والعشق حقاً بلاء يسلبنا راحة البال ويجعلنا دائماً في حالة خوف وقلق وغيرة علي من نعشق ونحب، وكيف يكون طعم العشق حين تكون المعشوقة وطنا وأي وطن «أرض مصر» مصر البهية الأبية اللذيذة العزيزة الحنونة الطيبة التي تحتضننا بكل عيوبنا، بصبر وبدون كلل أو ملل ومهما كانت قسوتنا عليها ففيها صمت أبوالهول وفيها قوة الأهرامات وعظمتها وفيها عطاء النيل النبيل، ولكني يا معشوقتي الأبدية أشعر بقهر شديد من أجلك ولا أملك غير أن أصيح بأعلي صوتي.. واحسرتاه يا شعب مصر. اتقوا الله فيما تفعلونه في حق مصر.. كيف يهون عليكم أن تملأوا شوارعها بهذا الكم الهائل من القاذورات حتي أصبحت مصر من أقذر بلدان العالم. وأعلم أن مسئولي الحكومة في مصر أصابتهم حالة من الصم فما عادوا يستمعون لأحد وكأننا نخضع لمبدأ القافلة تسير والكلاب تعوي ولكن هل أصابهم العمي الجماعي أيضاً؟؟ ألم يرو أو يشاهدوا أكوام القمامة الهائلة التي تمتلئ بها شوارع مصر.. ألم يتنازل أحدهم ويتجول بسيارته الفاخرة ليتفقد الرعية وحالة الشارع المصري.. عفواً أعلم أنهم الآن في مصايف مارينا الفاخرة ولا أريد أن أعكر صفوهم ولكن الأمر استفحل يا سادة يا كرام.. مصر أصبحت مزبلة كبيرة والأمر لا يحتمل السكوت.. وأعجب حين أسمعهم في برامج التلفاز يتكلمون عن حب مصر فوالله ما من أحد يحب مصر إلا في مباريات كرة القدم وتشجيع الفريق القومي.. هل هكذا يكون حب مصر فقط؟ وأقول وبأعلي صوتي فوقو من هذا السبات أيها المصريين من أجل مصر.. حبوا مصر فعلاً وليس قولا فهي تستحق.. وأرفع شكوايا إلي المسئولين عن النظافة وأقول لهم إن من العار أن يكون رئيس الوزراء «نظيف» ونحن نعاني من قلة «النظافة»؟؟ فالمواطن المصري يدفع إجباريا مع فاتورة الكهرباء مبلغا للنظافة فأرجو أن تجدوا حلاً لهذه المعضلة أيها السادة الكرام وكان الله في العون وأختم بقول الشاعر المحبب لدي.. «لمن نشكوا مآسينا ومن يصغي لشكونا ويجدينا.. أنشكو موتنا ذلاً لمولانا ووالينا ونعرب عن تعازينا لنا فينا».