تنظيم قافلة بيطرية مجانية لخدمة مربي الثروة الحيوانية بمطروح بداية من 20 أكتوبر    مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية: القاهرة مدينة ذات تاريخ عريق ونمو سكاني حضري سريع    حزب الله: مقاتلونا اشتبكوا مع قوات إسرائيلية في عيتا الشعب    جيش الاحتلال: إطلاق 40 صاروخا من لبنان شمالا خلال ساعة    إصابة 25 جنديا إسرائيليا في 3 معارك مختلفة بجنوب لبنان    استبعاد يامال من قائمة منتخب إسبانيا لمواجهة صربيا بدوري الأمم    رئيس "الرقابة النووية والإشعاعية" يزور الإمام الطيب.. ويثمن دور الأزهر في دعم الهيئة    وكيل تعليم دمياط يبحث دعم الطلاب الضعاف في القراءة والكتابة    أسامة ربيع: قناة السويس تعمل بكفاءة رغم التحديات الراهنة في منطقة البحر الأحمر    فرنسا: عازمون على مواكبة جهود المغرب للنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية    هبوط جماعي بمؤشرات البورصة في نهاية تعاملات الأحد    ديشامب: مبابي حر.. والملهى الليلي مسؤولية ريال مدريد    رحمة طلبة تمنح مصر ميدالية ذهبية جديدة فى بطولة العالم للكاراتية    "أسطورة مشتركة للناديين".. حكاية علاقة تاريخية بين أهلي جدة والأهلي قبل حفل اعتزال خالد مسعد    الداخلية الكويتية: ضبط كمية مخدرات تقدر قيمتها بنحو 8 ملايين دولار    نظر طعن المتهمين بقضية مذبحة المرج على حكم إعدامهما 24 فبراير المقبل    الأحوال المدنية يواصل إيفاد القوافل المجهزة فنيًا ولوجيستيًا بالعديد من المحافظات    وكيل التعليم الوادي الجديد يناقش استعدادات المديريات لامتحانات أكتوبر    «صندوق المولى وسيارة نقل الموتى».. عمر كمال والسقا يثيرون الجدل بسبب أعمالهم الخيرية    الثقافة تدشن أولى فعاليات مبادرة أنت الحياة بقرية صيدناوي بالبحيرة    مسلسل برغم القانون الحلقة 21.. هبة خيال تهدد طليقها عابد عناني وصراع مع إيمان العاصي    عمر كمال يطلب فتوى من الأزهر حول مصدر أمواله: هل هي حلال أم حرام؟    غدا.. إطلاق قافلة طبية مجانية بسمالوط في المنيا    افتتاح العرض الجديد للوحات الخشبية لمصطبة حسي- رع بالمتحف المصري- صور    بالصور.. نائب سفير إندونيسيا يزور الدقهلية ويشاهد عرض للفلكلور الشعبي    6 أهداف رئيسية لمؤتمر ريادة الأعمال والاستثمار العربى.. تعرف عليها    فرقة مقام من قطاع غزة تشارك فى مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة    الطبيب المصري محمد توفيق يكشف للقاهرة الإخبارية سر نجاح 33 عملية في 13 ساعة بغزة    عدو خفي.. 4 أطعمة تدمر عقلك دون أن تدري    وفر تمويل للأنشطة.. النائب طلعت عبد القوي يستعرض مزايا قانون الجمعيات الأهلية الجديد    وزير الخارجية الإيراني: ليس لدينا خطوط حمراء في الدفاع عن شعبنا ومصالحنا    استمرار الانتهاكات الإجرامية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني    بلومبرج: إعصار ميلتون قد يدفع "سندات الكوارث" للصعود    مصطفى شعبان يبدأ تصوير مسلسله الجديد حكيم باشا للعرض رمضان المقبل    جهاز حماية المستهلك : حملات رقابية يوميا لعدم البيع بأزيد من السعر المعلن    استشاري المناعة: العدوى التنفسية سريعة ‏الانتشار في فصل الخريف عن الشتاء    جامعة بنها تنظم قافلة طبية لأمراض العيون بقرية منية السباع ضمن "بداية".. صور    شريعة وقانون الدقهلية تنظم مؤتمرها الدولي الخامس "التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي"    الداخلية تواصل حملاتها لضبط حائزي المخدرات والأسلحة في 12 محافظة    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى    «القناة» تنظم الملتقى العلمي السادس ومؤتمر البحوث التطبيقية    شبانة: