العلاقة مع قطعة الماستيكا «اللبان» علاقة ليس لها دخل بموضوع السن أو النوع.. يمكن عادة.. أو ممكن نستحليها ثم نتخلص منها.. طيب ما المقصود بقطعة اللبان هذه؟ ستدهشون لو قلت لكم الماستيكا أو اللبان هنا هم الشباب.. لا يذكر شىء أو موضوع أو حكاية هذه الأيام إلا ونقول الشباب.. نعمل معاهم كذا.. مستقبلهم نعمل من أجله كذا.. يجب أن يكون للوزراء ورئيس الوزراء مساعدون من الشباب.. قالها الرجل.. قالها السيسي.. امنحوا الشباب الفرصة.. فهم والله قادرون.. ويرفعون الهامة والرأس عاليا.. طبعا طبعا.. لابد من الاستعانة بالشباب .. ثم تسمع عن مساعدى رئيس الوزراء وعدم قدرتهم على عرض أفكارهم عليه ولا مقابلته.. معقول..؟ والرجل اقصد الرئيس بيكلم حتى الطفل الصغير فى الشارع.. لماذا هم يفعلون هذا؟ لكن هذا ما يحدث مثال وزير بعد أن قابل من وقع عليهم الاختيار لمعاونته.. اعتذر لهم بعد ان رفض كل مقترحاتهم.. كل المقترحات.. ووعدهم بلقاء آخر يستمع لهم فيه.. وسيظل يستمع إلى متى؟ سيادته أعلم والله أعلم.. وأحيانا نجد اختيارات شبابية لمناصب قيادية.. ربما جاءت من أهل الثقة.. أى بترشيح.. وهذه الكلمة «ترشيح» كلمة مهذبة مشتقة من كله واسطة أو محسوبية التى مازالت تلقى بظلالها على حياة الشباب الوظيفية.. والحديث هنا فى موضوع عمل الشباب.. ذو شجون، أحاديث وتصريحات من وزراء ووزيرات عن فرص عمل لا تجد من يشغلها.. مين قال..؟ نعم هناك أماكن مكدسة بالعمالة .. ولكن بدلا من تكرار الحديث عن مشاكل التكدس الوظيفى ابحثوا عن الحلول.. المسألة لا تدخل فى متاهة أو ألغاز.. أين أسواق العمل التى يمكن أن تتعاون فيها الجامعات مع المؤسسات والمصانع والشركات لاختيار شباب أكفاء يتم تدريبهم على مدى سنوات دراستهم ويصقلونها ويرسلونهم فى منح ودورات تدريبية تساعد على تنمية مواهبهم؟ وماذا لو طبعت بعض الوزارات المعنية بالعمل.. نشرة نصف شهرية توضع مجانا مع جرائد الصباح تسهل على الشباب البحث عن مستقبله والتأهيل له.. وماذا أيضا لو فتحنا فى دور الرعاية على مستوياتها ونوعياتها المختلفة.. فرصة العمل اليدوى حيث يستهلك طاقة الوقت عند البعض وسد الاحتياج عند البعض الآخر.. كذلك يمكن غرس هذا الفكر.. فكر العمل الحر فى سلوك الطالب أثناء دراسته.. ونمنحهم فرصا للتسويق عن طريق وزارة الشباب أو الاندية أو منافذ كثيرة الحديث عنها مستفيض.. وبالتالى هناك دخل وربح وامتصاص للوقت والطاقة.. لفت نظرى ايضا ريبورتاج مصور لمجموعة شباب تعمل من أجل سلامة الطريق والمرور اسمها «الندى» التقوا الرئيس «عبدالفتاح السيسى» واخذوا معه مجموعة صور حينما وقف وحياهم على مجهودهم البيئى والمرورى ونشاطهم الرياضى والماراثون الذى شاركوا فيه والله شباب شكلهم يفرح ويدعو للأمل والتفاؤل. طبعا هذا النوع من الشباب يقابله فى ناحية أخرى تبعد أكثر من 180 درجة نماذج شباب فى أفلام من نوعية «جمهورية إمبابة» تضم ناس غير الناس.. غير من كنا نتحدث عنهم.. ولكن اسمهم شباب الحارة الشعبية ويحملون نفس الرقم القومى مثلك ويشكلون أرقاما فى تعداد السكان ويزيدون النسل أضعافا مضاعفة.. ولكن أرقام على الشمال.. تجار مخدرات رقيق ابيض وممارسة الدعارة ولا أحد يمانع أو يردع.. الثراء عن طريق البلطجية والمخدرات والقوادة.. والحقوق تؤخذ بالدراع كما يقولون.. وتروى الأرض بالدماء فى حفل دموى على أصوات الرصاص حيث لغة الحوار الآن الرصاص والسلاح الأبيض وأقذع الالفاظ.. طبعا سيقال.. شغل أفلام.. نعم أفلام يخرجها ناس يجدون أنفسهم كلما توغلوا أكثر فى القبح وفى نشر أسوأ مافى الحارة المصرية.. هناك نماذج فى مسلسل يعرض هذه الأيام حافل بنماذج من العلاقات المريضة تقول فيه إحدى بطلاته.. أنا حاشوف سلومة جوزى نظامه ايه.. وبعدين أكلمك.. أشوفك.. علشان وحشتني.. هكذا.. الخيانة سهلة.. وتتلخص فى كلمتين الزوج ينشغل وفقط.. ونماذج من النميمة الذميمة بين بائعة الخضار وزوجة الجزار.. وبلطجى الصالات.. وصائد السيدات العجائز.. وتهريب الأموال وكل موبقات الدنيا تعرض يوميا وتدخل البيوت ونحن فى عرض أن تسود حياتنا أو تعود قيمنا الجميلة.. العيب.. والحرام والكلمة الطيبة والجيرة والعشرة.. معان نرجو ألا نظل نترحم عليها وان ندفع بها لابنائنا وشبابنا.. وأن نكون جادين فى علاقتنا بهم.. نقول.. ونفعل ما نقول.. حتى يصدقونا.. لاننى بداخلى احساس ان المصداقية باتت مفقودة بيننا وبين الشباب .. ولا تجعلوهم قطعة ماستيكا تلقون بها بعد امتصاص حلاوتها.. أو تصدرون عنهم أفلاما وأعمالا تجعلنا نشعر فعلا أن الفساد له وطن ليس حدوده مدة الفيلم المعروض فقط.. ولنسميه «جمهورية الفساد» بدلا من جمهورية إمبابة.