بمجرد أن تعلن هيئة الأرصاد الجوية عن دخول فصل الصيف يسارع الكثيرون للهروب إلي المصايف، ولأن وزراءنا يؤمنون بأن المصريين«سواء» وأنهم مواطنون كغيرهم فإنهم يرون إن من حقهم «التصييف» وشراء الشماسي ليدقوها علي الشواطئ، وشراء مستلزمات المصيف من فانلة وشورت وكاب والذي منه للتمتع بأجازة المصيف حتي يستطيعوا العودة لمباشرة أعمالهم ل«خدمة المواطنين». ورغم أن الحياة الحزبية تقول علي الورق أن هناك تعددية حزبية، إلا أن المصايف والتصييف خاص للأثرياء لا تعترف بالتعددية، فهناك حزبان رئيسيان هما حزب مصيفي العجمي والعضو فيه يسمي «عجميست» وحزب مصيفي مارينا والعضو فيه يسمي «مارينست». تعالوا معنا في جولة إلي مصايف الكبار رئيس مجلس الشوري الأمين العام للحزب الوطني صفوت الشريف «عجميست» أما رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحي سرور فهو «مارينست» ولصناعة سياج قوي بين الصفوة وعامة الشعب وضع حزب«مارينا» قيوداً صارمة علي من يذهب إليه فأي مصطاف يدخل مارينا لابد أن يكون لمن يمتلكون شاليها أو فيلا بعضوية أو كارنيه وهذا منعاً لتسلل من لا يرغب الأثرياء في رؤيتهم، ومارينا التي تبعد عن القاهرة بحوالي 6 ساعات وتبدأ من الكيلو«80» حتي الكيلو«100» بامتداد الساحل الشمالي الممتد علي طريق الأسكندرية مطروح الصحراوي مزدحمة بالقري السياحية والتي تأتي مارينا علي رأسها حيث اختار عدد من الوزراء واحدة من أجمل مناطق «مارينا» مكاناً مخصصاً للاصطياف، مكان يخرج من البر إلي البحر، تحده جنوباً بحيرة ساحرة من بحيرات مارينا الصناعية وتسمي هذه المنطقة بلسان الوزراء، وليست هذه المنطقة الوحيدة التي أطلق عليها هذا الاسم ففي الثمانينيات اختار الوزراء منطقة تمتد من البر إلي البحر في استطالة من أبوسلطان بالإسماعيلية في منطقة البحيرات المرة سميت أيضاً بلسان الوزراء ولكنها صارت بعد ذلك لساناً للوزراء السابقين. ومن الكبار الذين ذهبوا مبكرين للمصيف بمارينا هذا العام الدكتور فتحي سرور لكنه فوجئ بحدوث انفجارات في الكابلات التي تغذي فيلته بالكهرباء بشارع الشانزليزيه، إلا أن المقاول أنجز إصلاح الكابلات في 3 أيام بعد ما حفر بالشارع وأوصل «كابل» الفيلا «بالكابل العمومي» فكافأة الدكتور سرور ب 5 آلاف جنيه إضافية علي المبلغ المتفق عليه وهو 15 ألف جنيه بعدها بدأ الدكتور سرور في الاستمتاع بالاجازة دون أعطال مع بداية الأسبوع الماضي حيث شاهده رواد مارينا علي الشواطئ وفي مارينا أيضاً يقضي رئيس الوزراء «أحمد نظيف» أجازته الصيفية بشاطئ فينسيا بوابة «5» شارع «86» حيث يمتلك نظيف إلي جانب قصره المطل مباشرة علي البحر «يختين» بالإضافة إلي 12 «جيت سكي» ممتدة أمام القصر، ويصل إجمالي أدوات التصييف التي يمتلكها نظيف لحوالي 5 ملايين جنيه نظيف من هواة السكن في القري السكنية الفخمة فهو يسكن بقرية «جاردنيا بارك» بمدينة 6 أكتوبر. أما أحمد شفيق وزير الطيران فليس من سكان مارينا فقط ولكنه رئيس مجلس أمناء المدينة أيضاً، ويمتلك شاليهاً فخماً بلسان الوزراء بمارينا، أما وزيرة القوي العاملة عائشة عبد الهادي فتقضي أجازتها الصيفية بمصيف اتحاد العمال علي حد قولها بقرية الأحلام بالساحل الشمالي. أما الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارية فهو من عشاق «سيدي عبد الرحمن» بالقرب من مطروح. بينما وزير النقل محمد منصور فأكد أنه من هواة مارينا بالساحل الشمالي لأنه أصلاً من محافظة الأسكندرية. أما صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري فهو من سكان قرية سيدي كرير بالكيلو 36 بالساحل الشمالي والتابعة لشواطئ العجمي الشريف يمتلك فصراً فخماً بالمدينة. أما الوزراء الذين غالباً ما يقضون أجازتهم الصيفية خارج البلاد فمنهم وزير الأوقاف حمدي زقزوق الذي يقضي مع زوجته الألمانية الأجازة في بلدها وكذلك وزير السياحة زهير جرانة الذي يفضل قضاء أجازته في أثينا. أما يوسف بطرس غالي فيفضل قضاء الأجازة بلبنان. من ناحية أخري إذا كانت أنشطة الحكومة تنتقل رسمياً من مقرات الوزارات إلي حكومة تسيير أعمال بالهواتف المحمولة علي شواطئ الساحل الشمالي، فإن الرئيس مبارك وأسرته يفضلون مدينة شرم الشيخ التي أخذت شهرة عالمية حيث يأتي إليها أثرياء العرب والأجانب وطبعاً الدخول إلي المدينة لن يحدث إلا بعد الحصول علي موافقة أمنية وبالطبع الفقراء ممنوعون من دخولها باعتبارها مدينة الرئيس!