قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إننا نكن احتراما وتقديرا للاستشراق الألمانى وجهوده فى نشر عيون التراث العربى والإسلامى، على نحو ما قام به المستشرق الألمانى "بروكلمان" فى تاريخ الأدب العربى، موضحًا أن الأزهر يهتم كثيرا باللغة الألمانية من خلال تعاونه مع معهد "جوتيه" لتعليم اللغة الألمانية لطلاب الأزهر، مطالبا بدعم الأزهر فى رسالته التى هى رسالة سلام ومحبة للعالم كله. وأكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر خلال لقائه وزير خارجية ألمانيا فرانك شتاينماير، أن الفكر المتطرف غريب على المجتمعات العربية والإسلامية، وأن الأزهر يتعجب كثيرًا من تطوع الشباب الأوروبى فى صفوف داعش، ومن بينهم فتيات أوروبيات، مضيفًا أن الأزهر الشريف قد نبه منذ البداية على خطورة الحركات التى تدعى الإسلام وتحمل السلاح فى مواجهة الآخرين، مثل تنظيم داعش الذى ظهر بشكل سريع ومفاجئ وقوى، وهو الأمر الذى يثير الدهشة والحيرة فى نفوسنا. وأشار الإمام الأكبر إلى أن الأزهر يقوم بتطوير مناهجه بما يتواءم مع مقتضيات الموقف الحالي، وإضافة ما من شأنه تحصين طلاب الأزهر من هذا الفكر الضال المنحرف، كما أن الأزهر بصدد افتتاح قناة عالمية باسم الأزهر تعنى بنشر الإسلام الصحيح، كما قام الأزهر بإنشاء مرصد إلكترونى بمختلف اللغات لرصد ما تقوم به داعش وما تبثه من أفكار حتى يمكن مواجهتها بالفكر الصحيح ، كما أنه يقوم بعقد مؤتمرات دولية من أجل وضع أسس سلام بين جميع الشعوب. وقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب: إن الأزهر على استعداد للتعاون مع الجامعات الألمانية عن طريق إرسال الأساتذة والمتخصصين للإشراف على أقسام الدراسات الإسلامية بها، لافتًا إلى أنه يمكن التعاون فى إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية والثقافة الإسلامية من منبعها الصافى فى ألمانيا على أن تقوم ألمانيا بتجهيز المكان ويقوم الأزهر بإمداده بالمتخصصين والمناهج. من جانبه أعرب وزير الخارجية الألمانى عن شكره للإمام الأكبر على إتاحته فرصة اللقاء به فى مشيخة الأزهر الشريف، مؤكدًا أن حكومته تسعى إلى تكثيف التعاون بين الأزهر الشريف وألمانيا باعتباره منارة الفكر المعتدل فى العالم كله. وأضاف "شتاينماير" أن هذه الزيارة تأتى فى إطار التعاون المشترك بين الأزهر وألمانيا فى مجال مواجهة التطرف والإرهاب، بما للأزهر من ثقل ومصداقية وقدرة على الإقناع، موضحًا أن ألمانيا تتصدى بكل حزم لكل الأفكار المتطرفة، وتعلم جهود الأزهر فى رفض ومواجهة هذا الفكر المتشدد، متسائلا عن الطريقة المثلى لإقناع المتطرفين بالعدول عن هذا الفكر، وتحصين الشباب من الانخراط فى هذه التنظيمات الإرهابية. وقال وزير الخارجية الألمانى: إن كثيرا من الجامعات الألمانية أنشأت أقساما للدراسات الإسلامية ونتطلع لمساعدة الأزهر فى هذا المجال، وأن لديهم مشكلة فى وجود كثير من أئمة المساجد من جنسيات مختلفة يتكلمون بلغات مختلفة فى أمور الدين. من جانبه رحَّب الإمام الأكبر بوزير الخارجية الألمانى والوفد المرافق له فى رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا أن مثل هذه الزيارات تبعث على التواصل بين الأزهر وألمانيا من أجل مواجهة هذا الإرهاب الأسود الذى استشرى فى العالم كله. وفى نهاية اللقاء قدم وزير خارجية ألمانيا الشكر للإمام الأكبر على مقترحاته وأفكاره، والذى سيبلغ بها حكومته وسيتم التواصل مع الأزهر الشريف بصدد هذه المقترحات والأفكار.