قندوسي قد يستمر فى الأهلي ووكيله يلمح إلى ذلك    القاهرة الإخبارية: الإفراج عن 12 أسيرا فلسطينيا فى جنوب قطاع غزة    داعية إسلامي: الاعتقاد في الصالحين يجعلك من الأولياء    استعدادًا للأمطار.. رئيس "صرف صحي الإسكندرية" يتفقد محطات ومشروعات المنتزه - صور    سكرتير المجلس الوزاري الأفريقي للمياه: أسبوع القاهرة يستهدف مشاركة المعرفة    الداخلية تطارد تجار الكيف في 12 محافظة وتضبط كميات كبيرة من المخدرات    قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف مخيم البريج: 5 شهداء وعدد من المصابين    أكتوبر انتصارات وبطولات في ندوة ب«علوم حلوان»    طبيب مصري أجرى 33 عملية في غزة: ما يستخدم مرة واحدة استخدمناه أكثر من مرة    أسباب انتشار تطبيقات المراهنات في المجتمع    ظهور بوكيتينو الأول.. أمريكا تعود للانتصارات بالفوز على بنما وديا    "أتمنى أن يكون معنا في معسكر نوفمبر".. الركراكي يتحدث عن إصابة بونو    تشريح جثامين زوجين وأبنائهم الثلاثة المتوفين في حادث تسرب غاز بالعاشر من رمضان    "القرار كان منصف".. وكيل القندوسي يكشف كواليس جديدة في تحقيقات النادي الأهلي مع اللاعب    عالم أزهري: إعصار ميلتون هو جند من جنود الله ضرب أمريكا    القرآن الكريم| نماذج من البلاغة في كتاب الله    بحضور وزير الأوقاف.. "القومي للمرأة" ينظم ورشة عمل "القادة الدينين وبداية جديدة لبناء الإنسان"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الاختيار 3».. جبروت القوى الناعمة
نشر في صوت الأمة يوم 05 - 04 - 2022

«حقائق بالواقع، صدق الأحداث دون تجميل، وعي كامل بعقل المواطن، حبكة القصة وإبداع الصورة».. بخلطة محكمة نال مسلسل الاختيار العلامة الكاملة، وحاز الإعجاب منذ الحلقات الأولى.
لم يكن مسلسل الاختيار مجرد عمل درامي متقن في الصورة والتفاصيل والإخراج، بل قضية وعي كاملة الأركان، رسمت بحكمة مسارا جديدا لتشكيل الشخصية المصرية واحترام عقليتها. وصل الاختيار إلى داخل العقول قبل البيوت، أعطى أهداف الدولة «الجمهورية الجديدة» للمشاهد دون تخبط أو صِدامات فكرية وانفعالات عنيفة.
مع انطلاق الموسم الثالث من الاختيار، حجم الصدمة الفكرية لدى المشاهد لم تكن بسيطة، كيف سيكون الإقناع مع تجسيد شخصيات لا تزال موجودة في الواقع، بل وممثلٌ ومحركٌ أساسي في الأحادث؟!. شخصية مثل المشير عبد الفتاح السيسي بالتأكيد ستحتاج إلى ساحر درامي وليس فنانا عاديا لإقناع الجمهور بالرسائل التي تصيغها هذه الشخصية بوطنية متجردة، وبتداخل مع أحداث يعرفها المتلقي نفسه تمام المعرفة، بل عاش تفاصيلها وأحداثها وربما يعرف ما لا يعرفه كاتب الأحداث والمدونين.
تحدٍ لم يكن بسيط بأي حال من الأحوال، بل ومن وجهة نظري كان عقدة الجزء الثالث من الاختيار، ناهيك عن أن الأحداث لم يمر عليها وقت كبير ولا تزال محفورة في الأذهان بكامل تفاصيلها، ثم إن المشاهد نفسه يراهن على التكرار، ولم يكن يعرف ما يخبئه صناع الاختيار في جعبتهم من سحر.
كل تلك الأسئلة التي انفجرت في عقول المشاهدين، انفجرت إجاباتها بالعلامة الكاملة وبامتياز مع الظهور الأول للفنان ياسر جلال في شخصية المشير عبد الفتاح السيسي وقتها، لن أزيد في وصف الشخصية عن ما قاله خبراء لغة الجسد ومحللو الأداء الحركي، فقد تابعت أغلبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لخص أحدهم ما فعله الساحر ياسر جلال في المشاهد قائلا «ياسر جلال وصل بالشخصية إلى قدر لا تستطيع معه قراءة لغة جسده، ومن الأفضل أن تصف الشخصية الحقيقية، لا فرق في شيء، أكاد أجزم أن صاحب الشخصية الأصلية لن يصدق ما وصل إليه ياسر جلال من سحر المحاكاة والتشخيص إلى هذه الدرجة».
