الشهيد الحى.. هو اللقب الذى حصل عليه «معوض عادل» أحد ضحايا أحداث محمد محمود، دخل فى غيبوبة تامة منذ تلك الأحداث التى مر عليها عام كامل بعدما تلقى طلقتين فى الرأس ثم هشم أحد أفراد الأمن رأسه وهو ملقى على الأرض ينزف جراء اصابته بالرصاص، الآن يرقد معوض داخل احدى غرف العناية المركزة بمستشفى قصر العينى الفرنساوى ولا يدرك شيئا من حوله من أفراد أسرته وأصدقائه المتواجدين معه طوال اليوم. معوض هو الابن الأصغر للدكتور عادل معوض رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الحسين وله اربعة أشقاء، كان يدرس فى السنة الرابعة بكلية الصيدلة جامعة اكتوبر، كانت أسرته تستعد للاحتفال بتخرجه بشراء صيدلية جديدة له للعمل بها فور تخرجه إلا أن الأقدار كان لها رأى آخر بعد أن تحول معوض الى جثة حية تتنفس من خلال مجموعة من الخراطيم دون اى اهتمام من مؤسسة الرئاسة! مأساة معوض ترويها والدته السيدة «نجاة» قالت: أثناء أحداث محمد محمود شاهد ابنى سقوط الضحايا عبر الشاشات التليفزيونية وهو ما استفزه للقيام بدوره فى المستشفى الميدانى، وطلب منى السماح له بالنزول إلا أننى رفضت خوفا عليه بعدما شاهدت الشباب يتساقطون برصاص قوات الأمن إلا أنه أصر على النزول للمستشفى الميدانى للقيام بواجبه فى إسعاف المصابين وكأنه يذهب لقدره.. وبينما كان يقوم بواجبه فى إسعاف الضحايا إذا بالأمن يقصف المستشفى الميدانى بمنتهى الوحشية حتى سقط ابنى مصابا برصاصتين فى الرأس ولم تكتف قوات الأمن بذلك بل هشم أحد الجنود رأسه ب«شومة» رغم أنه سقط مضرجا فى دمائه، سحله دون أدنى إنسانية وبعدما ابتعد الأمن فى لحظات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن أسرع أصدقاؤه الى حمله والإسراع به الى مستشفى قصر العينى الفرنساوى إلا أن المستشفى رفض استقباله وهو ينزف وطلب المستشفى 20 ألف جنيه قبل دخوله من باب المستشفى وهو المبلغ الذى دفعته سيدة تدعى هبة السويدى، دفعت مبالغ طائلة للعديد من المصابين. وأضافت: فور السماح لهم بالدخول أجرى الجراح خياطة للجرح بشكل بدائى وبإهمال شديد، كما أن قلب ابنى توقف داخل غرفة العمليات وظل فى غيبوبة تامة لمدة 18 يوما ليفيق بعدها ثم أدخلوه غرفة العمليات مرة أخرى وبسبب التلوث الموجود بها، دخل معوض فى غيبوبة تامة حتى الآن بل إن رأسه يخرج صديدا لذلك نصحنى طبيبه بالسفر به الى الخارج بعد أن تعرض المخ للارتشاح وظلت الرصاصة مستقرة فى الرأس ومن الصعب اخراجها. وبعد نصيحة الطبيب بدأت «ألف» على مسئولين بالبلد وقابلت وقتها من كان فى السلطة لأعرض عليهم مأساة ابنى الذى ضحى من أجل هذه الثورة فكان الرد أن حالة معوض ميئوس منها إلا أننى استطعت تسفيره إلى النمسا بمساعدة هبة السويدى التى تكفلت جزء والحكومة النمساوية تكفلت بالجزء الباقى وهناك أكد لى الأطباء صعوبة اخراج الرصاصة من الرأس، ولكنهم أكدوا لى بأنه من الممكن أن يفيق، وأنه يحتاج لمركز متخصص فى الافاقة وطلبوا تدخل الحكومة المصرية التى رفضت انقاذ ابنى وطلبوا منى نقله إلى مركز العجوزة للقوات المسلحة، إلا أن الطبيب المعالج قال لى إن حالة ابنى صعبة ولن يستطيع المركز عمل شىء وأنه يحتاج للسفر إلى الخارج وتحديدا فى فرنسا التى تنتشر بها مراكز الافاقة واعادونى إلى قصر العينى. وأشارت والدة معوض إلى أنها أرسلت إلى الرئيس محمد مرسى منذ شهر فأرسل مستشاره الذى وعدهم بالسفر إلى فرنسا لتلقى العلاج إلا أنهم أبلغونى أن تكاليف علاج معوض مرتفعة للغاية ومن الأفضل لهم أن ينفقوا هذه الأموال على اثنين من المصابين بدلا من واحد وهو منطق غريب يتعاملون به معنا وكأننا نتسول رغم أننى ووالده من دافعى الضرائب ومع ذلك لا نجد من ينقذ ابنى فلو كان معوض نجل مسئول كبير بالدولة لكان قد تلقى الرعاية الكاملة، وتم تسفيره إلى الخارج ليتلقى العلاج على نفقة الدولة تم نشره بالعدد رقم 623 بتاريخ 19/11/2012