيله بكتابة الآيات القرآنية والرسومات الإسلامية، وهي غالبا موتيفات مستوحاة من التراث والتاريخ الإسلامي، وعادة مايطعم الخيامي تصميمه بزهرة اللوتس الفرعونية ليمزج بين ماهو فرعوني وماهو إسلامي ليدلل علي مدي عراقة الحضارة المصرية الممتدة في جذور التاريخ، الأمر الذي دفع جمعيات حماية التراث لمطالبة فاروق حسني وزير الثقافة بحماية التراث الاسلامي من الاندثار والحفاط عليه، في ظل ماتواجهه حرفة الخيامية من الانهيار، كما طالبوا بوضعها كحرفة تراثية علي خريطة المزارات السياحية واعداد كتيبات تلقي الضوء علي تاريخها كتراث إسلامي، ليتعرف عليها السائح العربي والاجنبي، وكذا المواطن المصري الذي لايعرف عن تلك الحرفة كثيرا رغم انها مهنة وحرفة الآباء والاجداد، والتي تواجه الانقراض، في ظل تجاهل وزارة الثقافة لها، والهيئات المعنية بالتراث، خاصة بعد تراجع عدد المشتغلين في المهنة إلي 25 «خياميا» علي أكثر تقدير، مطالبين مراكز التراث بتدريب النشء علي الحرفة لاعداد أجيال جديدة لديها القدرة علي احياء المهنة.. ويصرخ الخيامية من تجاهل وإهمال وزارة الثقافة لهم ويقول السيد مختار حامد السيد - 65 سنة - زمان كانت الدولة ماسكة فينا بإيديها وسنانها لتنشيط السياحة، لافتا إلي أنه ورث المهنة عن جده ووالده، مشيرا إلي أنه يعشقها منذ صغره، إلا انها تقاوم الزمن الآن، في ظل عدم اقبال الصبية والشباب عليها، مما أدي إلي انحسارها وتراجعها، فلم يعد يعرفها ابناء البلد، وكذا السائحون الاجانب والعرب، رغم أن حي الازهر يوجد به شارع مشهور بشارع الخيامية، ويضم الخيامية الذين يتراوح عددهم مابين 20 و 25 خياميا، وطالب مختار وزير الثقافة بالاهتمام بالخيامية قبل اندثارها، لافتا إلي أن الشارع الشهير يحتاج نظرة من هيئة الآثار لترميمه وللحفاظ علي الحالة التراثية لمحلات الخيامية، والتي يرجع تاريخها إلي مئات السنين. ويشير الخيامي حسن إلي أن المهنة تعتمد علي الصنعة اليدوية، لافتا إلي أن الخيامي لايستخدم في حرفته سوي أدوات بسيطة «الإبرة والخيط» اضافة للتصميمات، دون الاعتماد علي آية ماكينات الحياكة أو غيرها من الآلات الحديثة. لأنها مهنة تعتمد علي الفن اليدوي والإبداع، ولايظهر جمالها سوي عن طريق الاشغال اليدوية، ويشير إلي أن الاجانب وحدهم الذين يقبلون علي شرائها، مشيرا إلي أنه تعلم المهنة من أولاد خالته الذين ورثوها عن اجدادهم. ويشير هاني السيد «36 سنة» إلي أنه فضل الاشتغال بالمهنة وفضلها علي دراسة الهندسة لأنه يعشقها، ولانها أصبحت عالمه المفضل الذي أبدع من خلاله.وقال إن المصريين تعلموا الحرفة من الاتراك، الذين قدموا إلي مصر في عهد محمد علي وأقاموا في الوكالات. وتمني هاني أن يصل من الخيامية إلي العالمية بإقامة المعارض له كأحد الفنون والإبداعات اليدوية، وكغيرها من الفنون التي عرفت طريقها إلي العالمية. ويؤكد محمد أحمد نجيب «24 سنة». قائلا «إنني أحترف المهنة منذ أن كنت في الإعدادية فكنت أذهب إلي المحل للعمل في اجازة الدراسة فجاءني الاحتراف من والدي ووالدي كان يعمل بها منذ أن كان لديه «10 سنوات» وكان يعمل والدي في «الترك» وكان الترك يعد يدويا.