كشفت وكالة الأنباء الفرنسية عن كذب وفبركة قنوات الإخوان الإرهابية وكتائبها الإلكترونية التي روجت لصورة على أنها لإعدام شخص مصري شارك في التظاهرات. وكانت كتائب جماعة الإخوان ومواقعها تناولت صورة لشخص مقتول ومعلق على ألواح خشبية وادعت أنها واقعة إعدام مصري شارك في المظاهرات الأخيرة. فيما تداولت حسابات الجماعة الإلكترونية الصورة على نطاق واسع بعدما حرفوا الرواية على أنها لشاب أُعدم بالرصاص في مصر لمشاركته في التظاهرات المعارضة للحكومة.
وقال تقرير وكالة الأنباء الفرنسية إن الصورة في الحقيقة منشورة قبل سنوات على أنها مصوّرة في مدينة كانت تحت سيطرة تنظيم داعش في شرق سوريا. وتاجرت مواقع الإخوان بالصورة وكتبت في التعليقات المرافقة: "إعدام الشباب المظلومة رمياً بالرصاص فقط لأنّهم طالبوا بالحريّة، طالبوا أن تكون مصر عزيزة".
وبحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار هذه الصورة في الأيام الأولى من شهر أكتوبر الجاري، وذلك بعد أيام تحريض قنوات الإخوان على التظاهر في مصر، لكن الصورة لا علاقة لها بمصر. وأظهر تقرير الوكالة باستخدام محرّكات البحث أن الصورة منشورة في 2015 على أنها تُظهر شاباً أعدمه تنظيم داعش في مدينة هجين بدير الزور، في الشرق السوري.
وكانت مدينة هجين في ذاك الوقت تحت سيطرة تنظيم داعش، الذي بسط نفوذه في العام 2014 على مناطق شاسعة من سورياوالعراق، إلى أن طردته منها قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف لفصائل كرديّة وعربيّة، وذلك في ديسمبر 2018. وقال أحد سكان مدينة هجين لوكالة فرانس برس بعد اطّلاعه على الصورة "عملية الإعدام هذه أنا شاهدتها، جرت في الشارع العام في شهر رمضان من العام 2015". وروى قائلاً "عندما كان التنظيم ينفّذ عمليّة إعدام كانوا يدعون الناس بمكبّرات الصوت للتجمهر..حين وصلتُ كان الشاب قد قتل، وكان الناس يقولون إنه عسكري من العراق"، وأضاف "بقيت الجثّة معلّقة لوقت طويل، مررتُ في الشارع أكثر من مرّة وكنت أراها ما زالت معلّقة". ويكفي مجرّد نشر الصورة في العام 2015 لدحض ادّعاء أنها مصوّرة أثناء التظاهرات الأخيرة في مصر.
