خطوات سريعة وكبيرة تقوم الدولة في ملف الاستثمار، فخلال الفترة الماضية أعلنت الحكومة عن عدد من المشروعات الكبرى، فيما يتعلق التعاون مع مستثمرين سواء عرب أو أجانب، لعل اخرها مشروع رأس الحكمة ، حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الشقيقة إطلاق مشروع رأس الحكمة التنموي، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى عدد من كبار رجال الأعمال من الجانبين المصري والإماراتي. في سياق متصل أكد فرج عبد الله عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، أن مستوى التعاون ما بين مصر والإمارات أصبح استراتيجيا على كافة المجالات، مما انعكس مؤخرا على التعاون الاستثماري في الاستثمار الأجنبي المباشر برأس الحكمة وعدد من المشروعات.
وأضاف فرج عبد الله، خلال مداخلة لقناة إكسترا نيوز، أن هذه الاستثمارات جاءت نتيجة جهد كبير من الدولتين لتعزيز مستوى التعاون الاقتصادي وتعميق التعاون خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أنه من اليوم الأول للإعلان عن تطوير مشروع رأس الحكمة وبدأ الأثر يتواجد على مستوى الاقتصاد الوطني. تابع فرج عبد الله، هناك آثار مباشرة تظهر فى الأجل القصير من تدفق فى حجم رأس المال المرصود فى فترة عمر المشروع، وهناك تحسن واضح في عدد من المؤشرات الكلية على مستوى سعر الصرف وعلى مستوى الاحتياطي النقدي الأجنبي.
في نفس السياق أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد، أن إطلاق مشروع رأس الحكمة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خطوة مهمة للغاية في طريق تنمية الساحل الشمالي الغربي، مشيرا إلى أن هذا المشروع هو أحد أهم ثمار التعاون المصري الإماراتي حيث تُعد صفقة رإس الحكمة أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر، الأمر الذي يعكس أيضا عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، والرغبة المتبادلة في تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما.
وقال "الجندي" إن المشروع سيحقق عدد من المكاسب للجانب المصري حيث يبلغ إجمالي الاستثمار التراكمي للمشروع العملاق 110 مليارات دولار بحلول عام 2045، كما تساهم مدينة رأس الحكمة بشكل كبير في الناتج المحلي للاقتصاد المصري بنحو 25 مليار دولار، فضلا عن توفير ما يقدر ب750 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر، لافتا إلى أن مدينة رأس الحكمة من المتوقع لها أن تحتضن لدى اكتمالها نحو مليوني نسمة، بالإضافة إلى الفرص التنموية والاقتصادية التي يوفرها المشروع.
كما أكدت الدكتورة شيماء محمود نبيه عضو مجلس النواب، أن العلاقات المصرية الإماراتية تاريخية ووثيقة، وتتميز بعمق الشراكات الاقتصادية بينهما. وتابعت قائلة: جاء تدشين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة تتويجاً لتلك الشراكة في هذا المشروع الضخم وأشارت "نبيه" إلى أن العلاقات المصرية الإماراتية شهدت تطوراً وثيقاً بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذا يؤكد أن علاقة مصر بدولة الإمارات الشقيقة استراتيجية، موضحاً أن صفقة رأس الحكمة مثلت دفعة قوية للاقتصاد المصري، حيث هو المشروع الذى تم توقيع الاتفاق بشأنه في فبراير الماضى، ويعد أكبر صفقة استثمار أجنبى مباشر في مصر، وتضمن المشروع استثمار أجنبى مباشر بقيمة 35 مليار دولار دخلت خلال شهرين، منهم الدفعة الأولى 15 مليار دولار، والثانية 20 مليار دولار، وللدولة المصرية 35% من أرباح المشروع.
وأوضحت "نبيه" أن دولة الإمارات تُعد أكبر دولة مستثمرة فى السوق المصرية، فقد قفزت الاستثمارات الإماراتية في مصر إلى 5.7 مليار دولار خلال العام المالي 2021 2022 من 1.4 مليار دولار خلال عام 2020 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 300.8%، مشيرة إلى أرقام نمو العلاقات بين مصر والإمارات، حيث ارتفع حجم التبادل التجارى بين البلدين ليسجل 4.9 مليار دولار بدلا من 3 مليارات دولار سجلها التبادل التجارى عام 2022.