بالطبع ليس ياسر جلال وحده، فهناك حفلة إبداع صاخبة انفجرت في جنبات المسلسل «الموسيقى، اختيار الشخصيات، أدق أدق التفاصيل، التلامس الدرامي مع الواقع والانتقال بسلاسة إلى الأحداث دون خلل فهذه خلطة بيتر ميمي المبهرة»، سأضرب لك مثالا عن إبداع التفاصيل، فأنا شخصيا لم أصدق أن يرفع خالد الصاوي النضارة على جبهته بهذه الطريقة مثل الإخواني خيرت الشاطر، تفصيلة تبدو عادية، لكن ثُقلها في التأثير على المشاهد والقريب من الأحداث لم يكن أبدا عاديا، وهذا هو رهان الجزأ الثالث من الاختيار، كل تفصيلة بالقضية كاملة.
كنت واحدا من المعاصرين لأحداث 30 يونيو بكل تفاصيلها، ما قبلها وما بعدها، وصولا إلى إزاحة مكتب إرشاد الإخوان من كرسي الحكم، تجربة يناير وإن كانت خاطفة لكثيرين فقد أعطتنا إنذار ترقب وبالطبع مات عنصر المفاجأة، كنت شاهدا على سياسة معقدة ترسمها الأحداث في المنطقة بأكملها وليس بمصر فقط، وشغوفا بتدوين التفاصيل، تلك التشابكات المعقدة، التي تضرب كل الثوابت في مقتل، حاضر أسود ومستقبل ينذر بسيناريو مليشيات في شوارع العاصمة، الأكثر من ذلك أني تلك الفترة كنت في وظيفة محرر ديسك، ويعرف العاملون في المجال الإعلامي معنى هذه المهنة في أحداث كهذه، يعني ببساطة يمر عليّ يوميا أدق تفاصيل الأحداث، تصريحات كل شخصية «كبيرة وصغيرة، متداخلة مع الأحداث أو هامشية»، ما وارء الأحداث، وما المقصود بقرار معين، وتتبع الأحداث، وتوقعها، خريطة كاملة تدور في ذهنك، وكأنك في مسرح بكامل تفاصيله وأنت المتفرج الوحيد.
شاهدت تحول الأحداث بيد الإخوان من العنف إلى الدموية والإرهاب، تطور مرعب في العاصمة وما يدور بسيناء، أخبار ترد من هنا وهناك مؤكدة عن تنظيمات إرهابية تعشش بقواعدها كاملة في البلاد، سلاح يتدفق من الحدود كالسيل، مؤسسات الدولة التي نخر فيها سوس الإخوان، حتى تحولت إلى مواخير للجماعة، قرار يتبعه قرار بالتمكين الكامل للجماعة، تفاصيل مرعبة وأيام عجاف لن يتمنى أحد ولا حتى مجرد التفكير بالعودة إليها مهما كلف الأمر، 100 يوم من حكم الجماعة كانت كفيلة بتعريف أصغر فرد في الشعب المصري إلى أين نحن ذاهبون.
أنا مثل ملايين بل هناك من هو كان محركا للأحداث نفسها، ولذلك كان التحدي صعبا في إقناع هؤلاء بدراما تحكي بصدق عن الواقع، لكن بعد الحلقات الأولى من الاختيار 3، أجزم أن حلقة واحدة من هذا العمل تساوي مئات الخطب الدينية والسياسية وآلاف الكتب التي تتحدث عن حقبة الإرهاب الأسود في القصر الرئاسي.
ما فعله الاختيار 3 في وعي الشعب، بهذا القدر من الحكمة، وبمشرط جراح ماهر أنقذ المريض في عملية بالغة التعقيد، سيكون محولا للعقل الجمعي المصري إلى طريق النور، وستكتب الأجيال عن عظمة هذا العمل رغم بساطته وبأقل الإمكانيات، وما استطاع من رسم صورة أخطر ساعات في تاريخ مصر الحديث، بجودة عالية ودون رتوش، وكل في مكانه كما يقول الواقع، أعاد الاختيار إلينا الثقة في جبروت القوى الناعمة وما يمكن أن تصل إليه من نقطة تحول في تاريخ الأمم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.