اشتعلت المنافسة على زعامة حزب العمال البريطاني بعد يومين فقط من إعلان زعيم الحزب، اد مليباند، استقالته من منصبه في أعقاب الخسارة الكارثية في الانتخابات العامة. وأثار إعلان عدد من القياديين نيتهم خوض السباق نحو زعامة الحزب المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التراجع لحزب المعارضة وانشغال الحزب بقضاياه الداخلية والصراعات عن البدء في تصحيح المسار والعودة مرة أخرى لمواجهة حزب المحافظين في مجلس العموم. وأعلن ثلاثة من قياديي الحزب "شوكا أومونا" و"تريسترام هانت" و"ليز كيندال" بالفعل انهم يفكرون في خوض السباق الانتخابي لزعامة حزب العمال، بينما يتواجد الوزيران في حكومة الظل ايفيت كوبر وآندي بورنهام على رأس المرشحين بقوة لتولي هذا المنصب، بجانب العضو البرلماني دان جافريس والمرشح لتولي منصب عمدة لندن ديفيد لامي. ومن المنتظر أن يشتد السباق أيضا لتولي منصب نائب زعيم الحزب، مع تواجد ثلاثة مرشحين حتى الآن، ومن بينهم وزيرة الطاقة في حكومة الظل كارولين فلينت، وزعيمة مجلس العموم في حكومة الظل أنجيلا ايجل، بجانب القيادي توم واطسون. واعترف وزير الأعمال في حكومة الظل العمالية شوكا أومونا إنه "من المبكر جدا القول ما ذا كان سيخوض السباق نحو زعامة حزب العمال في أعقاب استقالة زعيم الحزب، اد مليباند. وفي تصريحاته عبر شبكة "بي بي سي"، قال أومونا "أعتقد من المبكر جدا في هذا التوقيت...لا يوجد حتى جدول زمني لهذا الأمر". وأضاف "من المؤكد أنني أعتزم القيام بدوري على أكمل وجه في اعادة بناء حزبنا وضمان من أننا نحظى بنقاش مناسب والذي نحتاجه الآن لنتأكد من أننا نستطيع النجاح في الانتخابات القادمة". يذكر أن رئيس الوزراء البريطاني العمالي الأسبق، توني بلير، قد دعا حزب العمال اليوم الأحد لاستعادة السيطرة على موقع الوسط في السياسة البريطانية مع محاولات الحزب التعافي من الهزيمة الساحقة في الانتخابات العامة. وفي مقاله في صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، كتب رئيس الوزراء الأسبق قائلا "هناك حاجة لتغيير توجه حزب العمال، ليبدو وكأنه حزب يدافع عن الطموح والتطلعات، مؤكدا على أن الطريق إلى القمة يرتكز على السياسة الوسطية. وأكد توني بلير على أنه يمكن لحزب العمال التعافي من الهزيمة الكارثية التي مني بها في الانتخابات العامة إذا اعتمد سياسة وسطية وتبنى أجندة شجاعة لدعم الأعمال التجارية وتقديم أفكار جديدة عن إصلاح الخدمات العامة.